الأمير محمد بن سلمان.. رؤية شاملة لبناء دولة حديثة    منتخب المغرب يستعرض قوته بخماسية في شباك الجابون    منتخب مصر يعلن إصابة لاعبه محمد شحاتة    أمير تبوك يطمئن على صحة مدني العلي    ابن جفين: فخورون بما يقدمه اتحاد الفروسية    شولتس يؤكد أن موقف ترامب من أوكرانيا «أكثر تعقيداً» من المتوقع    رتال تختتم مشاركتها كراعٍ ماسي في سيتي سكيب بإطلاق حزمة مشاريع نوعية بقيمة 14 مليار ريال وتوقيع 11 اتفاقية    القوات الجوية السعودية تختتم مشاركتها في معرض البحرين الدولي للطيران    بعثة الاخضر تصل الى جاكرتا استعداداً لمواجهة اندونيسيا    جدة تشهد أفراح آل قسقس وآل جلمود    إحباط تهريب 380 كيلوجرامًا من نبات القات المخدر في جازان    القمر البدر العملاق الأخير    تركي آل الشيخ يعلن القائمة الطويلة للأعمال المنافسة في جائزة القلم الذهبي    قادة الصحة العالمية يجتمعون في المملكة لضمان بقاء "الكنز الثمين" للمضادات الحيوية للأجيال القادمة    جامعة أم القرى تحصد جائزة أفضل تجربة تعليمية على مستوى المملكة    المملكة تواصل توزيع الكفالات الشهرية على فئة الأيتام في الأردن    فريق قوة عطاء التطوعي ينظم مبادرة "خليك صحي" للتوعية بمرض السكري بالشراكة مع فريق الوعي الصحي    الذهب يواجه أسوأ أسبوع في 3 سنوات وسط رهانات على تباطؤ تخفيف "الفائدة"    النفط يتجه لتكبد خسارة أسبوعية مع استمرار ضعف الطلب الصيني    جامعة أمّ القرى تحصل على جائزة تجربة العميل التعليمية السعودية    بحضور وزير الخارجية.. اللجنة الوزارية السعودية الفرنسية تجتمع في باريس لتطوير العلا    خطيب المسجد الحرام: من ملك لسانه فقد ملك أمرَه وأحكمَه وضبَطَه    خطيب المسجد النبوي : سنة الله في الخلق أنه لا يغير حال قوم إلا بسبب من أنفسهم    ميقاتي: أولوية حكومة لبنان هي تنفيذ قرار مجلس الأمن 1701    الاعلان عن شكل كأس العالم للأندية الجديد    موقف ريال مدريد من ضم ثنائي منتخب ألمانيا    "الخبر" تستضيف خبراء لحماية الأطفال من العنف.. الأحد    ليس الدماغ فقط.. حتى البنكرياس يتذكر !    البثور.. قد تكون قاتلة    قتل أسرة وحرق منزلها    أمريكا.. اكتشاف حالات جديدة مصابة بعدوى الإشريكية القولونية    أمين الأمم المتحدة يؤكد في (كوب 29) أهمية الوصول إلى صافي انبعاثات صفرية    وزير الحرس الوطني يستقبل وزير الدفاع البريطاني    جرائم بلا دماء !    الخرائط الذهنية    «قمة الرياض».. إرادة عربية إسلامية لتغيير المشهد الدولي    «خدعة» العملاء!    الشؤون الإسلامية بجازان تواصل تنظيم دروسها العلمية بثلاث مُحافظات بالمنطقة    باندورا وعلبة الأمل    «السوق المالية»: تمكين مؤسسات السوق من فتح «الحسابات المجمعة» لعملائها    لماذا فاز ترمب؟    علاقات حسن الجوار    الشؤون الإسلامية في منطقة جازان تقيم مبادرة توعوية تثقيفية لبيان خطر الفساد وأهمية حماية النزاهة    مدارسنا بين سندان التمكين ومطرقة التميز    في أي مرتبة أنتم؟    