أكدت مصادر في المعارضة السورية اعتقال النظام السوري قائد الفرقة الثالثة في الجيش اللواء سليم بركات بعد «فشله» في معارك السيطرة على بلدة معلولا ذات الغالبية المسيحية في شمال دمشق، في وقت شككت «هيئة الإذاعة البريطانية» (بي بي سي) في راوية تحدثت عن تهديد مقاتلي المعارضة المسيحيين في معلولا. وقال «المركز الإعلامي السوري» إن اللواء بركات اعتقل بعد فشله في فرض سيطرة كاملة للجيش النظامي على معلولا، مشيراً إلى انه كان المسؤول عن «اللواء 155» الذي منه تنطلق صواريخ أرض-أرض إلى مناطق مختلفة في البلاد، وعن المشاركة في قصف الغوطة الشرقيةلدمشق، وعرف بقيادة عمليات عسكرية في مناطق مختلفة في ريف دمشق. وأفادت «بي بي سي» في تقرير لها عن معلولا بأن الحديث عن استهداف مقاتلي المعارضة للمسيحيين ليس صحيحاً. ونقلت عن إحدى الراهبات قولها بعد أيام قليلة من وقوع الحادث: «كان هناك نحو 20 منهم (المقاتلون)، كانوا إسلاميين على ما يبدو، لكنهم لم يمسونا بسوء». وأوضحت: «أخبرونا بأنهم يتعقبون بشار الأسد وجيشه، وليس المسيحيين». بعد ذلك عاد المسلحون إلى الدير الذي يضم تسع راهبات و35 آخرين من بينهم أطفال وشيوخ يحظون برعاية الراهبات، وجميعهم ظلوا في معلولا، حتى خلال احتدام الاشتباكات. وقالت الراهبة إن المسلحين طالبوا الراهبات لاحقاً بتسجيل مصور يؤكدن فيه عدم تعرضهن لسوء أو مهاجمتهن من جانب قوات المعارضة. وبثّ هذا التسجيل لاحقاً على موقع «يوتيوب». ووفق الراهبة فإن المسلحين تركوا بعد ذلك أسلحتهم خارج الدير، وصعدوا لتصوير القرية من أعلى في محاولة لإثبات أنهم غادروا من دون التسبب في أي أضرار أو مهاجمة الكنائس. ودعا سكان معلولا الجيش إلى التدخل وحمايتهم، لكن أحد السكان قال إن «الجيش خدعنا وباعنا لوسائل الإعلام». وقال شهود ل «بي بي سي» إن قوات الجيش وصلت إلى معلولا يوم السبت في السابع من الشهر الجاري، وظلت فيها ساعات فقط، وانسحبت بعد ذلك لتسمح لمقاتلي المعارضة بالدخول. وزادت «بي بي سي» انه أثيرت تساؤلات عن توقيت الهجوم الذي وقع بعد يومين فقط من موعد مقرر لأداء صلاة من أجل السلام في معلولا استجابة لدعوة من البابا فرنسيس ليوم من الصيام والصلوات في أنحاء العالم من أجل السلام في سورية. وتزامن الهجوم أيضاً مع الفترة التي سبقت على ما يبدو التحضير لهجوم أميركي وشيك على سورية. وقال عامر القلموني الناطق باسم «جبهة أحرار الشام وتحرير القلمون»، وهي مجموعة من المقاتلين غير الإسلاميين المرتبطين ب «الجيش السوري الحر» إن توقيت الهجوم «صبّ فقط في صالح النظام»، موضحاً: «الوضع كان سيستمر لشهور، لكن جبهة النصرة قرّرت فجأة مهاجمة نقطة التفتيش». وتابع «أعضاء من جبهة أحرار الشام وتحرير القلمون شاركوا بعد ذلك في الاشتباكات، لم يكن الهدف مطلقاً مهاجمة المسيحيين، لكن التعامل مع نقطة التفتيش نفسها».