العاطفة لا تزال حاضرة وبقوة في تناولنا للشأن الرياضي، ولا نزال نجعلها سيدة قراراتنا وتوصياتنا الرياضية. أصبحنا نخاف من مجهول لا نعلم ما هو، لا لشيء، ولكن لنتقي غضبه، ونكون في مأمن من تبعات زمجرته وبراكينها. منذ العام الماضي، والمشهد يقول إن الفريدي وهوساوي لا يريدان الاستمرار في الهلال، فلماذا أنتظر انتهاء عقدهما، ولا أستفيد منهما؟ لماذا لم يفكر الهلال في بيعهما باكراً والاستفادة المادية من ورائهم؟ لماذا دائماً ننتظر فترة الأشهر الستة الحرة ثم نبدأ بالتفاوض؟ كل لاعب موقع مع ناديه، يجب التفاوض معه قبل انتهاء عقده بسنة أو سنتين، وحسم الأمور باكراً، من دون السماح للمهاترات بهز كيان النادي، ولنا في التجارب الدولية خير مثال في ذلك. من يقرأ المشهد الرياضي السعودي الآن يجد أن نادي الاتحاد والأهلي يعدان العدة لتسيد الكرة السعودية للخمس السنوات المقبلة، الهلال والنصر والشباب سيتعبون كثيراً للحاق بهم. أظن أن الهلال سيتم تفريغه من قواه الضاربة، ومن لا يوافق على الانتقال سيتم عرقلته، وجعله زبوناً دائماً لغرف العلاج، وما تجربة نواف التمياط عنا ببعيد! نواف العابد وسلمان الفرج هما محط الأنظار الآن، فكيف سيتم المحافظة عليهما قبل الخروج من البيت الهلالي؟ الهلال لا ينقصه المال، ولكن ينقصه رجال حريصون، مربون للروح الزرقاء، وخط دفاع أول ضد كل المهاترات والسخافات التي تتم ضد لاعبيه! لا أحد يستطيع إيقاف الهلال ومسيرته، إلا بالمكائد والدسائس، وللأسف أن الهلال ما زال يصر أن يكون محترماً، وهو يعيش وسط ذئاب وثعالب، لذا ينهش لاعبيه ويكتفي بالدعاء والاحتساب و«الحوقلة» و«الهلهلة» فقط! وما يؤسف له... أننا نعيش عصر الاحتراف، ولكننا لا نمارسه باحترافية، نسمح للسماسرة باللعب علينا، ونهب أموالنا ونقتر أموالنا على لاعبينا، ونقفل الأبواب في وجوههم! اللاعب ابن النادي لا يريد أكثر من اهتمام وانتباه له، وإزالة للصعوبات من حوله، والتعامل مع أخطائه برقي يكفل له الرجوع بسرعة. مَن مِن اللاعبين الكبار لم يخطئ، ولكنه وجد من يحتضنه، ويعيده بسرعة، وهذا ما تفتقده رياضتنا الآن! من بيده الأمر يعيش في ملكوت آخر، ويهتم بالإعلام، ويحرص أن يكون هو الرجل الوحيد في المشهد، ويوصي ببث مقاطع «يوتيوب» في «مرمى» من يقترب منه! [email protected]