منذ سنوات، تشكل منطقة الشرق الأوسط محط أنظار دول العالم، ومن بينها الولاياتالمتحدة، التي تريد أن توفر بيئة آمنة مستدامة لإسرائيل، وللحد من تعاظم قوة بعض دول المنطقة التي ترى أميركا أنها تهدد أمنها. وخلال السنوات القليلة الماضية، شكل كل من سورية ولبنان نقطة ارتكاز للاهتمام الأميركي، وخصوصاً بعد اندلاع الأزمة السورية التي بدأت تقترب من عامها الثالث. إلا أن الاهتمام الكبير الذي يلحظه بعضهم في السياسات الخارجية للولايات المتحدة يختلف عن الاهتمامات الفعلية للاعبين داخل الإدارة الأميركية. فالسيناتور الجمهوري جون ماكين ضبط متلبساً وهو يلعب لعبة "البوكر" على هاتفه الشخصي، أثناء إحدى أهم الجلسات لمجلس الشيوخ الأميركي، حول التدخل العسكري في سورية، وإمكان توجيه ضربة عسكرية للنظام. وكان تعليقه على ذلك بأن "الشعور بالملل هو ما دفعني للعب... والأسوأ أنني خسرت الآلاف من الدولارات". وبالأمس، وفيما كان الرئيسان الأميركي باراك أوباما واللبناني ميشال سليمان مجتمعين للبحث في تطورات الأزمة السورية وانعكاساتها على لبنان، رصدت عدسة المصور آلان تانينباوم وزير الخارجية الاميركي، جون كيري، وهو تثاءب علناً أمام الرئيسين، قبل أن ينتبه كيري في صور أخرى أن يضع يده على فمه. يشار أن لكيري أيضاً سوابق في التثاؤب أمام العدسات، منها ما حدث أمام كاميرات الفيديو في أواخر العام 2012، حين كانت زميلته الديمقراطية أليزابيث وارن تتحدث في مؤتمر وطني للديموقراطيين. إذا كان موضوعا لبنان وسورية من المواضيع التي، على ما يبدو، لا تثير أهتمام الكوادر السياسية للبيت الأبيض، فإلى من يستمع الأميركيون، ومتى يستمعون؟