بعد استقالة الأمير نواف من الاتحاد السعودي تغير الكثير في المشهد الرياضي عندنا، فالأمير نواف ابتعد عن المشهد ظاهراً لكنه ما زال يمارس كل شيء من الباطن ومن وراء شخصيات مختلفة. لذا شهدنا تجاذبات عديدة الفترة الماضية تجعلنا لا نطمئن على رياضتنا كما يجب.. فها هو رئيس الاتحاد أحمد عيد يتعرض لكل الاتهامات وتُنصب له المشانق ويترك وحيداً والكل يعلم أنه بلا قرار مستقل! وها هو بدر السعيد يجبر على الاستقالة ويغادر المشهد انتصاراً لفريق وهزيمة لمهنية، وابتعاد كل الابتعاد عن الاحترافية والمحاسباتية! الدكتور حافظ المدلج يخرج لنا مرشحاً لكرسي «آسيا» ويجد الدعم من الأمير ورئيس الاتحاد، وفجأة تتغير الرؤية ويتهرّب أحمد عيد ويقول حافظ شيء ويصمت الأمير نواف كالعادة ويظل كل شيء معلقاً. ابتعاد الأمير نواف جاء ليبتعد عن المواجهات المباشرة لكنه لم يبتعد عن الإمساك بالخيوط. ما يحدث في رياضتنا يجعلنا نعرف لِمَ الكفاءات تهرب من المناصب وتتقدم المحسوبية ومن ليس في عقله ما يُثري ويفيد، لذا تصافحنا قنوات الإعلام بالفضائح للاتحادات المختلفة وتكشف زيفها، ويتم تشكيل لجان تحقيق وينتهي الأمر في الأدراج، لأن من يحقق ويحقق معه كلاهما من المدرسة نفسها وكلاهما اختيار رجل وفكر واحد! نظل دائماً نتحدث عن الكفاءات ونفتح لها الأبواب، وما إن نكتشف كفاءة حتى نغلق عليها ونجرّدها من ممتلكاتها ونفرض عليها واقعاً تلتزم به ونحاسبها على ما قررناه لها لا على ما قررت هي فعله! وهذا يجعلنا نتساءل، ما الضمانات التي تكفلها مؤسسة الرياضة عندنا لمنسوبيها وتحميهم من تطاول الكبير قبل الصغير؟ فليس من المعقول أن مكالمة هاتف تلغي عمل شخص وليس من المنطق أن نستمع لوشايات مختلقة ونبني عليها قرار إعدام مسؤول مشكلته أنه مخلص ولا يعرف لعبة التعامل مع الكبار جيداً! كنا دائماً نقول إن الفكر هو مَن تسبب في تأخرنا، ومع مذبحة الكبار في مناصب الرئاسة لم يتغير شيء وبقي الأمر على ما هو عليه! وهذا يعيدنا إلى نقطة الصفر من جديد ونتساءل مَن المتسبب في تعطل مقومات العمل عندنا في كل اتجاه؟ أظن الكل يعرف الإجابة لكنه سيترك الورقة بيضاء من دون حل! [email protected] k_batli@