خالد بن سلمان يستقبل وزير الدفاع البريطاني    أمير تبوك يطمئن على صحة مدني العلي    انطلاق المؤتمر الوزاري العالمي الرابع حول مقاومة مضادات الميكروبات "الوباء الصامت".. في جدة    البصيلي يلتقي منسوبي مراكز وادارات الدفاع المدني بمنطقة عسير"    ذلك «الغروي» بملامحه العتيقة رأى الناس بعين قلبه    استعادة التنوع الأحيائي    وصول الطائرة الإغاثية السعودية ال 23 إلى لبنان    بحضور الأمير سعود بن جلوي وأمراء.. النفيعي والماجد يحتفلان بزواج سلطان    أفراح النوب والجش    استعراض جهود المملكة لاستقرار وإعمار اليمن    مقياس سميث للحسد    كم أنتِ عظيمة يا السعوديّة!    إضطهاد المرأة في اليمن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سليمان ل«الحياة»: لا تسرب لأسلحة كيماوية إلى لبنان ونيات انفتاح بين السعودية وإيران تبشر بانفراج عام
نشر في الحياة يوم 28 - 09 - 2013

قال الرئيس اللبناني ميشال سليمان إنه لمس «وجود نيات انفتاح بين إيران والمملكة العربية السعودية» ما يبشر بأجواء «انفراج عام» في المنطقة ولبنان، داعياً الأطراف السياسيين في لبنان إلى تسهيل مهمة الرئيس المكلف تشكيل الحكومة ورئيس الجمهورية في «اختيار الشكل المناسب للحكومة».
ودعا سليمان «حزب الله» وبقية الأطراف في لبنان إلى «التمسك بإعلان بعبدا كما هو بالذات، وكما صدر عن هيئة الحوار» إذ أن «للجميع مصلحة في ذلك». كما دعا اللبنانيين إلى المبادرة إلى حل الأمور الداخلية بأنفسهم واعتماد إعلان بعبدا باعتبارهم مسؤولين عن استقرار البلد وتحسين وضعه الاقتصادي. وأكد موقفه الثابت برفض تمديد ولايته الرئاسية أو الترشح مرة أخرى لمنصب رئاسة الجمهورية. ونفى سليمان تسرب أي أسلحة كيماوية من سورية إلى لبنان، معتبراً أن «حزب الله» لا يقبل باقتناء تلك الأسلحة أو استخدامها.
وقال إنه تلقى تأييداً من الرئيس الإيراني حسن روحاني لسياسة «النأي بالنفس» خلال لقائه به في نيويورك.
وأمل سليمان بأن يتوصل المجتمع الدولي والمعنيون بالعملية السياسية في سورية خلال بضعة أشهر إلى تفاهم حقيقي حول طبيعة النظام والإصلاحات وبأن يعمد الجميع إلى الهدوء وترك الأمور تتحول بشكل صحيح وديموقراطي.
وقال سليمان إن التفاهمات الدولية «لا يجب أن تحدد مصير شخص في النظام السوري، أي الرئيس الأسد شخصياً لأنه أمر يجب أن تبته الانتخابات». ودعا إلى «انتظار الانتخابات في سورية وترك الأمر للشأن الديموقراطي، فالأمر ليس محصوراً في شخص» بقدر ما هو متعلق «بتطوير النظام السوري». وهنا نص حوار أجرته «الحياة» معه في نيويورك قبل عودته إلى بيروت التي وصل إليها ظهر أمس:
أول سؤال يخطر في ذهن أي لبناني يلتقي فخامة الرئيس هو عن الأجواء التي اطلعت عليها في لقاءاتك، وبالذات، مع الرئيس الإيراني حسن روحاني ومع وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل وانعكاساتها على لبنان؟
- الظاهر وجود نيات انفتاح بين إيران والمملكة العربية السعودية وهذه النيات تبشر بالخير وتنسحب على أجواء الانفراج العام في المنطقة ككل وطبعاً يستفيد منها لبنان بدرجة رئيسية. شعرت عند الطرفين أن هناك استعداداً للانفتاح وتهدئة الأجواء العامة المحيطة بالمنطقة العربية.
