بعد التطورات الأخيرة في أسواق العملات الدولية، سقط الرهان على الفرنك السويسري كمرجع مهم في أسواق السلع الأولية. وثبت أن لا منافس للدولار، على رغم ضعفه أمام اليورو على المدى المتوسط، وفق خبراء المال. وهناك علاقة متينة بين الدولار وتسعير المواد الأولية، منذ عشرات السنين، كما لأسعار صرفه أمام العملات الأخرى دور كبير في تحديد أسعار المواد الأولية حول العالم. وكلما ارتفعت قيمة الدولار تراجعت هذه الأسعار، وباتت العلاقة بين واردات السلع الأولية في الدول النامية، وإضعاف العملات الصعبة أم تقويتها، مباشرة وسريعة ومتقلبة بين يوم وآخر. ويعتبر خبراء التجارة الدولية السويسريون، أن كل دولة في العالم تنجح في تحديد أسعار موادها الأولية باعتمادها على سلة من العوامل والمقاييس المالية والاقتصادية، من ضمنها تلك الخاصة بصحة عملتها الوطنية. وتستحيل المراهنة حالياً على الفرنك السويسري، كي يحل مكان الدولار كما كان متوقعاً العام الماضي. أما بالنسبة إلى استبدال الدولار باليوان الصيني في منطقة آسيا - المحيط الهادئ، لاستعماله في عمليات التداول بالسلع الأولية، فيرتبط نجاح ذلك بمدى موافقة الدول الآسيوية الأخرى على خطط حكومة بكين التوسعية. وإلى الآن، لم يلمس الخبراء أي تقدم في هذه الخطط. ويشير مراقبون إلى أن العملة الأميركية تواجه منافسة رئيسة من الدولارين الأسترالي والكندي. وعلى سبيل المثال، كان الدولار الأسترالي يعادل 0.56 دولار عام 2001. إلاّ أن انتعاش تجارة المواد الأولية ساعد في دعم سعر الدولار الأسترالي الذي تخطى منذ سنتين سعر العملة الأميركية. وبذلك، انضم الدولار الأسترالي أيضاً إلى العملات الدولية التي استقطبت المستثمرين الدوليين. وعلى غرار الدولار الأسترالي يزيد الكندي منذ عام 2010 على الدولار الأميركي، بعدما رسا لسنوات طويلة على أقل من 65 سنتاً. ويلاحظ الخبراء، أن كل عملة تجاوزت قيمتها الدولار كما الفرنك السويسري (الدولار يعادل 0.93 فرنك) لم تتمكن كما كان متوقعاً لها، أن تتحوّل مرجعاً رئيساً بامتياز، لتسعير المواد الأولية. ويرجح هؤلاء أن تكون المضاربات الدولية وراء دعم الدولار في شكل غير محدود. وعلى المدى البعيد، ربما يتمكن بعض الدول ومن ضمنها بلدان الخليج، من استبدال تسعير الذهب والمواد البتروكيماوية بعملات أخرى، خصوصاً بعدما تنجح الدول الخليجية في تأسيس عملة موحدة لها يشبهها البعض في سويسرا ب «اليورو العربي». في مطلق الأحوال يراقب الجميع حالياً، العلاقة الجامعة بين مؤشر أسعار السلع الأولية «جي أس سي آي» الذي يضمّ أهم 24 سلعة أولية، ومؤشر الدولار «دي اكس واي» تحت سقف واحد. ففي الأعوام الخمسة الأخيرة، رست القيمة «الرياضية والحسابية» لهذه العلاقة على 0.51 سالب، ما يعني أن المرجع العالمي الوحيد للسلع الأولية، كان ولا يزال الدولار. لكن في حال ارتفعت هذه القيمة متجاوزة الصفر، فيمكن أن تطرأ مستجدات مهمة وربما خطيرة على التجارة الدولية.