كابول، إسلام آباد - أ ف ب، رويترز - وصف ريتشارد هولبروك، المبعوث الأميركي الخاص الى أفغانستان وباكستان اعتقال الرجل الثاني في حركة «طالبان» الأفغانية الملا عبد الغني برادر بأنه «خطوة مهمة»، فيما أكد غلاب مانغال حاكم ولاية هلمند جنوبأفغانستان ان اعتقال نائب زعيم «طالبان» الملا محمد عمر، سيؤثر في معنويات المتمردين الذين يقاتلون قوات حلف شمال الأطلسي في منطقة مرجه في الولاية. (راجع ص 8 و 15) ورفض هولبروك خلال زيارته كابول أمس، توضيح ظروف اعتقال الملا برادر، فيما لمح وزير الداخلية الباكستاني رحمن مالك الى ان متمردين أفغاناً كثيرين فروا عبر الحدود منذ بدء هجوم «الأطلسي» في مرجه، معلناً توقيف العديد منهم. أما الاستخبارات الباكستانية فأشارت إلى ان عملاءها بحثوا عن الملا برادر في مدينة كويتا (جنوب غرب)، حيث المقر المزعوم لمجلس شورى «طالبان»، و «حين شعر باحتمال اعتقاله تسلل متنكراً على الأرجح إلى كراتشي». وأكدت مشاركة الولاياتالمتحدة في استجوابه. وفيما يرى خبراء أن اعتقال برادر يوجه تحذيراً واضحاً الى قادة «طالبان» الأفغانية بضرورة قبول الحوار مع كابول، أعلن مصدر مقرب من حكومة المالديف ان ممثلين عن الحكومة الأفغانية بحثوا عرض الرئيس حميد كارزاي للمصالحة الوطنية مع سبعة من قادة «طالبان»، وذلك في لقاء جمع الجانبين في فندق فخم في الأرخبيل، قبل عقد مؤتمر لندن الخاص بأفغانستان في 28 كانون الثاني (يناير) الماضي. ووصف المصدر الاجتماع بأنه «غير رسمي»، علماً ان الحركة ردت عرض كارزاي الذي يمنح متمرديها التائبين حوافز مالية واجتماعية في مقابل إلقاء السلاح، واصفة إياه بأنه «هدر للوقت وأداة دعاية». وأمس، رأس الرئيس الأميركي باراك أوباما مجلساً حربياً لتقويم نتائج الهجوم المستمر منذ خمسة أيام في مرجه، في وقت أكد قائد القوات الأفغانية في العملية المشتركة مع جنود «الأطلسي» الجنرال محيي الدين غوري أن عناصره أبطأت تقدمها في المنطقة لتجنب العبوات الناسفة. وتولت وحدات في الحلف الأطلسي التعامل مع تكتيك «طالبان» الخاص باستخدام مدنيين «دروعاً بشرية» لحماية مقاتليها وتأخير تقدم العملية. وتعمد جنود «الأطلسي» أحياناً ترك مقاتلي الحركة يفرون لتجنب إطلاق النار على مدنيين. وأكد اللواء نك كارتر، قائد القوات البريطانية في جنوبأفغانستان، «تطهير ثلثي مرجه من المتمردين، لكن استكمال العملية سيستغرق بضعة أيام أخرى. أما إعلان القادة نجاحها فقد يستغرق شهوراً».