ماذا لمست من أطر تحول في تلك العلاقة السعودية الإيرانية في المسألة السورية بالذات ما يجعلك تتفاءل؟
- ليس بعد. أنا أقول إن الانفتاح بين الطرفين سيؤثر، ونأمل بأن يؤثر على تهدئة الأزمة السورية بالنتيجة وإيجاد حلول لهذه الأزمة، حلول سياسية. الحلول السياسية التي يسعى إليها المجتمع الدولي في إطار جنيف 2 المنتظر أن يتم عقده في ظرف إن شاء الله ليس ببعيد.
تشرين الثاني (نوفمبر)؟ هل هذا ما سمعتم به؟
- نعم سمعنا بتشرين الثاني ونأمل بأن يكون هناك اجتماع. الاتفاق على موضوع الأسلحة الكيماوية كأنه يمهد لثغرة باتجاه اجتماع جنيف.
* طالما ذكرت الأسلحة الكيماوية. هل هناك حقاً أية أدلة على تسرب أو تهريب أية أسلحة كيماوية من سورية إلى حزب الله في لبنان؟
- قطعاً لا يوجد أي تسرب إلى لبنان. «حزب الله» لا يقبل بهذا السلاح أو استعمال هذا السلاح أو اقتنائه. ومعلوماتي أنا كرئيس جمهورية أنه لم يتم تسرب أي سلاح كيماوي إلى لبنان.
هل طرحتم أو بحثتم أمر السلاح الكيماوي مع الرئيس الإيراني حسن روحاني أثناء اللقاء الثنائي بينكما؟
- فقط من ناحية أن إيران لا تجيز لنفسها أو لا تقبل باستعمال سلاح الدمار الشامل.
لنبق في إطار اللقاء الثنائي مع الرئيس الإيراني. نعرف عامة أنك شخصياً في كل اجتماعاتك أكدت محورية إعلان بعبدا ومركزيته وسياسة النأي بالنفس. هل دعمك الرئيس روحاني في هاتين النقطتين: النأي بالنفس وإعلان بعبدا؟
- بالطبع تم الحديث عن ضرورة التزام إعلان بعبدا واعتماد سياسة النأي بالنفس وطلبت أيضاً المجاهرة بتطبيق إعلان بعبدا ودعمه، فكان جواب الرئيس روحاني أنهم مع أن يبقى لبنان خارج الصراعات ويحظى بأمن مستقر من دون أي تداعيات للصراعات التي تجري في المنطقة. عملياً يعني يكون هذا تطبيقاً لإعلان بعبدا والنأي عن النفس.
هل أفهم أن الرئيس الإيراني يدعو إلى عدم تورط أطراف لبنانيين في سورية فيما حزب الله يعلن أنه يقاتل في سورية؟
- ليس تحديداً، لم يتكلم عن تورط ولكن قال بضرورة بقاء لبنان بعيداً عن الاهتزاز الأمني وبعيداً عن الإرباكات الأمنية. ترجمة هذا الكلام بالنسبة إلي، ترجمته، عدم التورط.
هل تحدثتما عن توتر العلاقة بينك كرئيس وبين «حزب الله»، خصوصاً أن هناك انطباعاً بأن هناك حملة عليك من «حزب الله»؟
- أبداً، أبداً. الواقع أن الكلام عن توتر بيني وبين «حزب الله» ليس دقيقاً لأن رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد زارني منذ وقت قريب وأعرب عن تفهم الحزب لمواقفي المعلنة وغير المعلنة. هم يعرفون مواقفي بصورة مباشرة، مواقفي الحقيقية من هذا التدخل. وأيضاً سمعوا مواقفي العلنية وهم يعرفون أن مواقفي مبنية على مسؤوليتي كرئيس للجمهورية وواجبي للحفاظ على لبنان.
