بعد نحو أسبوعين على مطالبة الرئيس الأفغاني حميد كارزاي خلال زيارته إسلام آباد بالإفراج عن قادة محتجزين من حركة «طالبان» الأفغانية وتسليمهم إلى حكومته، أطلقت الحكومة الباكستانية سبعة من قادة الحركة. وعلمت «الحياة» أن وفداً من «طالبان» اصطحب المحررين إلى أفغانستان، تنفيذاً لشرط وضعته الحركة في مقابل السماح لإسلام آباد بلعب دور في عملية السلام المرتقبة في أفغانستان. واعتبرت كابول إطلاق إسلام آباد أسرى «طالبان» من دون تسليمهم إلى الحكومة الأفغانية، «لعبة مزدوجة» للأخيرة المتهمة بدعم الجناح العسكري للحركة»، وإمداده بالسلاح والعتاد والتدريب لمواصلة شن هجمات داخل أفغانستان، علماً أن كارزاي أمل خلال زيارته إسلام آباد بأن يصحب السجناء المفرج عنهم معه إلى كابول. وتضمّنت لائحة المطلق سراحهم الملا منصور داد الله الذي أشرف على عمليات «طالبان» بعد مقتل شقيقه الأكبر الملا داد الله في أيار (مايو) 2007، خلال اشتباك اندلع مع قوات بريطانية وأميركية في ولاية هلمند (جنوب). وكان الملا منصور داد الله أعفي من منصب مسؤول عمليات الحركة بعد شهور من تعيينه، إثر محاولته انتزاع اعتراف بالقوة من مرافقين لشقيقه المقتول اتهمهم بأنهم وشوا به إلى القوات البريطانية والأميركية. وهو أعتقل بعد عزله مع مجموعة من مرافقيه في مدينة زوهب شمال إقليم بلوشستان جنوب غربي باكستان، حيث سعى إلى مصالحة بين قادة متنازعين من حركة «طالبان باكستان»، استكمالاً لمهمة نفذها شقيقه الأكبر قبل تصفيته. ولا تزال إسلام آباد التي أطلقت 26 من قادة «طالبان» العام الماضي، تحتفظ بالرجل الثاني في «طالبان» الأفغانية الملا عبد الغني برادر، على رغم إلحاح الرئيس كارزاي على إطلاقه وتسليمه له، والتعهّد بجعله «ضيفاً مكرّماً في القصر الرئاسي الأفغاني»، وهو ما رفضته باكستان و «طالبان» الأفغانية. وعلّق الناطق باسم مجلس السلام في أفغانستان الملا شاهد الله شاهد على إطلاق باكستان دفعة جديدة من سجناء «طالبان» بأن أسماء المحررين قدّمها الرئيس كارزاي، مشيراً إلى أن الباكستانيين لم يأخذوا تعهدات من المطلقين بتحديد مكان وجودهم وتجنّب تنفيذ عمليات ضد الحكومة الأفغانية، لكنه أكد أنهم «مهمون لعملية السلام والمصالحة في أفغانستان»، مشدداً على أن إطلاقهم «إشارة إيجابية للحركة من اجل مواصلة العملية». وكانت كابول أطلقت 11 من سجناء «طالبان»، في مقابل الإفراج عن عضوة في البرلمان خطفها مقاتلو الحركة. على صعيد آخر، غادر آخر جندي بريطاني قاعدة منطقة ناد علي بولاية هلمند التي شهدت في السنوات الست الأخيرة معارك شرسة بين القوات البريطانية ومقاتلي «طالبان» أسفرت عن مقتل 52 جندياً بريطانياً وعشرات القوات الحكومية، ما جعل المنطقة إحدى الأكثر خطورة جنوبأفغانستان.