لقاء فرنسوا هولاند نظيره حسن روحاني أمس في الأممالمتحدة بطلب إيراني لن يحل مشكلة طهران مع الغرب والعالم على المدى القصير، ولا حتى المدى المتوسط، طالما انها مصرة على حقها بتطوير السلاح النووي. فهذا الملف أساسي للغرب، لأن اسرائيل لن تساوم فيه، حتى لو اراد حليفها باراك اوباما بقوة التوصل الى صفقة مع ايران. اراد هولاند، خلال لقائه روحاني، معرفة مدى التزام الرئيس الايراني الجديد الذي يتحدث بلغة الاعتدال المستجدة لتنفيذ ما يقول. لا شك ان القيادة الايرانية تبرع في المناورة والمراوغة، كما ان الايرانيين معروفون بأنهم تجار سجاد يجيدون البيع والشراء، وقادرون على المماطلة حتى عندما تكون حاجتهم للبيع كبرى مثلما هي الآن للخروج من نظام عقوبات يخنق اقتصادهم. بدأ امس مسار التحدث مع الغرب بلقاء الرئيسين الفرنسي والايراني، وربما يستمر بلقاء بين القيادتين الايرانية والاميركية لاحقاً. الا ان من غير المنتظر ان يؤدي الى نتيجة فعلية طالما الملف النووي الايراني يشغل اسرائيل. اما المواضيع الاخرى التي تهم باريس، وهي موقف ايران من سورية والمسار الانتقالي فيه، فلن تتخلى طهران، حتى إشعار آخر، عن النظام حتى لو كانت مدركة ان بشار الاسد في نهاية المطاف لن يستمر في الحكم، خصوصاً انها تقاتل الى جانبه عبر «الحرس الثوري» و «حزب الله» وكيله في لبنان وسورية. فهل يتصور أحد ان ما طلبه هولاند من روحاني ان توافق ايران على المسار الانتقالي في سورية وتحييد الأسد سينفذ؟ من جهة أخرى، يرى هولاند ان من مصلحة «حزب الله» ان ينسحب من القتال في سورية وان يعود الى اللعبة السياسية اللبنانية الداخلية ويساهم في تشكيل الحكومة وان يكف عن تعطيلها. لكن ماذا تأخذ ايران مقابل ذلك؟ باريس تقول ان لا رابط بين الملف النووي الايراني والموقف الايراني من سورية و»حزب الله»، فواقع الحال ان الربط موجود بفعل مطالبة ايران بالخروج من العقوبات الدولية التي اثرت بشكل كبير على صادراتها النفطية وعائداتها واقتصادها. فروحاني والليونة التي تحدث عنها المرشد الاعلى خامنئي لن تغير علاقة الغرب والاسرة الدولية مع ايران، اذا بقيت ايران على موقفها من تطوير السلاح النووي. والفرق مع وجود روحاني انه يتيح فرصة للمناورة واعطاء الانطباع بالمرونة في هذا الملف واعطاء المزيد من الوقت للاستمرار في الحصول على السلاح النووي. فإيران لن تترك باكستان وحدها قوة اسلامية نووية. لقاءات نيويورك بين روحاني وهولاند وبينه وبين وليام هيغ، وايضا لقاءات وزير خارجيته ظريف المحترف بالساسة الاميركيين لن تغيّر الكثير، اذا لم تتخل ايران عن تطوير السلاح النووي لانها القضية التي ادت الى العقوبات الدولية. لكن نظام خامنئي لا يعمل لصالح شعبه في الداخل بل لاستمرار سياسة سلبية في المنطقة من سورية الى لبنان والعراق ودول الخليج. والامور لن تتغير بين هذا البلد وفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة طالما استمر في السعي الى الحصول على السلاح النووي.