تشكل «حدائق لا بوري الرنانة « (جنوب غرب فرنسا) موقعاً فريداً، وقد صممت لتكون مكاناً يصغى اليه وسمفونية من المناظر والانغام حيث تغني الطبيعة بكل ما للكلمة من معنى. على بعد اربعة كيلومترات جنوب ليموج وعلى نتوء صخري ينتصب قصر على طراز الملك لويس الثالث عشر الذي تملكه مؤسسة لابوري منذ العام 1996. هذه المؤسسة المكرسة للابداع الفني والابتكارات الصوتية تمتلك شركتي انتاج «كلاسيك» و «جاز» تنالان كثيراً من الجوائز من بينها جائزة دجانغو رينهارت من اكاديمية الجاز التي نالها اميل باريزيان في 2012. بطبيعة الحال اراد المؤسسون حديقة اصوات ريفية الطبيعة تثير الحواس وتكون مصدر وحي لنحو 250 فناناً عالمياً يقيمون في القصر سنوياً. وتؤكد اميلي بوياغيه المكلفة العلاقات مع الجمهور ان القيمين ارادوها «فسحة للاستمتاع واستكشاف الاصوات واختبارها». في «النفق» او «ممر الاصوات» الذي اوجده المصمم الصوتي لوي داندريل الذي سبق وصمم «حديقة الاصوات» في اوساكا و «حديقة الرنات» في هونغ كونغ، يمكن الزائر ان يصرخ ويصفق ويغني ويختبر كيفية انتقال الصوت وكيفية انعكاسه على الاشياء. واحتاج انجاز المكان الى ثلاث سنوات من الاشغال والى ثلاثة ملايين يورو واللجوء الى آخر الابتكارات في مجال الصوت وقد أقيم بمشاركة مصممة الحدائق ايما بلان ونحات الضوء باتريك ريمو. وفي حدائق لابوري تدخلت يد الانسان فقط لتتماهى مع الطبيعة. وتؤكد ايميلي بوياغيه «لا تجد في هذه الحدائق لا مكبرات للصوت ولا مضخمات الكترونية او تسجيلات رقمية يعاد بثها باستمرار». ويقول لوي داندريل «هذا الموقع فريد لأنه يتمتع بشخصية راسخة ففيه وديان ويتمتع بكل عناصر الطبيعة. لدينا الرياح وهي قوية بشكل متفاوت بحسب الارتفاع والمياه الراكدة في البركة والمياه الجارية في الجدول فضلاً عن فسحة مفتوحة على المنظر الطبيعي برمته الامر الذي يوفر تنوعاً لا متناهياً في الاصوات والانغام وتزاوجات ويسمح بمضاعفة القدرة على الإصغاء وتوسيع نطاق الاختبار». في حدائق لابوري يطبل شلال على صنج فيما تؤدي الحركة المتمايلة لرقاص تشغله المياه الى تحريك مطرقات تضرب بوتيرة منتظمة على طبول مصنوعة من الخزف وعلى صفائح اخرى من مواد محلية بامتياز. اما الموقع الأبرز في الحدائق فهي منحوتة مضيئة من مئة متر مربع وهي مجموعة من البلاطات الخزفية العائمة على سطح بركة المياه. اهتزاز هذه البلاطات على المياه يؤدي الى تعظيم الصوت.