يغادر الرئيس اللبناني ميشال سليمان بيروت اليوم الى نيويورك لترؤس وفد لبنان في افتتاح أعمال الجمعية العمومية للأمم المتحدة ولحضور اجتماع «المجموعة الدولية لدعم لبنان» الذي يحضره الأمين العام للمنظمة الدولية بان كي مون ووزراء خارجية الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن والاتحاد الأوروبي والجامعة العربية الأربعاء المقبل، ويلتقي على الهامش عدداً من رؤساء الدول أهمهم الأميركي باراك أوباما والإيراني حسن روحاني الثلثاء والأربعاء، إضافة الى رؤساء وفود عربية وأجنبية أخرى، كما سيلتقي عدداً من وزراء الخارجية أبرزهم الأميركي والروسي والصيني الذين سيحضرون اجتماع «المجموعة الدولية». وقال المنسق الخاص لنشاطات الأممالمتحدة في لبنان ديريك بلامبلي ل «الحياة» إن اجتماع «المجموعة الدولية لدعم لبنان» يعبّر عن وحدة المجتمع الدولي إزاء دعم استقرار لبنان ومؤسساته، لا سيما الجيش وحمايته وسياسة النأي بالنفس وإعلان بعبدا الذي يقول بتحييده عن صراعات المنطقة والأزمة السورية. وتوقع بلامبلي أن تكون مجموعة الدعم الدولية للبنان «عملية مستمرة» وألا تقف عند حدود اجتماع نيويورك، مشيراً الى أن الاجتماع سياسي يشجع على تقديم الدعم المالي للبنان لكنه لن يتطرق الى المبالغ التي يحتاجها وفق تقرير البنك الدولي التقويمي والذي أعد بالاشتراك مع الأممالمتحدة والحكومة اللبنانية حول حاجاته نتيجة الأزمة السورية وتدفق النازحين السوريين إليه، مؤكداً أن البحث في المبالغ المالية سيتم في اجتماع للدول المانحة ودول الجوار السوري يعقد في جنيف في 30 من الشهر الجاري. وقال بلامبلي رداً على أسئلة «الحياة» إن الأممالمتحدة تحض جميع الدول على دعم إعلان بعبدا وتحييد لبنان لأنه يمثل السياسة «الأكثر حكمة» للبنان، مشيراً الى أن نقل الدول الأعضاء في المنظمة الدولية رسائل بهذا المعنى «الى أصدقائهم أمر فائق الأهمية»، رافضاً الكشف عما دار بين مساعد الأمين العام السفير جيفري فيلتمان وبين المسؤولين في طهران حين زارها الشهر الماضي. وقال بلامبلي إنه في لقاءاته مع قادة «حزب الله» في بيروت أثار مسألة إعلان بعبدا و «خطورة عدم القبول به». وبسؤاله عن أن التقرير التقويمي للبنك الدولي يوحي بأن الأزمة السورية مستمرة خلال عام 2014 لأن تقدير الحاجات يمتد الى العام المقبل أجاب بلامبلي أن «علينا أن نخطط لأسوأ حال». وتمنى بلامبلي لو كانت هناك حكومة لديها كامل السلطات «لكانت الأمور أفضل وأسهل» (في دعم المجتمع الدولي للبنان). وكان الرئيس المكلف تأليف الحكومة تمام سلام اجتمع قبل ظهر أمس مع الرئيس سليمان لمتابعة البحث في عملية التأليف وعرض نتائج الاتصالات والمواقف المعلنة على هذا الصعيد. ودعا سليمان لمناسبة «اليوم العالمي للسلام»، الى أن «يلتقط القادة اللبنانيون لحظة الوعي وضم الجهود من أجل تشكيل حكومة والعودة الى الحوار الوطني لحل المشكلات المطروحة ليبقى لبنان بمنأى عن انعكاسات الصراعات من حوله». أما سلام فقال: «كنا نأمل بأن نرى تشكيلة حكومية قبل سفر الرئيس سليمان الى نيويورك لكن هناك بعض العوائق التي حالت دون ذلك». وتمنى أن يكون هناك «شيء جيد» بعد عودة سليمان (الجمعة المقبل). وأكد سلام: «لن أتخلى عن هذه المهمة وسأستمر في السعي لتجاوز العقبات». وجاء كلام سلام في ظل معلومات صحافية عن أن محاولات جرت لإعلان حكومة من 8+8+8 قبل سفر رئيس الجمهورية الى نيويورك وأن فريق 8 آذار و «حزب الله» رفضا ذلك مصرّين على الحصول على الثلث الضامن (9 وزراء). إلا أن مصادر رسمية قالت ل «الحياة» إن تفعيل تأليف الحكومة مؤجل الى ما بعد عودة سليمان. وأوضحت مصادر سياسية أن «حزب الله» ورئيس البرلمان نبيه بري أبديا تشدداً حيال مطالبهما من التشكيلة الحكومية والثلث المعطل وتسمية الوزراء الشيعة وأن رئيس «جبهة النضال الوطني» النيابية وليد جنبلاط كرر إبلاغ رئيسي الجمهورية والحكومة أن من الأفضل عدم الإقدام على تشكيل حكومة إذا لم يوافق عليها التحالف الشيعي. وكرر سلام بعد لقائه رئيس الجمهورية التأكيد أن لديه «عدة خيارات والبعض كان ينتظر أن تتشكل الحكومة هذا الأسبوع وأنا كنت أتمنى تشكيلها الأسبوع الذي سبق». وأوضح «أن العراقيل كثيرة، وتشكيل الحكومة من صلاحيات الرئيس المكلف بالتعاون مع رئيس الجمهورية ومرسومها سيصدر في وقت ما...».