فصلت 10 ساعات أمس بين أعضاء الكونغرس الأميركي ووقوع الإدارة الفيديرالية في أول تعطيل منذ 17 سنة، وبدا مستبعداً التوصل إلى تسوية حول موازنة موقتة إذ لم تظهر أي نية لدى الطرفين الجمهوري والديموقراطي في تقديم تنازلات. وكان مقرراً ان يعاود مجلس الشيوخ أعماله مساءً، في ظل توقعات بأن يرفض مشروع موازنة أقره مجلس النواب ليل السبت - الأحد، ما سيعيد المفاوضات إلى خانة البداية قبل بدء السنة المالية 2014 فجر اليوم. ومن دون تخصيص أموال جديدة، قد تعلن الوكالات الفيديرالية عطلة غير مدفوعة الأجر لأكثر من 800 ألف موظف يعتبرون غير أساسيين لتخفض عدد العاملين فيها إلى الحد الأدنى الحيوي، الأمر الذي وصفه الرئيس باراك اوباما في كلمته الأسبوعية السبت بأنه «إيذاء للذات». وكان ما زال ممكناً التوصل إلى تسوية مساء أمس خلال الساعات الأخيرة التي تسبق الاستحقاق عند منتصف الليل بالتوقيت المحلي غير ان كثيرين لم يؤمنوا بهذا الاحتمال. وقال السيناتور الديموقراطي ريتشارد دورين أول من أمس لشبكة «سي بي اس» التلفزيونية: «نعرف ما سيجري. مجلس الشيوخ سيعقد مجدداً وسيرفض موقف مجلس النواب مرة جديدة وسنجد أنفسنا أمام احتمال وقف عمل الحكومة في منتصف ليل الاثنين أو صباح الثلثاء». وأقر مجلس النواب مشروع موازنة لشهرين ونصف شهر تعطي الكونغرس مهلة حتى 15 كانون الأول (ديسمبر) لمناقشة موازنة لباقي 2014. لكن تحت ضغط حركة «حزب الشاي» المحافظة المتطرفة زيد تعديلان إلى النص: أولهما يقضي بتأجيل دخول شق محوري من قانون إصلاح الضمان الصحي الذي وقّعه أوباما لسنة ليبدأ العمل به في 2015 بدل 2014، والثاني يقضي بإلغاء الضريبة على الأجهزة الطبية التي استحدثها هذا القانون. واعتبر الديموقراطيون في مجلس الشيوخ هذين التعديلين بمثابة استفزاز رافضين المس بإحدى الإصلاحات الكبرى لولاية اوباما الأولى والمعروف باسم «اوباماكير». ووقعت مواجهة مماثلة في نيسان (ابريل) 2011 ولم يجر التوصل إلى تسوية إلا قبل ساعة من الاستحقاق. وفي مواجهة احتمال شلل الجهاز الفيديرالي للمرة الأولى منذ 1996 سعى كل من المعسكرين أول من أمس إلى استباق الأمر والفوز احترازياً في معركة نيل تأييد الرأي العام. وقال السيناتور الجمهوري راند بول ل «سي بي اس» ان «الرئيس هو من قال انه سيغلق الجهاز الفيديرالي إذا لم نعطه كل ما يطالب به في شأن اوباماكير، وهذا يثبت في نظري ان الرئيس متصلب ويرفض أي تسوية». وقال السيناتور الديموقراطي تشارلز شومر «ان إستراتيجية الحبل المشدود التي ينتهجها رئيس مجلس النواب (الجمهوري جون) باينر لا تهدف إلى تجنب تعطيل الدولة الفيديرالية، بل هي مجرد عذر لإلقاء المسؤولية على الآخرين، وهذا لن ينجح». غير ان أحد القادة الجمهوريين في مجلس النواب كيفن ماكارثي لمّح أول من أمس إلى ان الجمهوريين يعدون خطة إنقاذ جديدة. وقال لشبكة «فوكس نيوز» أول من أمس: «اعتقد ان المجلس سيعقد مجدداً وسيرسل نصاً جديداً لتفادي تعطيل الحكومة ولتمويل الدولة الفيديرالية، وسيكون هناك بعض الخيارات الإضافية لدرسها في مجلس الشيوخ»، من دون ان يكشف أي تفاصيل عن الإستراتيجية الجمهورية. وانعكست هذه المخاوف على أسواق المال والسلع، خصوصاً العملات والأسهم والنفط. وكتب مصرف «كريدي اغريكول» في مذكرة: «فيما تتوجه أنظار المستثمرين في شكل خاص إلى الولاياتالمتحدة تتوقع الأسواق الأسوأ».