دعني أسألك عن موضوع الأمن الذاتي أو تسلم الأجهزة الأمنية لأمن الضاحية. هل أثر ذلك في تحسين العلاقة بينك وبين «حزب الله» أم أنه أمر منفصل لا علاقة له بالعلاقة الشخصية؟
- لا ليس منفصلاً. علاقتي الشخصية هي شيء آخر، لكن علاقتي مع الأطراف هي بقدر ما يلتزمون بالدولة اللبنانية وبقرارها وبفكرة المؤسسات. هذه الخطوة إيجابية جداً تجعلنا نتفاءل بتطوير هذه الممارسات من قبل الدولة اللبنانية وتقبل الفئات اللبنانية جميعاً دور الجيش وقوى الأمن اللبنانية في حفظ الأمن وبسط السيادة على كامل الأراضي.
بالنسبة إلى إعلان بعبدا و «حزب الله»، حتى الآن ليس هناك التزام بتنفيذ إعلان بعبدا. ماذا ستفعل عندما تعود إلى لبنان؟ كيف ستحمل ما حصدته هنا في نيويورك من دعم لإعلان بعبدا والنأي بالنفس وتترجمه على الساحة في لبنان؟
- أنا أجد أن للجميع مصلحة في تنفيذ إعلان بعبدا. «حزب الله» وبقية الأطراف. وأظن أن هذا الإعلان سيجد طريقه إلى التطبيق عاجلاً أو آجلاً ولمصلحة الجميع، وإلا لماذا وافق الجميع على هذا الإعلان عندما طرح للنقاش على طاولة الحوار. أعتقد أن الظروف المتبدلة التي تمر تجعل أحياناً بعض الأطراف يزايدون في تبني إعلان بعبدا ويحملونه أكثر مما يحمل، وأيضاً بعض الأطراف يتخلون عن إعلان بعبدا ويعتبرونه عابراً ولا لزوم لتطبيقه. أدعو الجميع إلى التمسك بإعلان بعبدا كما هو بالذات، كما صدر من هيئات الحوار. وللجميع مصلحة في ذلك.
قبل الدخول في اجتماعاتك الثنائية الأخرى هنا في نيويورك. ماذا ستفعل إزاء الوضع المتوتر أمنياً واقتصادياً لأن البلد يعاني جداً من الانزلاق في متاهات أمنية وربما في مشاكل أعمق اقتصادياً. هل حملت شيئاً من هنا يمكن أن تبشر به اللبنانيين بما يجعلهم أكثر أماناً وأمناً اقتصادياً وأمنياً؟
- اهتمام المجتمع الدولي بلبنان واستقراره وأمنه واقتصاده هو شيء مهم بالنسبة إلينا وهو يشكل مظلة أمان دولية على لبنان تستكمل مظلة الأمان التي أرساها الدستور اللبناني على الوضع في لبنان. وفي الواقع نستطيع نحن اللبنانيين أن نعزل الموضوع اللبناني عما يجري حوله وبقدر الإمكان نستعيد مقومات الاقتصاد اللبناني.
يعني فشلتم كلبنانيين في السلطة، بكل مواقع السلطة، بمجرد تشكيل حكومة. هل هذا البلد غير قادر على أن يشكل حكومة؟ ماذا ستفعلون الآن لمنح بعض الاطمئنان للبنانيين؟
- النظام الذي نعتمده، الديموقراطية الميثاقية، هو نعمة ونقمة في الوقت نفسه. هي نعمة لأنها تشرك الجميع في إدارة الشأن العام. ولكنها أحياناً نقمة لأنها تعرقل أو تعطل مسيرة العمل والإنتاج. نحن رغبتنا في تشكيل حكومة وحدة وطنية، حكومة جامعة، وعندما نبدي هذه الرغبة نصطدم بمطالب الفرقاء المتقابلة وهنا يتم تعقيد العمل. نأمل بأن يتجاوب الجميع مع فكرة الدولة للجميع، الحكومة للجميع، ويسهلوا مهمة الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية باختيار الشكل المناسب للحكومة.
متى؟ طال الأمر.
