كابول، واشنطن - أ ف ب، رويترز - انتقد الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد في كابول أمس، انتشار قوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان. ورد على اتهام وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس خلال زيارته العاصمة الأفغانية الاثنين، طهران بلعب «دور مزدوج» في أفغانستان بالقول: «ماذا جاء يفعل على مسافة 12 الف كيلومتر من بلاده؟»، مضيفاً: «يجب ان يتحلى بالشجاعة الكافية للإقرار هل قدم لوقف الإرهابيين ام لسبب آخر»، في اشارة الى استخدام واشنطن الإرهاب «ذريعة» لتبرير انتشار 121 ألف جندي أجنبي في هذا البلد. في المقابل، علق غيتس على وجود نجاد في كابول بأن واشنطن تريد ان تقيم أفغانستان علاقات جيدة مع كل جيرانها. وقال نجاد، بعد لقائه نظيره الأفغاني حميد كارزاي: «لا نرى ان وجود القوات العسكرية الأجنبية يهدف الى جلب السلام الى أفغانستان، ونرى ان الحل يمر عبر سيطرة كابول على الوضع». وأكد ان إيران لا تلعب «دوراً مزدوجاً»، كما تزعم الولاياتالمتحدة عبر إبداء صداقتها للحكومة الأفغانية من جهة، ومن جهة أخرى إرسال أسلحة الى المتمردين الذين يهاجمون قوات الأطلسي. وأضاف: «ساندنا دائماً الحكومة والشعب الأفغانيين، بما يخدم أمن بلادهم». ولمح الى ان الولاياتالمتحدة خططت لوجود حركة «طالبان» وتنظيم «القاعدة»، وأعطتهما المال والدعم والمعلومات». وتسعى إيران إلى منع وصول «طالبان» إلى الحكم في أفغانستان، فيما تعارض انسحاباً مباشراً للقوات الأجنبية من هذا البلد من دون تنسيق مع دول الجوار وكل الفصائل الأفغانية. ولاحقاً توجه كارزاي الى باكستان، حيث سيطالب مسؤوليها بتسليم الرجل الثاني في «طالبان» الأفغانية الملا عبد الغني برادر الذي اعتقلته السلطات الباكستانية في كراتشي الشهر الماضي، علماً انه طالب مساعديه بتجهيز مكان مناسب لإقامته في كابول، في وقت رفضت المحكمة العليا في إقليم البنجاب منع تسليمه، في انتظار تأكيد عدم مواجهته قضايا في باكستان. وكشفت مصادر باكستانية أن إسلام آباد قد تطلب من كارزاي الإفراج عن عشرات من السجناء الباكستانيين في السجون الأفغانية، في مقابل إطلاق الملا برادر. ويتوقع ان يبحث كارزاي أيضاً مع الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري ورئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني، مساعدة إسلام آباد محاولة حكومته التوصل إلى اتفاق مع مقاتلي «طالبان» لإلقاء سلاحهم والانخراط في الحياة السياسية والمدنية. وتشعر حكومة كارزاي باطمئنان إلى الخطوات الباكستانية الأخيرة، وتسعى الى التنسيق مع كل من إسلام أباد وطهران من أجل مواجهة ما بعد الانسحاب الأميركي والدولي من أفغانستان. وفي اختبار لمدى دعم الكونغرس الأميركي للاستراتيجية الجديدة التي يطبقها الرئيس باراك اوباما في أفغانستان، يصوت مجلس النواب على مشروع قرار قدمه العضو الليبيرالي الديموقراطي دنيس كوسينيتش لسحب القوات الأميركية من أفغانستان. ويتوقع فشل التصويت، لكن كوسينيتش يرى انه «خطوة أولى وبداية تحذير من ان الشعب بدأ يستيقظ».