لندن، نيروبي - أ ف ب، يو بي آي - بعد أقل من خمسة أيام على اعتداء نيروبي الذي تبنته «حركة الشباب الصومالية المرتبطة بتنظيم «القاعدة»، أصدرت وزارة الخارجية الأميركية تحذيراً شاملاً وعالمياً من التهديد الإرهابي المستمر ضد الولاياتالمتحدة ومصالحها، فيما باشر مكتب التحقيقات الفيديرالية (اف بي آي) العمل لكشف ملابسات احتمال مشاركة أميركيين في صفوف «الشباب» بالاعتداء. ترافق ذلك مع كشف صحيفة «ديلي اكسبريس» البريطانية أن الحركة خططت، استناداً الى وثائق تضمنت أيضاً مخطط الهجوم على مجمع «ويست غايت» التجاري في نيروبي، لتنفيذ عمليات ارهابية تستهدف معالم بارزة في البلاد، بينها فندق «ريتز» وسط لندن وضواحي العاصمة، مثل غولدارز غرين وستامفورد هيل. وفي كينيا، قتل ضابطان في الشرطة وجرح ثالث في هجوم استهدف مكتب مساعد قائد شرطة مقاطعة مانديرا إيست ساب (شمال شرق) المحاذي للحدود مع الصومال وشهد أيضاً حرق 12 سيارة للشرطة. واتهمت وزارة الداخلية «مجرمين» لم تحدد هوياتهم بتنفيذ الهجوم. وعكس تحذير الخارجية الأميركية الذي جاء أيضاً بعد نحو 10 ايام على عملية إطلاق نار في مقر للبحرية الأميركية بواشنطن الخوف من شن هجمات ارهابية ضد مصالح واشنطن. ودعا بيان الوزارة الأميركيين «الى رفع درجة الحيطة واتخاذ الخطوات المناسبة لزيادة التأهب الأمني»، موضحاً ان «المعلومات تشير الى أن القاعدة وجماعات مرتبطة بها تستمر في تخطيط اعتداءات ارهابية ضد مصالح أميركية في أوروبا وآسيا وأفريقيا والشرق الأوسط». ورجح البيان أن تشمل الاعتداءات «عمليات انتحارية وخطف أشخاص وطائرات واغتيالات وتفجيرات، مع عدم استبعاد استخدام المتطرفين «أسلحة غير تقليدية». اما الأهداف «فيمكن ان تكون أماكن خاصة أو مهمة، مثل صالات رياضية ومحطات سياحية داخل الولاياتالمتحدة وخارجها». وعدد البيان العمليات الإرهابية الأبرز في العالم في الشهور الأخيرة، والتنظيمات المشاركة فيها. وأدرج بينها الاتهام الموجه ل «حزب الله» اللبناني بتنفيذ تفجير في بلغاريا في تموز (يوليو) 2012. وحذر خصوصاً من تنظيم "القاعدة في شبه الجزيرة العربية" الناشط في اليمن، والوضع في سورية، كما ذكّر برصيد «حركة الشباب الصومالية» في تنفيذ عمليات خطف وتفجيرات انتحارية في الصومال ومدغشقر ومنطقة القرن الأفريقي. وكان «أف بي أي» أرسل فريقاً لمساعدة الحكومة الكينية في التحقيق الخاص باعتداء نيروبي، ومحاولة تحديد هوية الفاعلين، ومعرفة صحة المزاعم حول مشاركة اميركيَين او ثلاثة فيه، وهو ما اشارت اليه وزيرة الخارجية الكينية أمينة محمد. وتتجه أصابع الاتهام الى ولاية مينيسوتا الأميركية حيث يعيش أكثر من 80 ألف شخص من أصول صومالية حاولت «القاعدة» تطويع بعضهم عبر حملة على الإنترنت، آخرها بث شريط فيديو مدته 40 دقيقة الشهر الماضي بعنوان «الطريق الى الفردوس»، خصِص لهذه الجالية ومدينة «البرجينط مينيابوليس. وتشتبه السلطات الأميركية بالتحاق حوالى 50 أميركياً ب «القاعدة»، نصفهم من الجالية الصومالية - الأميركية. وقضى أشخاص التحقوا ب «الشباب» في عمليات انتحارية بمقديشو في الشهور الأخيرة.