دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين واشنطن إلى إعلان تخليها عن الخيار العسكري ضد سورية، كي تكتسب خطة وضع الترسانة الكيماوية تحت السيطرة الدولية «مغزى حقيقياً وتغدو قابلة للتطبيق»، وأعلن في موسكو أن المحادثات الروسية-الأميركية التي تنطلق اليوم، في جنيف ستستمر أياماً وتهدف إلى «تنسيق المواقف للخروج بمشروع قرار يقدم إلى مجلس الأمن». وأضاف بوتين محوراً جديداً أمس، الى مبادرة تسليم «الكيماوي» السوري للسيطرة الدولية، وطالب بإعلان واضح من جانب واشنطن يستبعد الخيار العسكري ضد دمشق. ويضيف التطور بعداً جديداً للنقاشات الجارية حول الخطة الروسية المقترحة التي كانت موسكو حصرتها في بندين يتعلق أولهما بوضع آليات للرقابة الدولية على المخزون الكيماوي تمهيداً لنقله إلى مكان آمن والشروع في تدميره، ويقوم الثاني على الشروع في الاجراءات اللازمة لانضمام دمشق إلى منظمة حظر السلاح الكيماوي والتوقيع على الوثائق الدولية التي تحرم استخدام هذا السلاح. وقال بوتين إنه «من المعروف جيداً أن سورية تمتلك مخزوناً من السلاح الكيماوي» يعد بالنسبة إلى هذا البلد «العتاد المقابل للسلاح النووي الإسرائيلي». وأعرب عن أمله في أن «لا تكتفي سورية بوضع سلاحها الكيماوي تحت رقابة دولية، بل ان توافق أيضاً على أتلافه لاحقاً والانضمام إلى منظمة حظر الأسلحة الكيماوية». وزاد أن الموقف الروسي بشأن هذه المسألة «معروف جداً، فنحن ضد انتشار أسلحة الدمار الشامل بوجه عام، نووية كانت أو كيماوية»، معتبراً أنه في ظل الظروف الراهنة في سورية «تكتسب هذه المسألة أهمية خاصة، ونحن ناقشنا مع الرئيس الأميركي (باراك) اوباما على هامش قمة مجموعة العشرين مسألة نقل الترسانة الكيماوية السورية إلى السيطرة الدولية»، و «اتفقنا على تفعيل هذا العمل» وأن نكلف وزيري الخارجية متابعة الاتصالات وأن يحاولا التوصل إلى حل لهذه المسألة». وقال بوتين إن بلاده تنطلق من أن دمشق ستتخذ قرارات مسؤولة في هذا الاتجاه، مضيفاً أن السيطرة على السلاح الكيماوي واتلافه خطوة مهمة على طريق تسوية سلمية للأزمة السورية، لكن «كل ذلك يكتسب مغزى فعلياً ويصبح قابلاً للتطبيق في حالة واحدة: عندما نسمع بتخلي الجانب الأميركي وكل من يدعمه عن مخططات استخدام القوة ضد سورية»، معتبراً أن «إجبار سورية أو أي دولة على التخلي عن سلاحها بشكل أحادي الجانب ومن دون خطوات مقابلة أمر صعب». في غضون ذلك، ذكر مصدر ديبلوماسي روسي أن محادثات وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والاميركي جون كيري المقرر أن تبدأ اليوم «قد تستغرق أياماً». ونقلت وكالة أنباء «تاس» الروسية عنه أن المتوقع أن يختتم الطرفان محادثاتهما السبت، وأضاف أنه «لا توجد دلائل لاحتمال انضمام طرف ثالث إلى المحادثات، إذ لم يخطط لدعوة الأممالمتحدة إليها». ويهدف لقاء لافروف وكيري إلى درس المبادرة الروسية وبلورة مشروع قرار يحتمل أن يقدم إلى مجلس الأمن في غضون أيام. لكن مصدراً ديبلوماسياً روسياً أبلغ «الحياة» أمس، أن صعوبات تعترض توصل الوزيرين إلى اتفاق برغم «أجواء التفاؤل»، وأوضح أن موسكو «ستعارض سلفاً أي محاولة لإضافة تلويح بعمل عسكري إلى مشروع القرار المقترح، كما سترفض الموافقة على أي قرار يقع تحت الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة حتى لو خلا من تهديد صريح باستخدام القوة». على صعيد التحركات الميدانية أعلنت قيادة الأسطول الروسي أن سفينة الإنزال الكبيرة «نيقولاي فيلتشينكوف» التابعة لأسطول البحر الأسود أبحرت الأربعاء من مدينة نوفوروسيسك باتجاه السواحل السورية، وينتظر أن تزور ميناء طرطوس. وأوضح مصدر عسكري أن السفينة ستنضم الى سفينة الحراسة «سميتليفي» التي ستبحر من سيفاستوبول قريباً، وستعبر السفينتان مضيقي البوسفور والدردنيل معاً متوجهتين الى شرق البحر المتوسط. وتقل السفينة وحدة من مشاة البحرية، ستنفذ مهمات «تدريب» في مناطق محددة شرق المتوسط ضمن مجموعة السفن التابعة للأسطول الحربي الروسي الموجودة في المنطقة. وكانت قيادة الأركان أعلنت قبل يومين أن السفينة ستنقل «شحنة خاصة». لكن قناة «روسيا اليوم» نسبت أمس، إلى مصدر في قاعدة «نوفوروسيسك» البحرية، أن سفينة الإنزال تنقل الى ميناء طرطوس السوري عتاداً عسكرياً.