حذر رئيس لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الايراني علاء الدين بروجردي من انه «لو وقع اي عدوان عسكري خارجي على سورية، سيجعل المنطقة برمتها ملتهبة، والطرف الأول الذي ستصيبه أضرار مثل هذه الأزمة هو الكيان الصهيوني». تابع المسؤول الايراني لليوم الثاني لقاءاته مع المرجعيات السياسية اللبنانية. وزار قصر بيت الدين. وتركز البحث مع الرئيس ميشال سليمان، وفق البيان الاعلامي الرئاسي، «الاوضاع في المنطقة وخصوصاً في سورية، والمخاطر التي قد تنجم عن أي تدخل عسكري خارجي». وكرر سليمان «الثوابت القاضية بعدم التدخل العسكري، وإدانة استعمال السلاح الكيميائي». وأشار الى أنه «يعود للأمم المتحدة ومجلس الامن تحديد المرتكبين ومساءلتهم»، وشدد على «وجوب تحييد لبنان من كل الاطراف الداخلية والخارجية عن تداعيات الازمة وتجنيب الارض والأجواء والشعب اللبناني اي فعل او رد فعل». والتقى بروجردي رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي في السراي الكبيرة، في حضور السفير الإيراني لدى لبنان غضنفر ركن أبادي. وعبر بروجردي للرئيس ميقاتي عن «القلق الكبير الذي يعترينا في الجمهورية الإسلامية الإيرانية تجاه هذه الأزمة التي نراها في هذه المنطقة. وكانت وجهات النظر متفقة على انه ينبغي على جميع الأطراف أن تعمل على تضافر الجهود والمساعي الحميدة التي تحول دون تفشي هذه الأزمة بشكل أكبر». وقال: «وضعناه في أجواء الزيارات السياسية التي تمت الى ايران من جانب سلطان عمان السلطان قابوس، والمساعد السياسي للأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة جيفري فيلتمان. وأظهرنا له أن المشكلة الأساسية العالقة مع الولاياتالمتحدة، هي هذا الجدار المرتفع من انعدام الثقة، الذي صنعته أميركا عبر سلوكها في الفترات الماضية، وينبغي على الأميركيين العمل على إشاعة أجواء الثقة معنا، من خلال التخلي عن السياسات العدائية الأميركية بحق أبناء الشعب الإيراني». اضاف: «هناك نقطة اختبار أساسية في هذا المجال وهي المرحلة المقبلة من المفاوضات النووية، ونعتبر أن تغيير السياسة والسلوك الأميركي المعتمدين تجاه ايران، في ظل الحكومة الجديدة والرئيس الجديد، يشكل بداية إشاعة أجواء الثقة بيننا وبينهم. كما أننا نعتبر أن من المسائل اللافتة للنظر، ان الرئيس الأميركي باراك أوباما لم يتصرف بشكل مستعجل في اتخاذ قراره بتوجيه ضربة عسكرية لسورية». ورأى أنه على رغم «القلق الذي ما زال سارياً في هذه المنطقة، والذي يعتري الجميع لأن هذا العدوان الأميركي لم يلغ بشكل نهائي بل تم تأجيله الى وقت لاحق، يحدونا الأمل أن يبادر الرأي العام في الداخل الأميركي الى التحرك في الاتجاه الذي يحول دون اتخاذ مثل هذا القرار». وإذ اعتبر أن «المواقف التي اتخذتها تونس ومصر في الاجتماع الأخير لجامعة الدول العربية جديرة بالتقدير، ولحسن الحظ فإن الأطياف التي تحفز على القيام بعدوان عسكري على سورية آخذة بالانحدار»، قال: «نحن يحدونا الأمل أن تبادر المملكة العربية السعودية، كبلد إسلامي في هذه المنطقة، الى تغيير موقفها الذي يدعو الدول الأجنبية الى التدخل العسكري في شؤون هذه المنطقة». وخلال لقائه وزير الخارجية عدنان منصور، أمل بروجردي «كما بادر الرئيس الأميركي إلى تصرف عقلاني ولم يتسرع في مجال اتخاذ القرار بتوجيه عدوان عسكري ضد سورية، ان يتحلى الكونغرس بالدرجة نفسها من ضبط النفس والعقلانية بما يحول دون وقوع ما يهدد امن المنطقة». اضاف: «أبدينا قلقنا المشترك تجاه دخول الأسلحة الكيميائية على خط الأزمة السورية، وتجاه وصول التقنية التي من شأنها أن تصنع القنابل الكيميائية الى أيدي العصابات الإرهابية المسلحة في سورية. ونعتبر أن مثل هذا الأمر الخطير يشكل تهديداً داهماً ليس على سورية فحسب، إنما على كل دول المنطقة وحتى على المجتمعات الغربية أيضاً، ونعتقد بأن الدول الخارجية التي مهدت لوصول هذه التقنية الخطيرة، أي تقنية صناعة الأسلحة والقنابل الكيميائية الى الأطراف المسلحة في سورية يجب ان تتحمل مسؤولية وعواقب مثل هذا الأمر». وذكر بيان للعلاقات الإعلامية في «حزب الله» ان الأمين العام ل «حزب الله» السيد حسن نصر الله استقبل بروجردي والوفد المرافق له، في حضور آبادي، وجرى التداول حول التطورات الحاصلة في المنطقة، وخصوصاً في سورية ولبنان. وزار بروجردي، ضريح المسؤول العسكري في «حزب الله» عماد مغنية في روضة «شهداء المقاومة الإسلامية».ونوه بروجردي ب«المقاومة الإسلامية في هذا البلد الشقيق لبنان».