يبقى الدولار الأميركي المرجع الحيوي لصنّاع المال حول العالم، إذ لا تنجح أسواق الصرف الدولية في الاستغناء عنه. وعلى رغم مطالبات منذ أكثر من سنة، بتأسيس عملة موحدة لأميركا الشمالية بقيادة الولاياتالمتحدة وكندا معاً تنافس اليورو، رأى خبراء سويسريون أنها نظرية لن تتحقق قبل عشرين سنة على الأقل. وسيواصل الدولار فرض هيمنته على أسواق الصرف خلال هذه الفترة، ما يتناقض مع توقعات المحللين في سويسرا، الذين لفتوا إلى قدرة الفرنك السويسري على «قضم» حصص مهمة في أسواق الصرف الدولية، خصوصاً بعدما تعزّزت قيمته أمام الدولار. إلّا أن هذه التوقعات لم تُصب هدفها. وتزداد حركة التداول في أسواق الصرف، ربما لأسباب خاصة بتراجع ثقة المستثمرين الدوليين في بعض الملاذات الآمنة مثل الذهب. ورست قيمة التداولات بالعملات الصعبة على 3.3 بليون دولار يومياً عام 2007، وارتفعت إلى 4 بلايين عام 2010، وبلغت 5.3 بليون دولار يومياً هذه السنة. هكذا، تبرهن أسواق الصرف أنها بين الأسواق التجارية الأكثر انتعاشاً حول العالم، لا بل تتخطى أحياناً حركة التداول في الأسواق النفطية. لذا، تتكاثر العروض التجارية الداعية المستثمرين إلى المشاركة في تجارة العملات خصوصاً من طريق الإنترنت. لكنّ محللين سويسريين حذّروا من أن عروض تجارة العملات على شبكة الإنترنت غير آمنة، لافتقارها إلى قوانين تنظيمية دولية تحمي المستثمرين. ونجح الدولار في إثبات قوته داخل أسواق الصرف الدولية، فيما يحتل اليورو المركز الثاني، والين الياباني المركز الثالث، ثم الفرنك السويسري. ويرصد الخبراء أيضاً، تراجعاً في حركة التداول بالدولار الكندي، كما يُلاحظ انتعاش للعملتين المكسيكية والصينية هو الأفضل منذ عام 2003. وتتركز حركة التداول بالعملات الصعبة في بريطانيا والولاياتالمتحدة واليابان وسنغافورة، ويقدر خبراء أن 71 في المئة من تجارة العملات حول العالم، تستوطن في هذه الدول الأربع. في حين لا تنجح أسواق دول الخليج في الهيمنة على أكثر من 10 في المئة من هذه التجارة.