- أمس. أمس وليس غداً. ولكن نسعى بأسرع الأوقات لتشكيلها.
هل ستبحثون الأمر في زيارتكم للمملكة العربية السعودية وخصوصاً بعد لقائك وربما بحثك هذا الأمر مع الرئيس الإيراني؟
- الواقع كلا. موضوع زيارتي السعودية ليس تشكيل الحكومة. إنما المجتمع الدولي والدول المحبة للبنان تسأل عن موضوع الحكومة ولأنها تسأل، وهذا استحقاق دستوري، فربما يسألون أين أصبحتم في تشكيل الحكومة. لا يتدخلون في التفاصيل. فنحن نضع التفاصيل ونحن نقرر.
عملياً، فخامة الرئيس...
- هناك خطأ شائع عن أنهم يتدخلون. أنا التقيت وزير خارجية السعودية والتقيت الرئيس روحاني والتقيت رئيس الولايات المتحدة، لم يتدخلوا في التفاصيل. وعندما يسألون فهم قلقون من عدم تشكيل حكومة. هكذا يكون سؤالهم أين أصبحتم في تشكيل الحكومة وما هي العوائق التي تعترضكم.
ماذا ستحمل إلى المملكة العربية السعودية في زيارتك الأسبوع المقبل إليها؟ ما هي أولوياتك هناك؟
- مع المملكة العربية السعودية هناك علاقات دائمة للبنان، علاقات ثنائية مستمرة. سنناقش الأوضاع في المنطقة وانعكاساتها على لبنان كما تناقشنا مع الولايات المتحدة هنا مع الأمم المتحدة. لا تنسي أن المملكة العربية السعودية هي داعم أساسي للبنان في كل مراحل تاريخه في أزماته السياسية والاقتصادية، ومن هنا لا بد بعد الاجتماعات التي حصلت من أن يكون لنا لقاء مع المسؤولين في المملكة العربية السعودية.
أيضاً اجتمعت مع أمير قطر الجديد، الشيخ تميم، بالطبع الخليجيون اتخذوا قراراً له علاقة ب «حزب الله» وباشتراكه في الصراع في سورية، وقطيعة قطر كلفت لبنان اقتصادياً. فهل بحثتم هذا الأمر مع أمير قطر؟ هل ستبحثه مع السعودية؟ ماذا ستقدم لهم من طمأنينة حتى يتمكنوا من العودة إلى البلد اقتصادياً؟
- الطمأنينة الحقيقية ليست في الكلام. مواقف الحكومة اللبنانية، ومواقفي أنا أيضاً كرئيس للدولة هي الإيجابية مع دول الخليج ونحن لا نتدخل في شؤون الخليج، فنحن لدينا صداقة قديمة مع هذه الدول. لدينا عدد كبير من اللبنانيين الذين يعملون في دول الخليج وهم يشكلون ركيزة أساسية في إدارة الشؤون في هذه الدول وبخاصة الشؤون الاقتصادية وهذا يعبر عنه أمراء وملوك ورؤساء هذه الدول وهم يحترمون اللبنانيين ويريدون خيرهم.
أهل الخليج غير قادرين على التوجه إلى لبنان للمشاركة في إنهاض اقتصاده بسبب قرارات حكومية فسرها قادة الخليج بأنها تهديد لهم ذات علاقة بدور «حزب الله» في سورية مثلاً.
- قرارات حكومية مثل أي قرار؟
منع الخليجيين من السفر إلى لبنان؟
- قرارات من قبلهم طبعاً، في ظرف مر به لبنان نتيجة تداخل الموضوع السوري والتدخل اللبناني في الموضوع السوري. يعني كان الخليجيون يخشون التعرض للأذى في لبنان. أنا أعتقد أن هذه الخشية ليست حقيقية، فاللبنانيون لا يتعرضون لمواطني الخليج. نحاول أن نزيل هذه الغيمة ولكن على المستوى الإفرادي هناك خليجيون أتوا إلى لبنان وستزول هذه الغيمة فهم يكنون للبناني محبة كبيرة وسيعودون إلى لبنان.
