تعود مغنية الجاز العالمية رندة غصوب مساء اليوم الى بلدها لبنان لتحيي سهرة منتظرة، ضمن مهرجانات ذوق مكايل الدولية برفقة عازف البيانو سيروس شيستنات، منذ حفلتها في مسرح المدينة في بيروت عام 2005. وقفت غصوب على أبرز مسارح كندا و أميركا وأوروبا، لكنها ستغني اليوم ولأول مرّة أغنية جاز لبنانية بعنوان «تلة القمر» من كلمات الشاعر هنري زغيب الذي كتبها خصيصاً على لحن دوك إلينغتون الذي وضعه بعنوان «جبل حريصا» عندما مرّ في لبنان سنة 1963. وغصوب فتاة استثنائية تغني بمزاج المحترفين وباداء ساحر ومتماسك التفاصيل، ولا تواجه عائقاً في مقاربة المكان والجمهور من دون مقدمات ولا زخرفة بلاغية، بمجرد كلمات شبه مسموعة وثيقة الصلة بالاغنية والشخصيات التي تعشقها بالصوت والكلمة والحركة. وكتب عنها الناقد يقظان التقي أنها «تقدّم طريقة في الغناء تستجيب لاغراءات البوح ولأنغام مرحلة جميلة من اغاني االخمسينات والستينات، واغاني غاية في الحب والعذوبة مشحونة بحركات الجسد الصغير والرقيق ووشوشات الاصابع، وضربات الكفين كمجرى مياه البلوز على الجسد والخصر». وأضاف: «تغني كأنها اقرب الى الايماء والايحاء بالغناء ووشوشات الصوت اكثر من الغناء نفسه في حالة من البوح الرائع، والذي تبني من خلاله واقعاً افتراضياً لعلاقات مدينية انسانية اكثر تحرراً، وتنجح في تقديم اغانيها على خلفية تهويمات المدن الحضارية، التي تعشق الموسيقى، والتي هي طباق الوان ومشاعر واهواء واحاسيس مشرعة الحدود والخيالات بين الاسود والابيض». وأكد التقي في مديح غصوب أنه «لا داعي للقول ان صوت رندة غصوب مميز، وهي تختار له اغاني تناسب رقته وعذوبته التي تجري كالماء، وهي تركز على نصوص شاعرية تتحرك بتؤده بين ايقاعاتها. مغنية مفرطة الاحساس، تصيب حين تغني لكبار المؤلفين العالميين في اقتراحات الصوت المرتكز الى قواعد كلاسيكية، ليست سهلة الاداء، لا بل هي صعبة وجارحة والمغنية تمثل وتتفنن بعصب مشدود في امتلاك منصتها، والنتيجة امسية تنتمي بالشكل الى مسرح الكباريه، او الشو الاستعراضي، وتستطيع ان تفكر معها بحديقة افكار تشبه الحنين الى اماسي الجاز العتيقة في الكباريات الحمر المشتعلة الانفاس في غير مدينة، وفي ازمانٍ عابرة بين التقليدي والحداثي».