تمكن رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي، جون ماكين، أمس، من دخول الأراضي السورية الشمالية الخاضعة لسيطرة الثوار وقابل عددا من قادة المعارضة، ليصبح أرفع شخصية أمريكية تقدم على خطوة مفاجئة ومن هذا النوع. والسيناتور الجمهوري ماكين من أشد المنتقدين لسياسة الرئيس باراك أوباما تجاه الشعب السوري ويصفها بالمتقاعسة. وأكد براين روجرز، مسؤول الاتصال بمكتب ماكين، حصول الزيارة مشيرا إلى أن ماكين دخل الأراضي السورية قادما من تركيا، وظل فيها لعدة ساعات. واجتمع خلال وجوده في سوريا مع عدد من قادة الثوار، وأعضاء في المجلس العسكري الأعلى للجيش السوري الحر، على رأسهم سليم إدريس، كما اجتمع إلى شخصيات سياسية معارضة دخلت سوريا خصيصا من أجل الاجتماع به، بحسب تلفزة «سي إن إن» الأمريكية. ورفض روجرز ذكر أي تفاصيل بشأن الزيارة التي جاءت بعد اسبوع من موافقة لجنة بمجلس الشيوخ بأغلبية ساحقة على تزويد المعارضة السورية بالسلاح. ويعد ماكين من بين أبرز المؤيدين الأمريكيين للثورة الشعبية السورية وهو يدعو إلى فرض منطقة حظر جوي في الأراضي الخاضعة لسيطرة الجيش الحر من أجل حمايتها، وقد سمع من قادة الجيش الحر خلال الزيارة مطالب عديدة بتوفير السلاح لهم ومواصلة العمل من أجل التوصل إلى حظر جوي يحميهم من غارات قوات رئيس النظام السوري بشار الأسد. ويأتي الإعلان عن زيارة ماكين في الوقت الذي كان فيه وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، يستعد للقاء نظيره الروسي، سيرغي لافروف، في العاصمة الفرنسية، باريس، لبحث المؤتمر المخصص لبحث حل سياسي ينهي الأزمة في سوريا. وأشاد سليم إدريس قائد أركان الجيش الحر بزيارة ماكين وانتقد سياسة أوباما تجاه الشعب السوري. وبحسب مواقع سورية إلكترونية معارضة فقد قال إدريس إن زيارة السيناتور ماكين الى سوريا مهمة ومفيدة جدا وخصوصا في هذا الوقت، نحن في حاجة إلى مساعدة أمريكية لتغيير الأمور، ونحن الآن في وضع حساس للغاية. وتأتي زيارة ماكين فيما تدرس إدارة أوباما زيادة الدعم للمعارضة السورية، وتدفع في نفس الوقت المعارضة للتفاوض مع النظام، خلال مؤتمر جنيف 2. ورأى إدريس أن مؤتمر جنيف 2 لن يكون مفيدا إلا إذا كانت هناك شروط مسبقة ومحددة، وهي شروط لن يوافق عليها النظام. وقال: نحن مع جنيف إذا كان يعني تنحي بشار ومغادرته البلاد، وجلب المسؤولين العسكريين التابعين للنظام إلى العدالة. وقبل دخوله سوريا، عقد «ماكين» و»إدريس» اجتماعات منفصلة مع قادة الجيش السوري الحر ونظرائهم من المجلس الثوري المدني في مدينة غازي عنتاب، وقد جاء القادة العسكريون والمدنيون من جميع أنحاء سوريا للقاء، ومن ضمنهم قادة من حمص، القصير، إدلب، دمشق، وحلب، وقد ترأس إدريس جميع الاجتماعات. وتولى تنسيق رحلة ماكين بمساعدة «سيريان إمريجنسي تاسك فورس»، وهي منظمة أمريكية غير ربحية تعمل لدعم المعارضة السورية. قادة الجيش الحر أخبروا ماكين بنقص الذخيرة وعدم امتلاكهم أسلحة فعالة لمواجهة طيران النظام، كما أكدوا تصاعد دور المستشارين العسكريين الروس في دمشق، فضلا عن تدفق حشود من المقاتلين الإيرانيين والعراقيين. وأكد القادة إن حزب الله أخذ على عاتقه الحرب في حمص، مقدرين عدد مقاتلية بين 4 و7 آلاف في المدينة وحولها، وهي نسبة تفوق مقاتلي الجيش الحر الذين يقدرون بألفي مقاتل في المنطقة. وقال القادة أيضا أمام ماكين إن النظام استخدم الأسلحة الكيميائية في مواقع متعددة. المدير السياسي لمنظمة «سيريان إمريجنسي تاسك فورس» إليزابيث أوباجي رأت أن اللقاء هو بداية انخراط المهم بين مختلف القوى في حكومة الولاياتالمتحدة والشعب بقواه المدنية والعسكرية. وأشارت أوباجي أن ماكين هو أول سيناتور أمريكي تطأ قدماه أرض سوريا الحرة.. وهذه خطوة هائلة.