رغم أن غالبية عشاق وملاك الإبل من أبناء البادية إلا أن حياتهم البدوية لم تمنعهم من الدخول إلى معترك مواقع التواصل الاجتماعي بتسويق وعرض «مزايينهم» من «ملكات جمال الإبل»، عبر حسابات متخصصة في تسويق وعرض مختلف أنواع وأشكال وألوان الإبل، لتكون سهلة في متناول راغبي الشراء في مختلف أرجاء الخليج العربي بأسعار تبدأ من آحاد الألوف وتنتهي بملايين الريالات التي تبذل من أجل عيني «ناقة». وإذا كان «الميركاتو» (سوق انتقالات لاعبي كرة القدم الأوروبيين) الأعلى على مستوى العالم من حيث الملايين التي تدفع من أجل مداعبة اللاعب للكرة داخل المستطيل الأخضر، إضافة إلى الإعلانات التي قد يشاركه ناديه في ما تيسر من ثمنها، فإن سوق مزايين الإبل الخليجي الوحيد على مستوى العالم بات ينافس «الميركاتو» الأوروبي من حيث الأثمان المدفوعة في «سفن الصحراء»، إلا أن العائد المنتظر من سوق الإبل يكون إما الفوز ب«بيرق الظفرة» وإما «سيارة أم رقيبة» إضافة إلى الشهرة التي قد يكتسبها ملاك الإبل من رجال الإعمال. ولأن لحبها في «مهجة القلب منزال» كما عبر أحد كبار الشعراء الشعبيين في قصيدته عن «النوق»، أنشأ سعيد الدوسري حساباً على موقع التواصل الاجتماعي في صحراء السعودية بعيداً من ضوضاء المدن ليهتم بعرض وطلب «الإبل المزايين» والجِمال، يتابعه من خلاله نحو 14 ألف متابع من مختلف دول الخليج العربي من محبي هواية «جمع مزايين الإبل» بعد تغريده لنحو 1200 تغريدة خلال عام ونصف منذ افتتاحه للحساب. الدوسري يقول ل«الحياة» إن افتتاحه للحساب كان بدافع خدمة ملاك الإبل ومحبيها لعرض وتسويق المنتجات من دون أي عائد مادي منها، سعياً منه للتعرف على ملاك الإبل في مختلف دول الخليج العربي. مهنة تسويق الإبل خليجياً التي امتهنها الدوسري بتغريده باسم المالك وصورة الناقة، إضافة إلى السعر المطلوب في حال البيع وذكر سلالتها ومالك إحدى والديها في حالي العرض والبيع، أتاحت له التعرف على عدد من ملاك الإبل ورجال الأعمال من راغبي اقتناء الإبل في دول الخليج العربي، لافتاً إلى أن بورصة سوق الإبل، يحكمها قرب موعد «جائزة الملك عبدالعزيز للإبل المزايين» ومزايين «الظفرة الإماراتية» اللتين تعتبران أشهر جائزتين يتنافس عليهما ملاك الإبل خليجياً، إذ تصل أسعار النوق عند اقتراب موعديهما إلى ملايين الريالات، وذلك بناء على لون ومواصفات الناقة الجسمانية وسلالتها وعدد الجوائز التي حصدتها تلك الناقة.