صعدت قوات نظام الرئيس بشار الأسد من قصف مناطق الغوطتين الغربية والشرقية في دمشق التي تعرضت لهجوم كيماوي، بمجرد مغادرة مفتشي الأممالمتحدة الأراضي السورية. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن مناطق مدينة زملكا وبلدة عين ترما تعرضت لقصف بقذائف الهاون من قبل القوات النظامية «وسط استمرار الاشتباكات العنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب المقاتلة على طريق المتحلق الجنوبي من جهة زملكا وعين ترما، وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين». كما تجدد القصف من قبل القوات النظامية على مناطق في مدينة الزبداني ومنطقة وادي بردي، ما أدى الى سقوط عدد من الجرحى وتضرر في بعض المنازل، في حين دارت اشتباكات عنيفة في محيط بلدتي البحارية والجربا، ترافق مع استهداف الكتائب المقاتلة مراكز القوات النظامية مع ورود «انباء عن سيطرة الكتائب المقاتلة على محطة القطار في بلدة البحارية وعلى مناطق متقدمة في بلدة الجربا، إضافة لخسائر بشرية في صفوف القوات النظامية». وأشار «المرصد» الى ان الطيران الحربي شن غارتين على معضمية الشام في الغوطة الغربية بالتزامن مع حصول اشتباكات على اطراف المدينتين ادت الى خسائر بشرية في صفوف الطرفين. في حين يتعرض محيط منطقة السيدة زينب لقصف من قبل القوات النظامية، ترافق مع قصف الطيران الحربي. كما قصفت قوات النظام مناطق في بلدة بيت سحم ومدينتي حرستا وعربين في الغوطة الشرقية. وفي دمشق، تعرضت مناطق حي برزة لقصف متقطع بقذائف الهاون من قبل القوات النظامية ترافق مع اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب المقاتلة على اطراف الحي «مع ورود انباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين». وقال «المرصد» ان قوات النظام قصفت أيضاً شارع الثلاثين ومناطق في مخيم اليرموك «بالتزامن مع اشتباكات في مدخل مخيم اليرموك ومحيط البلدية على شارع فلسطين، وسط إطلاق نار من الرشاشات الثقيلة المتمركزة على أبراج القاعة في حي الميدان». وكان مفتشو الأممالمتحدة غادروا سورية أمس الى نيويورك عبر مطار بيروت بعد انتهاء جولاتهم في مناطق في الغوطتين الشرقية والغربية تعرضت لهجوم كيماوي في 21 الشهر الماضي. وعبر الموكب المؤلف من سبع سيارات حملت شعار الأممالمتحدة بمواكبة سيارات رباعية الدفع سوداء تابعة لقوى الأمن اللبناني، من منطقة المصنع قرب الحدود الى مطار بيروت. وضم الفريق 13 خبيراً، علماً ان ممثلة الأممالمتحدة لشؤون نزع الأسلحة انجيلا كاين كانت غادرت دمشق أول من امس الى نيويورك عبر اسطنبول. وأعلن المتحدث باسم الأممالمتحدة مارتن نيسيركي ان فريق خبراء الأممالمتحدة انهى عمله في سورية، وأنه يعتزم اصدار تقرير «سريعاً» في شأن الاستخدام المحتمل للأسلحة الكيماوية. وأفادت الوكالة السورية الرسمية بأن كاين ابلغت وزارة الخارجية أن بعثة الأممالمتحدة «ستغادر الأراضي السورية على أن تعود في موعد لاحق يتفق عليه بين الطرفين لاستئناف نشاطها في تقصي الحقائق». وأشارت الى ان الأممالمتحدة ترى أنه من «المفهوم أن طرائق التعاون ذاتها المحددة سابقاً بين الجانبين ستطبق على البعثة عند عودتها». وكان الفريق الذي يرأسه الخبير السويدي آكي سيلستروم وصل الى سورية قبل ايام من وقوع الهجوم الكيماوي المفترض الذي تتهم المعارضة والدول الغربية النظام بتنفيذه في ريف دمشق. وحصل على موافقة السلطات السورية بالتحقيق في هذا الهجوم الذي تسبب بمقتل 1429 شخصاً، وفق تقرير استخباراتي للولايات المتحدة. وزار المفتشون معضمية الشام جنوب غربي دمشق الاثنين والغوطة الشرقية شرق العاصمة يومي الأربعاء والخميس. واحذوا عينات من التربة ومن المصابين سيتم تحليلها في مختبرات أوروبية، وفق ما ذكر مسؤولون في الأممالمتحدة. كما زاروا الجمعة مستشفى المزة العسكري غرب دمشق لمعاينة مصابين تعرضوا لغازات سامة.