«إن من البيان لسحرا».. هكذا نعرف وهكذا تعلمنا، لكن وسطنا الرياضي يخبرنا العكس أن من البيان لجهلا، وأن ما من بيان يخرج إلا لمدارة فضائح أكبر. الجميع قرأ بيان الاتحاد بعد مباراته الخماسية مع الهلال، والجميع يؤمن بداخله أن هذا البيان مجرد عواء لا طائل منه سوى الإزعاج، ولا سواه. فمشكلات رياضتنا السعودية بشكل خاص هي كثرة التباكي فيها والبحث عن شماعات أو مشانق تنصب لا لشيء، ولكن لطمس الحقيقة والمضي في الغي والتيه..! والبيان الرياضي لينجح لا بد له من أن يكون الهلال طرفاً فيه حين سيهب «عوير» و«زوير» لنصرته والانتصار له. ويشعر الإنسان بألم عندما يرى مثل هذه البيانات تخرج من عقول يتأمل منها صناعة المشهد الرياضي باحترافية وموضوعية. الاتحاد إن عرف طريقه إلى البيانات فسيبتعد كثيراً عن المنصات والبطولات، وليكن له في زميله النصر عبرة وعظة. الذي كان الأشهر في إصدارها واللجوء إليها. وما إن ودّع هذه الأسطوانة وترك حتى التصاريح بدأنا نشاهد نصراً جديداً في كل شيء. لا أعلم ما موقف لجنة الانضباط من مثل هذه البيانات، ألا تستحق لائحة عقوبات لها لنمنع تكاثرها وإضرارها بنا وبرياضتنا، فالاتحاد عندما خسر من الهلال العام الماضي بالأربعة كانت فرصة لإدارة الفايز للتخلص من الكثيرين والمراهنة على جيل جديد يحفظ ل«العميد» هيبته، وكان من المفروض للاتحاد كإدارة أن يرى في «خمسة الهلال» مشروع إنقاذ يتكون من خمس نقاط يقررها كبار الاتحاد وعقلاؤه. الاتحاد كان وما زال يملك الكثير من العقول ولا أعلم كيف لنادٍ فيه أمثال خالد المرزوقي ومدني رحيمي وغيرهما يسمحون بمثل هذه البيانات، إلا إن كانت جهداً فردياً لا يمت يإلهما بصلة. فالاتحاد أفسده مال غير «منصور» و«ابتلي» بثقافة لا تمت إلى المشهد الرياضي لدينا، إما بإفساد لاعبين أو بالتأليب بين الأندية واللعب في المفردات بين نادي شعب وحكومة و«طابور خامس» و«زوار الليل» و..الخ..! الاتحاد ضحية مركزه الاعلامي وصحفييه، الذي يفسد أكثر مما يصلح ويثير الفتنة هنا وهناك ويخرج بالرياضة عن إطارها الصحيح. فالاتحاد ليس رقماً سهلاً في رياضتنا، لكنه أسلم نفسه لأقزام جعلوا مشكلاته تزداد وكل شيء حواليه يصبح صعباً جداً، فما نزال على يقين بأن «العميد» سينتصر على من يدعون حبه ويذهب إلى من يخافون عليه بقلب وضمير. [email protected]