أعلن زعيم الغالبية الديموقراطية في مجلس الشيوخ الأميركي هاري ريد، التوصل إلى اتفاق على الموازنة يسمح بالاستمرار في تمويل الحكومة الفيديرالية الأميركية حتى آذار (مارس) المقبل، وتفادي شلل محتمل مع احتدام المنافسة قبل الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني (نوفمبر). وأوضح ريد، انه توصل إلى «اتفاق لتمديد الموازنة مع الرئيس الجمهوري لمجلس النواب جون باينر والرئيس باراك اوباما، ما يسمح بالاستمرار في تمويل الحكومة الفيديرالية في الربع الأول من عام 2013». وأكد في لقاء مع الصحافيين، أن ذلك «سيؤمن الاستقرار خلال الأشهر المقبلة»، معتبراً أنه «أمر جيد، لأنه يطرح هذه المشكلة جانباً». ولفت إلى «استحالة التصويت على الاتفاق بحلول الجمعة»، قبل أن يبدأ الكونغرس عطلته الصيفية هذا الشهر. لكن رأى أن «الاتفاق قائم وسنصوت عليه لدى عودتنا في أيلول (سبتمبر) المقبل»، أي قبل وقت قليل من بدء السنة المالية الجديدة في الأول من تشرين الأول (أكتوبر) المقبل. ورحب البيت الأبيض بالاتفاق، مبدياً «ارتياحاً لتوصل الجانبين إلى اتفاق لتسوية هذه المسألة». وأوضح الناطق باسم المقر الرئاسي جاي كارني في بيان، أن «من الأساس في نظر الرئيس، أن تكون هذه الموازنة موازية للمستويات التي حددها الحزبان العام الماضي»، لافتاً إلى أن أوباما «سيعمل مع رئيسي الحزبين لإصدار قانون يحقق هذا الهدف». واعتبر أن إبرام الاتفاق «مع رغبة في التوصل إلى تسوية، أمر نادر في هذه الأيام»، في ظل الخلافات الكثيرة بين المعسكرين. وسمح الاتفاق بتفادي مأزق يتعلق بالموازنة قبل الاستحقاق الرئاسي في السادس من تشرين الثاني، الذي يتنافس فيه المرشح الجمهوري ميت رومني والرئيس باراك اوباما. وفي حال صوّت الكونغرس على هذا الاتفاق، ستوازي الموازنة القيمة المتفق عليها في موازنة عام 2011 والبالغة 1047 بليون دولار، وهي عتبة رفض الديمقراطيون خفض الموازنة دونها، على رغم مطالب المعارضة الجمهورية التي تحظى بالغالبية في مجلس النواب. وهذا الاتفاق هو خطوة أولى مهمة بالنسبة إلى الكونغرس، الذي لا يزال يترتب عليه البحث في مسألة الخفوضات الضريبية، التي أُقرّت في عهد الرئيس السابق جورج بوش، وهي مسألة جوهرية مطروحة في حملة الانتخابات الرئاسية في السادس من تشرين الثاني. وطالب عدد من الجمهوريين بقرار تمديد الموازنة ستة أشهر، إذ في حال وصل مرشحهم إلى البيت الأبيض ومجلس الشيوخ وسيطروا على مجلس النواب في تشرين الثاني، سيجدون أنفسهم في موقع أفضل لتمرير موازنة أكثر تحفّظاً عام 2013. وحذروا من أن التمديد لثلاثة أشهر، سيفضي إلى مفاوضات حول الموازنة خلال فترة وقف الكونغرس نشاطه، عندما سيحاول اوباما زيادة النفقات في حال هزم في الانتخابات الرئاسية.