فخامة الرئيس هل القطيعة بينك وبين الرئيس السوري بشار الأسد كاملة؟
- هذه ليست قطيعة، نحن نتعامل مع سورية على أساس الطائف، على أساس ما نص عليه الطائف، فالمؤسسات استمر عملها واستمر تنسيقها مع بعضها بعضاً والعلاقة مع الشعب السوري ...
مع الرئيس بشار الأسد؟
- ليست قطيعة، ولكن حصل بعد ملف ميشال سماحة، نوع من سوء الفهم أدى إلى انقطاع الاتصالات الهاتفية، ولكن العلاقة مبنية على أمور أخرى وهي تتعلق بمصلحة البلدين ومصلحة الشعبين.
ماذا تعني بسوء الفهم؟
- سوء الفهم، عندما سئلت مرة عن اتصال مع الرئيس السوري وقلت أنا لم أتصل بعد ملف سماحة ولكن من المؤكد أنه سيتصل بي. جرت عدة تفسيرات لهذا الكلام من بعض الفئات اللبنانية واعتبروه في مجال سوء الائتمان وعدم الثقة وعدم الوفاء. ربما هذا الموقف المتصاعد من قبل بعض الشخصيات اللبنانية أدى بالرئيس الأسد لعدم الاتصال، لعدم مبادرته إلى الاتصال، وبخاصة (أنه) حصلت حادثة مثلاً اغتيال اللواء وسام الحسن، كنت أتوقع أن يتصل بي كما اتصلت به عندما اغتيل الضباط ومنهم اللواء آصف شوكت، أنا اتصلت به معزياً ومستنكراً، واعتقدت أيضاً أن الرئيس الأسد سيتصل بي. لكن هذا الأمر لا يغير في موقفنا من سورية ومصلحة الاستقرار في سورية والأمن في سورية والهناء للشعب السوري لأن البلدين مترابطان بعضهما ببعض، والطائف نص على علاقات مميزة مع سورية. هذه العلاقات المميزة تستمر مهما كانت حكومة لبنان ومهما كانت حكومة سورية. هذه علاقة بين الشعبين وبين المجتمعين وبين المؤسسات.
اجتمعت مع الرئيس باراك أوباما لحوالى ساعة منها طبعاً حوالى عشر دقائق على الأقل انفراداً، أنت وهو من دون أي شخص آخر. في خطابه أمام الجمعية العامة كان أوباما واضحاً أنه يفصل بين دعوته إلى رحيل الرئيس بشار الأسد باعتباره، بحسب كلامه لم يتمكن من استعادة شرعيته، وبين ضرورة الحفاظ على المؤسسات الحكومية في سورية، وفي إشارة بالذات إلى الطائفة العلوية. فهل هناك في الأفق كما فهمت نوع من صفقة في هذا الاتجاه؟
- لا أعلم ولكني لا أعتقد أن هناك صفقة. هناك عِبرٌ فهمها الأميركيون، حكومة الولايات المتحدة، بأنه ينبغي الحفاظ على المؤسسات في أي دولة وأن تغيير الأنظمة يجب ألا يؤدي إلى انهيار المؤسسات لأن بناءها يصبح صعباً جداً كما حصل في العراق مثلاً بعدما تم تفكيك الجيش العراقي وحزب البعث. أي أن الحزب شيء ربما، والمؤسسات شيء آخر. أصبح صعباً جداً استعادة الهيكلية وأخذت وقتاً طويلاً. هذا أمر جيد، أعتقد، أنه يجب الحفاظ على المؤسسات.
ما هو مفهومك لتلك التفاهمات التي يقال أنها تحصل الآن، تفاهمات أميركية روسية. أنت اجتمعت مع السيد سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي، إلى جانب اجتماعك مع الرئيس أوباما. ما هي التفاهمات الأميركية الروسية حقاً في ما يتعدى.
