حساسية مفرطة، وعلاقة ود ربطت السعوديين باللون الأخضر، على النقيض من الأحمر، سواء أمام شاشات الأسهم، أو الإشارات الضوئية، فالأعين غالباً ما تبقى مُعلقة تنتظر «الأخضر»، مستبشرةً بقدومه، سواء في الشاشات مبشراً بارتفاع سعر السهم، أو على الإشارات المرورية، لعبور المركبات. وخلافاً لذلك، لم يعد الضوء الأخضر يلفت كثيراً أنظار سائقي المركبات في الدماموالخبر، فالزحام التي تشهدها في المدينتين، خصوصاً خلال هذه الفترة، يجعل حركة السير البطيئة والمتصلة متوقفة في الإشارة، وأن كانت مضاءة بالأخضر، وأصبح هذه الحال، التي لم يعتد أهالي الدماموالخبر عليها منذ عقد من الزمن، اليوم منظراً مألوفاً لديهم. ويلخص عبد العزيز الدوسري، قصة الشوارع في الدمام قائلاً: «لم تشهد الدماموالخبر منذ 15 عاماً، الفوضى والعشوائية في حركة السيارات وتنقلاتها»، مضيفاً «أعمال التطوير التي تشهدها الشوارع داخل الدمام حالياً، لا تتجاوز إزالة طبقات الإسفلت القديمة، واستبدالها بأخرى حديثة، إضافة إلى الأرصفة التي شهدت طوفان التغيير، ليتم استبدالها بأخرى حديثة زادت الطين بلة، وأسهمت في تضييق الطرق داخل المدينتين». وأرجع حمد سعود، الزحام التي تشهدها الدماموالخبر حالياً، إلى «غياب التخطيط للطرق والشوارع الداخلية، إضافة إلى غياب الخطة المرورية»، مضيفاً «تابعنا الخطة المرورية التي تعتزم إدارة مرور المنطقة الشرقية تطبيقها في الميادين والطرق الرئيسة كافة، إلا أننا لم نلمس ذلك على أرض الواقع». فيما وصف أحد المختصين، وضع الطرق والشوارع الرئيسة حالياً، في المدينتين ب«العشوائي»، مرجعاً السبب إلى «قيام أمانة الشرقية بتنفيذ عدد من أعمال الصيانة والإنشاء في آن واحد، إضافة إلى عدم مراعاة وضع الطرق الداخلية، ففي الوقت الذي شهد طريق الملك عبدالله بن عبد العزيز في الخبر، أعمال توسعة وخططاً لإنشاء الجسور، يغيب عن ذلك التخطيط للشوارع المرتبطة في هذا الطريق، ما جعلها تأن تحت الزحام، وتشهد كثافة وحركة مرورية غير معتادة»، مضيفاً «الطرق من الثوابت التي يمكن تعديلها وتطويرها بما ينسجم مع أعداد المركبات، التي يستحيل الحد من كثرتها وزيادتها يوماً بعد آخر»، منوهاً إلى «الحاجة الماسة لإعداد دراسات للطرق المرتبطة في الطرق الرئيسة، لحل تلك المعضلة»، معتبراً الخطط المرورية ،التي تم الإعلان عنها «غير مجدية»، مرجعاً ذلك إلى «طوفان» المركبات ،التي يستحيل تنظيمها، وفي عدد من المواقع الحيوية، والتي يصعب مع وجود دوريات المرور التعامل معها»، مطالباً أمانة الشرقية بالأخذ بعين الاعتبار «الاقتراحات التي يقدمها مرور الشرقية»، مضيفاً «يبدو أن الأمانة تعمل بعيداً عن الخطط التي يقدمها المرور»، مستشهداً بالاختناقات المرورية ،التي تعجز دوريات المرور في فكها، سواء في الدمام أو الخبر. وقال: «يجب أن لا نسعد كثيراً بإنشاء الجسور والأنفاق، خصوصاً إذا كانت بمستوى نفق الدمام، والذي لم يصمد أمام المياه الجوفية، كما تدعي أمانة الشرقية. ويفترض أن تتم أعمال تخطيط وتوسعة للطرق الداخلية لتواكب الزيادة في أعداد السكان والمركبات». وجالت «الحياة» بدورها، على عدد من الميادين والتقاطعات، لمتابعة الخطة المرورية عن قرب، مثل تقاطع طريق نجد مع طريق الأمير مشعل بن عبد العزيز (الناصرية)، والذي يعد المدخل الرئيس بعد إغلاق النفق، وتقاطع طريق الملك فهد بن عبد العزيز مع طريق الأمير نايف في الطريق بين الجسر والنفق في الدمام، وطريق الملك عبدالله مع تقاطع طريق مكة في الخبر. ولاحظت غياب الدوريات المرورية عن تلك التقاطعات، ما يعني أن الخطة المرورية تظل حبراً على ورق.