أمضى سكان حي الكوثر في مدينة سيهات (محافظة القطيف)، الشهر الثالث، منذ انقطاع المياه عن منازلهم، ما كبدهم خسائر «فادحة»، إثر اعتمادهم على مياه الصهاريج، لتعبئة خزانات منازلهم، إذ تبلغ كلفتها يومياً نحو 125 يومياً للمنزل الواحد. فيما اتهموا مكتب المياه في سيهات ب «التلكؤ» في معالجة المشكلة، و»عدم التجاوب» معهم، مؤكدين ضرورة إيجاد «حل فعال» لمشكلة انقطاع المياه المتكررة. وأبدى عدد من أهالي الحي الذين تحدثوا إلى «الحياة»، استياءهم، من تعامل مسؤولي مكتب وزارة المياه، موضحين أن «المياه مقطوعة عن الحي بالكامل منذ 3 أشهر. وتواصلنا مع فرع الوزارة، وطالبنا بضرورة إيجاد حلول فعالة، أو توفير صهاريج لإيصال المياه إلى المنازل. إلا أنهم لم يقوموا بذلك باستثناء صهريج واحد يجوب الحي أسبوعياً». وقال محمد الدبيس: «إن مشكلة انقطاع المياه المتكررة تعود إلى فترات متباعدة، إلا أنها ازدادت في الفترة الأخيرة، وانقطعت عن الحي نهائياً»، مشيراً إلى أنه قام بالتواصل مع مسؤولي فرع وزارة المياه، «لكن لم أجد أي تجاوب، وقام سكان الحي بالاتصال مراراً وتكراراً، بأرقام الطوارئ، لكنهم لم يجدوا تجاوباً، ولم يقم أحدهم بالاتصال بنا، لمعرفة المشكلة التي نعاني منها». وأوضح الدبيس، أن المياه المحلاة كانت «موجودة قبل نحو ثلاثة أشهر لكنها انقطعت، واستبدلت بالمياه المالحة التي تأتي أحياناً على استحياء». فيما أوضح حجم معاناتهم مع صهاريج المياه، التي «لا تكفي للحي، حتى أننا قمنا بالاتفاق معهم في أوقات ما بعد منتصف الليل، بسبب كثرة الطلب من سكان الحي، على رغم أننا نتكبد مبالغ طائلة، لا تقل عن 125 ريالاً في اليوم، بحسب حاجة كل منزل». وأضاف أن «المشكلة الأبرز أننا نقوم بدفع فواتير المياه. فيما هي مقطوعة عن منازلنا، ولم تقم الوزارة بتوفير المياه البديلة، إلا نادراً، من خلال صهريج واحد، يزور الحي أسبوعياً. وينفد بسرعة، ما دعانا إلى الاستعانة بالصهاريج التجارية طيلة هذه الفترة». واضطر علي الخليفة، إلى تركيب خزان مياه أرضي، بحسب طلب فرع وزارة المياه، «إلا أن ذلك لم يكن له فائدة، على الأقل في هذه الفترة العصيبة»، مشيراً إلى أن كلفة الخزان الأرضي «فاقت 3 آلاف ريال، لكنني لم أستفد منه خلال هذه الفترة، وفضلت الاستعانة بالصهاريج، كما هو حال سكان الحي جميعاً». وأوضح الخليفة، أنه قام بالاتصال بمكتب وزارة المياه في سيهات، الذين اتهمهم ب «عدم التجاوب، وعدم إيضاح أسباب هذه الانقطاع الطويل، في ظل معاناتنا في انتظار الرد على الهواتف المخصصة للطوارئ». بدوره، أوضح مدير فرع المياه في محافظة القطيف المهندس محمد العباد، في تصريح إلى «الحياة»، أن انخفاض المياه في حي الكوثر في مدينة سيهات خلال الفترة السابقة، كان «طارئاً، بسبب وجود ربطيات جديدة على الخطوط الرئيسة للمياه المحلاّة، تم تنفيذها خلال تلك الفترة في حي الكوثر، والأحياء الأخرى التابعة لمشروع مدينة سيهات، وذلك في إطار التجهيز والإعداد للتشغيل التجريبي لضخ المياه المحلاّة لكل من سيهات، وعنك، والنابية»، مضيفاً أن «هذا الربط تصادف مع حدوث كسر طارئ في الحي ذاته، ما استدعى إيقاف البئر خلال فترات إصلاح الكسر». وأضاف العباد، أنه تم «تأمين صهاريج مياه محلاّة، لتلبية حاجات المواطنين في موقع وحدة المياه في سيهات، وبجوار بئر حي الكوثر، علماً بأن المياه عادت لمعدلاتها الطبيعية». وشدد على أهمية «تركيب خزانات أرضية في كل عقار، لدعم الخزانات العلوية، خصوصاً في مثل هذه الحالات الطارئة».