- طبعاً لا أستطيع أن أقول أن هناك اتفاقاً على هذه المسألة بين روسيا والولايات المتحدة. المهم في رأيي أن يتم التفاهم على ترك الإرادة للشعب السوري في أن يقرر مصير بلده ومصير نظامه مع تشجيع هذا الشعب وهذه الفئات على اللجوء إلى الديموقراطية وتطوير وإصلاح النظام. ومن هنا أعتقد أنهم لا يجب أن يحددوا مصير شخص في النظام. يعني الرئيس الأسد شخصياً أو لا، فهذا يعود إلى الانتخابات التي تجري.
تقصد الانتظار إلى عام 2014 موعد الانتخابات، هل تعتقد أن هذا ما تم الاتفاق عليه؟
- لا أعلم، ولكن لا يمكن تنفيذ أي شيء قبل الانتخابات. ليس هناك من وقت طويل حتى يتم أي تغيير. ولذلك من المفروض الانتظار للانتخابات وترك الأمر للشأن الديموقراطي. عليهم أن يساعدوا في الاتفاق على نظام ديموقراطي جديد أو دستور جديد لسورية يتم على أساسه تنفيذ الاستحقاقات الدستورية. الأمر ليس محصوراً بشخص بقدر ما هو محصور بتطوير النظام السوري.
عودة إلى التفاهمات. أترى أن هذه التفاهمات ستأخذ وقتاً طويلاً من أجل أن توقف النزاع في سورية أو أنك ترى أن النزاع المسلح سيرافق التفاهمات لسنة أو أكثر. هناك مدرستان. أية مدرسة تنتمي لها؟
- آمل أن يتوقف سريعاً. ومصلحة لبنان أن يتوقف سريعاً. ولكن لست أرى هذه السرعة في توقف العنف في سورية. أرى أنها ستطول لفترة.
لسنوات؟
- لا أتمنى أن تكون سنوات. أتمنى أن يتوصلوا خلال بضعة أشهر إلى تفاهم حقيقي حول طبيعة النظام وطبيعة الإصلاحات ويعمد الجميع إلى الهدوء وترك الأمور تتحول بشكل صحيح وديموقراطي.
هل سيشارك لبنان في جنيف 2 إذا عقد؟
- بالأمس في كلامنا مع وزير الخارجية الروسي لمسنا نية بدعوة دول الجوار، سننظر في هذا الأمر. نعم لا يوجد مانع من الحضور ولكن هناك بعض الوقت لننظر في اشتراكنا أو عدمه.
نعرف طبعاً جهود سفير لبنان في واشنطن أنطوان شديد في تأمين اللقاء بين الرئيس أوباما وبينك فخامة الرئيس، ولكن أن يدوم ذلك اللقاء لساعة وأن يكون هناك لقاء انفرادي، هذا في الواقع ليس أمراً اعتيادياً للرئيس الأميركي أثناء وجوده في نيويورك.
- الحقيقة أتوجه بالشكر لعقد هذا اللقاء الذي كان ضرورياً لكي تفهم الولايات المتحدة مباشرة ومن الرئيس اللبناني هواجس لبنان وهمومه وكيف يمكن مساعدته. وأثني أيضاً على جهود السفير شديد لتأمينه عقد هذا اللقاء الذي أعتقد أنه سيكون له تأثير كبير في مجريات العلاقة بيننا وبين الولايات المتحدة.
كيف؟ ماذا حصل في ذلك اللقاء ما يجعلك تقول هذا الكلام؟
- الفهم المباشر يغير جداً في نظرة الدول ورؤساء الدول، وتعلمين أن رئيس الولايات المتحدة له تأثير كبير في موقف الإدارة عندما يسمع من الشخص المسؤول، يسمع هواجس هذا الشخص ورأيه. نحن هناك لنا رأي، ربما الأميركيون يستطلعون آراءنا في لبنان عن الحال في الشرق الأوسط والمنطقة، ولكن عندما يسمعها الرئيس من رئيس هذه الدولة وأقول تحديداً أنا المسيحي الوحيد في هذه المنطقة كرئيس جمهورية، عندما يسمع رأيي يعلم ما هي هواجس الأقليات وبخاصة الأقليات المسيحية في منطقة الشرق الأوسط وفي المنطقة العربية، فسمعها مباشرة ويعلم ما هو متوجب على الولايات المتحدة أن تقوم، ليس بحماية أمنية، ولكن أن تسهل حياة هذه الأقليات كي تستمر في أماكن وجودها ولا تستعملها المصالح الكبرى وقوداً في مصالحها، بل أن تسمح لها بأن تعبر عن نفسها وبأن تعيش قضايا أمتها.
