دفعتهم الحاجة، ليبدأن امتهان هذه الحرفة في سن صغيرة، والبعض يجبرن من أمهاتهن اللاتي بدأ يخبو نجمهن ليبدأن بتدريبهن لإكمال مسيرتهن حتى لا يخسرن الزبائن والدخل العائد من إحياء حفلات الأعراس. قصص مؤلمة حول «فنانات الأعراس» ما بين «أحزان» و«حاجة» و «فقر» و«سكن في منازل قديمة» مغلفة باتهام تقاضي مبالغ ضخمة من الأعراس. «موسم الصيف» الموسم الحافل بالنشاط ل«الطقاقات»، من أجل حصد أرباح أكثر، إذ يعتمدن هذا الدخل خلال فترة الركود التي تتزامن مع بدء الموسم الدراسي، و فيها يقل العمل ويصل إلى درجة الانعدام، ما يدفعهن للتراجع حتى في مستوى الأسعار حتى يبدأ صيف جديد. «فكهات» و«أماني» هذا ما يتداوله الناس في ما بينهم حول مهنة «الطقاقات»، إذ اختلطت «الأمنية» ب»الفكاهة» للخوض في مجال «الطق» أو«الطرب» في المناسبات، لتحقيق هدفي «الوناسة» و «المادة»، عوضاً عن العمل المكتبي الباكر والدخل الشهري المحدود، إلا أن أصحاب المهنة يرونها مجرد أوهام ولا حقيقة للمدخول المليوني الذي تتقاضاه الفرقة. تركيب السماعات الصوتية والنظام الصوتي المتكامل بإشراف مهندس صوت، كما أشارت «الطقاقة» مشاعل خلال حديثها إلى «الحياة» يقابله أجر خاص يصل معدله إلى خمسة آلاف ريال، إضافة إلى بعض الخدمات الأخرى بحسب طلبات أصحاب حفلة الزفاف. وبينت «مشاعل» البالغة من العمر 22 عاماً، و الطالبة في إحدى الكليات الأهلية أن مبلغ الليلة يتفاوت من منطقة لأخرى، ففي المدن الصغيرة يتراوح سعر الفرقة من سبعة إلى 11 ألف ريال، بينما في المدن الكبيرة نظراً لوجود الكثير من الأسر الكبيرة من المستويات الراقية، فإن المبالغ تصل إلى 100 ألف، ولكن المتوسط لا يتعدى 35 ألفاً في الغالب. ورغم هذه المبالغ إلا أنه لا ينال من نصيب «الطقاقة» إلا القليل، إذ أوضحت أن المبلغ يقسم على أعضاء الفرقة المكونة من أكثر من تسعة أفراد، وغالباً المسؤولون عن العدة هم بنت الطبلة، بنت المرد، مرد التشكيلة، الأزيار، المرجاف، الهاجر، العازف وهي آلات خاصة تستخدم في إحياء الليلة، والفنانة التي تقود الفرقة، إذ يقسم المبلغ بينهم إضافة إلى سعر إيجار أجهزة المكبرات الصوتية التي يصل إلى 2000 ريال لليلة الواحدة وسائق الفرقة الذي يجب أن يكون له نصيب من سعر الحفلة في كل ليلة. حاجة «مشاعل» للمال لتتمكن من سداد رسوم دراستها و توفير مصاريف أسرتها كانت سيدة الموقف، إذ إنها لم تحب الغناء يوماً، وكانت تحلم بأن تصبح طبيبة، ولكن تخلي والدها عنهم دفعها لهذا العمل الشاق والمتعب والتنازل عن أحلامها. أما «دانة» فعلقت عن الفكرة الشائعة بين الناس من الدخل الخيالي للطقاقات بقولها: حرفة الغناء هي حرفة متوارثة في أسرتنا، فبعد أن خبا نجم والدتي التي بدأت طريقها منذ الصغر أخذت تدربني لمواصلة مسيرتها الفنية رغم عدم رغبتي الحقيقية في الخوض في هذا المجال ولكنه أصبح أمراً محتوماً لدينا حتى لا نخسر زبائننا والدخل العائد منهم. وتضيف: «لو وصل دخلي اليومي 10 آلاف ريال لم أبق في هذه المهنة أكثر من شهر، إذ إن مبلغ ال 2000 ريال الذي أتقاضاه في غالبية الليالي لا يبقى منه شيئ في اليومين أو الثلاثة التي تليها،لأني أعلم أن المال الحرام لا يدوم».