عادت طائرت نظام الرئيس بشار الاسد الى الظهور فوق مناطق سورية بعد غيابها لنحو ثلاثة اسابيع بسبب التهديدات الاميركية، في وقت سعت قواته الى استعادة السيطرة على مدينة معلولا ذات الغالبية المسيحية. وسيطر مقاتلو «الجيش الحر» على موقع استراتيجي في جنوب البلاد قرب حدود الاردن. وقال نشطاء ان الطائرات التي غابت بعد «الهجوم الكيماوي» على الغوطتين الغربية والشرقية قرب دمشق وتهديدات الرئيس باراك اوباما بتوجيه ضربة عسكرية لقوات الاسد، عادت الى التحليق في سماء دمشق وقصف مناطق في ريف دمشق. وشنت طائرات ثلاث غارات على الاقل على حي برزة في شمال دمشق وغارات على مدينة المعضمية في جنوب غربي العاصمة. وقال «المرصد السوري لحقوق الانسان» ان الطيران الحربي شن غارة على مناطق في بلدة السبينة، في حين تعرضت الجهة الغربية من مدينة داريا ومناطق في مدينتي جيرود دوما ومنطقتي الصالحية وريما قرب مدينة يبرود والمنطقة الصناعية في مدينة النبك لقصف من القوات النظامية ما أدى الى مقتل اربعة اشخاص. ودارت اشتباكات في محيط حاجز النور ومجمع تاميكو في بلدة المليحة في شرق دمشق. كما أفاد نشطاء ومعارضون ان الطيران المروحي قصف مناطق في بلدات بزابور وكفرلاته ومنطقة جبل الاربعين في ريف ادلب في شمال غربي البلاد، وسط اشتباكات عنيفة في منطقة جبل الاربعين. وتعرضت مناطق في بلدة تفتناز لقصف بصواريخ غراد من قبل القوات النظامية، في وقت دارت اشتباكات على الجهة الجنوبية من معسكر الحامدية ووردت انباء عن خسائر في صفوف الطرفين، بحسب «المرصد». وسجل امس قصف شديد على مدينة سراقب أوقع قتلى. في غضون ذلك، سعت القوات النظامية الى استعادة السيطرة على معلولا بعد انسحاب مقاتلي «الجيش الحر» منها اول من امس. وذكر مصدر امني لوكالة «فرانس برس» ان «الجيش لم يستعد معلولا بعد وان الاشتباكات لا تزال جارية»، مشيراً الى «تقدم يحرزه الجيش». واشار المصدر الى وجود «بعض البؤر في محيط البلدة يجري التعامل معها، كما ان هناك بعض البؤر البسيطة ضمن البلدة». وكانت «جبهة تحرير القلمون» المؤلفة من ألوية وكتائب عدة أعلنت الثلثاء استعدادها للانسحاب من معلولا وتحييد البلدة شرط عدم دخول الجيش النظامي اليها. والجبهة من ابرز المجموعات التي شاركت في معركة معلولا ضد القوات النظامية واللجان الشعبية الموالية له، وتمكنت من دخولها، مع «جبهة النصرة» الاسلامية المتطرفة ليل السبت. وقال ناطق باسم «جبهة تحرير القلمون» (نسبة الى المنطقة التي تقع فيها معلولا شمال دمشق) في شريط فيديو نشر على الانترنت «حقناً للدماء ولسلامة عودة اهالي معلولا، يعلن الجيش الحر تحييد المدينة عن الصراع بين الجيش الحر والنظامي وجعلها مدينة محايدة شرط عدم دخول الجيش النظامي وشبيحته اليها». واضاف: «يلتزم الجيش الحر بالانسحاب من المدينة وتأمين عودة الاهالي الى بيوتهم سالمين». واتهم موالون للأسد رئيسة دير مارتقلا بيلاجيا صياف في معلولا ب «الخيانة والارهاب»، وبأنها «تآمرت مع الإرهابيين» وضللت قوات الأسد، وساعدت مقاتلي «الجيش الحر» في صد هجومهم عن معلولا. وقالوا في بيان على «فايسبوك»: «بدأت رئيسة دير مار تقلا الإرهابية الخائنة اللبنانية الأصل التابعة لقوات سمير جعجع وصديقة حميمة للأب باولو دالوليو عراب الخيانات بخداع أجهزة الأمن بإعطائهم معلومات خاطئة، فقد كانت تقوم بإيواء الإرهابيين وحمايتهم وإنكار وجودهم في البلدة، منذ قرابة 3 أشهر، وكانت ترفض دخول الأمن الى البلدة» وكانت الام صياف نفت اتهام النظام السوري ل «الجيش الحر» بارتكاب مجازر في معلولا وكسر الصلبان واحراق الكنائس وخطف المدنيين. الى ذلك، قال «المرصد» ان مقاتلين معارضين قتلوا 12 شخصاً من الطائفة العلوية في قرية مكسر الحصان في شرق حمص وسط سورية بعدما سيطروا على قريتهم. ونفى ناشط من حمص يدعى وليد الفارس ان يكون مقاتلو المعارضة قتلوا مدنيين في المنطقة، وقال ان العلويين الذين ماتوا أمس لقوا حتفهم بينما كانوا يقاتلون في صفوف القوات الحكومية. وتابع «المرصد» انه بعد ساعات من غارة مقاتلي «جبهة النصرة» على قرية مكسر الحصان استعادت القوات الحكومية السيطرة عليها في اشتباكات قتل فيها جنديان من القوات الحكومية على الاقل وعدد من مقاتلي المعارضة. وأضاف «المرصد» انه في حادث منفصل أمس قتل مسلحون مجهولون أسرة من أربعة أشخاص من قرية المتراس التي يقطنها أبناء الأقلية التركمانية السنية في محافظة طرطوس الساحلية، موضحا ان العائلة تضم أربعة أشخاص هم الأب والأم وطفليهما وكانوا «يعملون في مزرعة قرب قرية تنورين، التي تقطنها غالبية من أتباع الديانة المسيحية. وشهدت تنورين حالات نزوح، تخوفاً من ردور أفعال على الجريمة بحق العائلة». وفي شمال شرقي البلاد، فجر مقاتل نفسه بسيارة مفخخة في مدرسة تتمركز فيها القوات النظامية في بلدة المريعية على مشارف مطار دير الزور العسكري صباح امس وتبع ذلك اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية وعدة كتائب مقاتلة وترددت أنباء عن خسائر في صفوف القوات النظامية، بحسب «المرصد». واعلنت المعارضة ان مقاتلي «الجيش الحر» سيطروا أمس على كتيبة الشيلكا وسرية المشاة في بلدة عثمان شمال درعا في جنوب البلاد، مشيرين الى ان ذلك يكتسب أهمية ضمن معركة السيطرة على مدينة درعا قرب حدود الاردن. وبث نشطاء أشرطة فيديو تظهر مخازن اسلحة ومعدات ثقيلة استولى عليها المعارضون.