دعمك الرئيس الأميركي علناً. بالطبع نريد أن نعرف منك على ماذا حصلت من تطمينات ووعود قاطعة في الجلسة الخاصة معه. هل طلبت شيئاً معيناً إلى جانب دعم الجيش مثلاً، إلى جانب الاجتماع التأسيسي لمجموعة الدعم الدولية للبنان ومسألة اللاجئين؟
- طبعاً ظهر هذا الدعم في مجموعة الدعم الدولية، فهم دعموا الجيش اللبناني وهذا أمر مهم. دعموا العملية السياسية التي أقودها في لبنان. وهذا أمر مهم. سيدعمون الاقتصاد وسوف يساعدون لبنان على تحمل أعباء النازحين وإجراء اجتماعات لاحقة من أجل توزيع الأعباء عددياً ومادياً والمشاركة في الأعباء. هذا أمر مهم. اللقاءات بين رؤساء الدول ربما لا تعطي نتيجة نعم أو لا في أثناء الاجتماع ولكن هناك تفهماً وعرض مشكلة وهناك اقتراحات تطرح ويتم تبادلها والتنفيذ يأتي لاحقاً. أعتقد أن هذا اللقاء مفيد جداً.
سيقولون لك في لبنان طالما أن هناك دائماً «زفة» بعد كل حدث مهم، ومستوى مشاركتك هنا في الأمم المتحدة واللقاءات الثنائية التي تعدت 15 لقاءً ثنائياً مع رؤساء ووزراء مهمين، سيقولون لك وماذا بعد؟ ما الذي أتيتنا به؟ كيف «نصرف» ذلك نحن في لبنان إن كان سياسياً على الصعيد الحكومي، أم على صعيد العلاقات ما بين الزعماء في لبنان، أم على صعيد المواطن الذي لا يملك في جيبه ما يمكنه من وضع أبنائه في المدارس بسبب الانهيار الاقتصادي؟
- على الجميع أن يقدر صعوبة الوضع وأن يتجاوب مع ما حصل هنا في نيويورك من اجتماعات فردية ومن اجتماع المجموعة الدولية لدعم لبنان. على اللبنانيين أنفسهم، على المسؤولين أن يستجيبوا لهذه الطروحات ولهذا الدعم. فنحن مسؤولون عن استقرار بلدنا وعن تحسين الوضع الاقتصادي في بلدنا، وعلينا أن نبادر أيضاً إلى حل الأمور الداخلية واعتماد إعلان بعبدا، وأعتقد أن البقية تصبح سهلة على اللبنانيين، فالمجتمع اللبناني قادر أن يتلقف التطورات وقادر أن يستعيد بسرعة اقتصاده.
وهل أنت قادر على حشد الدعم لك لتمديد رئاستك؟
- هذا سؤال يجب أن يكون مقلوباً، هل أنت موافق على تمديد رئاستك؟ كلا أنا أؤمن بالديموقراطية. وأنا ملتزم بالدستور.
كلا لماذا؟
- كلا للتمديد.
لست راغباً في التمديد؟
- أنا لست راغباً في التمديد، كنت عبرت عن ذلك مرات عدة.
فأنت حازم بأنك لن تقبل في البقاء رئيساً للبنان؟
- أنا حازم بأني لن أقبل التمديد. أنا ألتزم الدستور اللبناني.
هل تقبل الترشح مرة أخرى إذاً؟
- لا يسمح الدستور بذلك.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.