سقط العشرات بين قتيل وجريح أمس في غارة جوية واشتباكات عنيفة بين قوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد ومقاتلين معارضين له في محافظة ادلب شمال غرب البلاد، حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال المرصد : "استشهد ما لا يقل عن 12 مواطنا منهم أربعة من عائلة واحدة بينهم نساء وأطفال وأصيب العشرات بجراح جراء القصف بالطيران الحربي الذي تعرضت له المنطقة الصناعية في مدينة سراقب" الواقعة تحت سيطرة مقاتلي المعارضة. ونقل المرصد عن ناشطين ان المدينة "قصفت بعد الغارة الجوية بعشرين قنبلة عنقودية مصدرها تجمع القوات النظامية في معمل القرميد الواقع بين مدينتي اريحا وسراقب". وبث المرصد عبر موقع "يوتيوب" شريطا مصورا يظهر أعمدة كثيفة من الدخان تتصاعد من المنطقة المستهدفة بالغارة، في حين يهرع جمع من الأشخاص لانقاذ المصابين وانتشال الجثث. وعمد بعض الشبان الى استخدام خراطيم المياه ودلاء صغيرة لاطفاء النيران المشتعلة في محال وسيارات في منتصف الطريق، ويمكن في الشريط رؤية رجل يرتدي ملابس سوداء وهو يقول : "لا توجد مياه، لا توجد كهرباء، والآن يقصفنا بالصواريخ. بشار (...) يقصفنا بالصواريخ وبطيران الميغ". وفي المحافظة نفسها، أفاد المرصد ب "استشهاد ما لا يقل عن 12 مقاتلا من الكتائب المقاتلة اثر قصف واشتباكات قرب قرية بابولين" التي تحاول القوات النظامية السيطرة عليها، والواقعة على مقربة من طريق دمشق حلب الدولي الى الشرق من بلدة حيش. وأوضح المرصد ان القتلى قضوا "بعد اشتباكات مع حاجز للقوات النظامية في قرية صهيان جنوب حيش على طريق دمشق حلب"، إثر قيام هذه القوات "بالتفاف من شرق صهيان الى بابولين"، مستخدمة الرشاشات الثقيلة والقذائف في المعارك. وتقع هذه المناطق في ريف مدينة معرة النعمان الاستراتيجية التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة منذ اكتوبر الماضي، ما مكنهم من قطع خطوط إمداد القوات النظامية المتجهة من دمشق الى حلب عبر الطريق الدولي. كما قتلت امرأة وطفلان وأصيب 16 شخصا آخرين في مدينة حلب بشمال سوريا أمس السبت فيما وصفه المرصد السوري لحقوق الانسان المعارض بانه هجوم بالغاز شنته قوات الحكومة السورية. ونقل رامي عبد الرحمن رئيس المرصد السوري عن شهود قولهم: إن طائرة هليكوبتر عسكرية أسقطت قنبلتي غاز. وقال أطباء في بلدة عفرين التي نقل اليها الجرحى للمرصد السوري: إن الضحايا أصيبوا بنوبات هذيان وقيء ومخاط زائد وشعروا بأن عيونهم تحترق. ووزع المرصد السوري صورا التقطها ناشطون من المعارضة لبقايا ما قالوا : انهما القنبلتان. كما أرسل المرصد صورا لامرأة مقتولة وطفلين ذكر انهما دون الثانية من العمر، ولا توجد أي اصابات واضحة في الثلاثة. مخاوف أبدى الجيش السوري الحر قلقه من احتمال شن القوات النظامية هجوما كيمياويا لاستعادة المناطق الخارجة عن سيطرتها في ريف دمشق, بينما تجدد القتال أمس على عدة محاور، وقال الناشط مراد الشامي للجزيرة : إن المجلس العسكري الثوري في ريف دمشق تلقى معلومات بأن الجيش النظامي ربما يستخدم الأسلحة الكيمياوية لاستعادة الغوطتين «الشرقيةوالغربية» اللتين يسيطر مقاتلو المعارضة على أجزاء كبيرة منهما, وتدور فيهما منذ شهور معارك دامية. اشتباكات وقال الشامي للجزيرة أيضا : إن القوات النظامية شنت أمس هجمات على أحياء دمشقالجنوبية, وبينها القدم والعسالي والسبينة في محاولة لاقتحامها. وأضاف إن اشتباكات جرت عند المتحلق الجنوبي قرب زملكا, مشيرا إلى إرسال تعزيزات لمدينة داريا بالغوطة الغربية, التي تحاول القوات النظامية منذ شهور استعادتها، وفي الوقت نفسه, تحدثت لجان التنسيق عن اشتباكات عنيفة بحرستا, وقالت : إن "الحر" تصدى للتعزيزات النظامية إلى داريا. من جهتها, أكدت شبكة شام إن "الحر" صد هجوما للقوات النظامية على بلدة العتيبة, وكبدها خسائر في الأرواح والعتاد، وتحدث ناشطون أيضا عن تجدد القتال صباح أمس في حي جوبر بدمشق بعد قتال ليلي بالأحياء الجنوبية ومنها القدم.