شنت قوات الرئيس بشار الأسد حملة من القصف المدفعي والجوي على الغوطتين الغربية والشرقية التي شهدت الهجوم الكيماوي الأربعاء الماضي، في وقت اتهمت المعارضة النظام بارتكاب «مجزرة» في بلدة قرب حلب شمالاً، بالتزامن مع تقدم إضافي للمعارضة في الطرف الشرقي لحلب. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن قوات النظام قصفت أمس مناطق الهجوم الكيماوي في الغوطتين، حيث شمل القصف مدن دوما زملكا وبلدة كفربطنا في شرق العاصمة، فيما نفذ الطيران الحربي غارة على بلدة خان الشيخ قرب معضمية الشام جنوب غربي دمشق، التي كان زارها مفتشو الأممالمتحدة أول من أمس. وقال «المرصد» إن مقاتلاً معارضاً قُتل أمس في اشتباكات على اطراف معضمية الشام. كما تعرضت مناطق في حيي تشرين والحفيرية شمال العاصمة لقصف من القوات النظامية بقذائف الهاون، وتعرضت لقصف مماثل مناطق في حي برزة الذي تسعى قوات النظام إلى السيطرة الكاملة عليه. واتهم «الائتلاف الوطني السوري» المعارض نظام الأسد بتكثيف قصفه على الغوطتين وسط تصاعد الضغوط على النظام، مؤكداً ضرورة أن «يعي المجتمع الدولي خطورة تداعيات العنف الممنهج الذي يرتكبه النظام بحق المدنيين، والكم الهائل من القوة النارية التي يستخدمها في استهداف التجمعات السكنية، في محاولة للإيحاء بأن يده لا زالت قادرة على الوصول إلى كل مكان في سورية»، داعياً إلى ضرورة «قطع الطريق على النظام ومنعه من تنفيذ أجندات شيطانية خلال الأيام القليلة القادمة ينتقم فيها من المدنيين في المقام الأول كعادته». ودعا هيئة الأممالمتحدة والدول الأعضاء فيها الى «ضرورة التحرك العاجل لمحاسبة رموز النظام المتورطين بارتكاب جرائم ضد الإنسانية وعلى رأسهم بشار الأسد». وأشار التكتل المعارض إلى ارتكاب «النظام مجزرة مروعة بحق المدنيين الآمنين في أورم الكبرى في ريف حلب، راح ضحيتها ما لا يقل عن 10 شهداء، وأصيب فيها العشرات، عندما شنت المقاتلات الحربية التابعة للنظام بشكل مقصود وممنهج غارات على مناطق سكنية ملقية قنابل الفوسفور الأبيض والنابالم الحارقة المحرمة دولياً». وتابع «الائتلاف» ان قوات النظام أيضاً كثفت القصف الصاروخي والمدفعي على مدينة اريحا في ريف ادلب في شمال غربي البلاد ما ادى الى سقوط عشرات القتلى ومئات الجرحى. وقال: «إن نظام الأسد يتبع نهجاً خطيراً جداً في حربه المسعورة على الشعب السوري، من خلال اتباع أسلوب القصف المكثف على المناطق المكتظة بالسكان، في تطبيق حرفي لتهديدات أطلقها رأس النظام قبل فترة، متوعداً الحاضنة الاجتماعية للثورة بمصير تعمد قواته على تحقيقه مودية بأرواح عشرات المدنيين في كل مرة، ومدمرة مساحات كبيرة من العمران في المناطق المستهدفة». وأفاد «المرصد السوري» بتعرض مناطق في جبل الأربعين قرب مدينة اريحا لقصف من الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة ترافق مع غارات من الطيران الحربي على المنطقة وصلت الى قرى جبل الزاوية في ريف ادلب. وفي حلب شمالاً، دارت اشتباكات عنيفة في محيط البحوث العلمية في حي الراشدين وسط قصف من قبل القوات النظامية على مناطق «وأنباء عن خسائر في صفوف الطرفين». وقال «المرصد» ان قوات النظام قصفت مناطق في حيي الشيخ مقصود والأشرفية ما ادى الى سقوط قتلى وجرى، في وقت سيطرت المعارضة على حاجز الحمام الواقع قرب بلدة خناصر بعد اشتباكات عنيفة مع القوات النظامية، علماً ان مقاتلي «الجيش الحر» سيطروا قبل يومين على خناصر التي تشكل منطقة استراتيجية، ما ادى الى قطع خطوط الإمداد عن قوات النظام في حلب.