خسر الهلال مباراته مع الاتحاد في «كأس الأبطال»، فخرج علينا البعض برؤى وتقليعات لا حد لها، فهذا يرى أن شبان الاتحاد بهزيمتهم للهلال صفعوا محمد نور والحرس القديم وأعلنوا عن قدومهم للصف الأول وعودة «العميد» للمنصات من جديد، وآخر عاد يقدم «القبلية» و«المناطقية» من خلال نجم الاتحاد عبدالرحمن الغامدي وكأنه «الباحة» و«غامد كلها» تفتخر بنجوميته وإسهامه في تأهل فريقه..! وآخر جاء ليعطينا دروساً في «العنصرية» وما هي وفلسفاتها ونظرياتها وتجارب الدول فيها، كل هذا لأجل أن جماهير الهلال هتفت بعبارات رأى البعض أنها هدم ونسف للمكون القيمي في مجتمعنا..! سبحان الله.. الهلال إن فاز غضب الجميع وشككوا وأفسدوا وخلقوا ألف مبرر ومبرر، وإن فاز محلياً ف«العالمية.. صعبة»، وهو فريق «الحكومة» والبقية هي أندية الشعب الصابرة التي تشملها التأمينات والتقاعد والضمان الاجتماعي، أما الهلال فله البساط الأحمر والحلل والأبواب العالية..! الهلال يخوض المعارك وحده ولا يجد له سنداً، حتى في مهزلة إيران الأخيرة يصر الاتحاد السعودي على القبول بالكلام وعدم احترام الكيان الأزرق ويمنح الاتحاد الإيراني العذر تلو العذر..! يشتم الهلال ويستهزأ بلاعبيه سنوات وسنوات ولا أحد يحرك ساكناً ويصنفونها ضمن الحريات ومن لا حكم لنا عليه ومجرد أصوات نشاز و و و...إلخ..! لكن ما إن يبدر خطأ من الهلال وجماهيره فالمشانق جاهزة والسيوف مشرعة..! بيان إدارة الاتحاد الأخير حول «العنصرية» يجعلك تتمنى لو تقرر تدريس مادة «السياسة» على أنديتنا، وأظن أن الأممالمتحدة سترسل مندوباً لإدارة الاتحاد للوقوف على مفاهيم «العنصرية» التي أقلقت «فيفا» دولياً وأقلقت الاتحادات المختلفة، ووجدت مفهومها فقط في رؤوس الاتحاديين فقط..! نحن في رياضتنا لا شيء مدوناً كما يجب، لا لشيء ولكن لندع الاحتقان يحضر متى ما أردناه، ولنجعل الكبير يمارس سطوته على الصغار ونشهر «الكرت» متى ما أردنا نصاً أو سبباً..! لن أستغرب الموسم المقبل أن يتم سحب نقاط من الهلال، لأن «العنصرية» اختراع هلالي، ولأن العبارات والشعارات ما كنا لنعرفها لولا جمهور الهلال..! يظل الهلال أمة لوحده، لا أحد معه وليس في حاجة أحد، بل لا سبيل لأحد ليصل إلا من خلاله، ومحروم من كانت خسارة الهلال سلماً له للعلياء. [email protected] K_batli@