على رغم الطاعة العمياء التي أظهرها وزراء حزب «إلى الأمام يا إيطاليا» بزعامة سيلفيو بيرلوسكوني في الحكومة الإيطالية واستقالتهم بلا إبطاء، لكنهم احتجوا في الساعات الأخيرة على طريقة إدارة بيرلوسكوني وفريقه الراديكالي الضيّق الأزمة الحكومية، واحتمال انتهاء الدورة البرلمانية الحالية قبل موعدها. ويتكهّن محللون باحتمال حدوث انشقاق داخل حزب بيرلوسكوني، يدفع به أكثر إلى اليمين، بسبب ما وصفه معترضون داخل الحزب بأنه «نهج مهدم» يقوده الجناح المتشدد المقرّب من بيرلوسكوني. وقال الأمين العام لحزب بيرلوسكوني ووزير الداخلية المستقيل انجيلينو ألفانو: «النهج الجديد مرفوض، ولن نقبل بوقوع الحزب بين أيدي متطرفين وراديكاليين»، مضيفاً: «سأظل بيرلوسكونياً على طريقتي الخاصة»، وهو ما أيده وزراء مستقيلون آخرون، ما يدل على العزلة الكبيرة التي يواجهها بيرلوسكوني الذي يحاول إنقاذ نفسه من حكم بالإقامة الجبرية 4 سنوات، إذ لن يُودع السجن بسبب تقدمه في العمر. وفيما ظهرت بوادر تشكل غالبية برلمانية مختلفة عبر اصطفاف عدد من سيناتورات بيرلوسكوني إلى جانب رئيس الوزراء أنريكو ليتا الذي سيصوت البرلمان غداً على تجديد الثقة بحكومته بعد انسحاب وزراء بيرلوسكوني، حض ليتا أعضاء البرلمان على «عدم التفريط بالتضحيات الكبيرة التي بذلتها إيطاليا خلال الشهور الأخيرة للخروج من عنق الزجاجة، والتي أدخلتنا فيها حكومات بيرلوسكوني خصوصاً. وأبدى ليتّا قناعته بأن «70 في المئة من ناخبي بيرلوسكوني باتوا يدركون خطورة ما يدعو إليه زعيمهم»، علماً أن انتقادات حادة كثيرة انهالت على خطوة بيرلوسكوني، وأقساها من مجلة «العائلة المسيحية» المقربة من الكنيسة الكاثوليكية ومجلس الأساقفة الإيطاليين، والتي اعتبرت أن «بيرلوسكوني افتقد كرامته، ووضعها مع كرامة وزراء حزبه الخمسة في الحكومة على المحك، مفضلاً مصلحته الشخصية على مصلحة البلاد».