عاد مستشار الأمين العام للأمم المتحدة مبعوثه إلى اليمن جمال بنعمر إلى صنعاء أمس، وسيعقد لقاءات مع المسؤولين، في محاولة لإنقاذ الحوار الوطني بعد اصطدامه أخيراً بعقدة القضية الجنوبية، وانسحاب ممثلي الحراك من النقاشات الدائرة منذ آذار(مارس) الماضي، رافعين سقف مطالبهم بنقل الحوار إلى خارج البلاد وجعله ندياً بين ممثلين من الشمال والجنوب بالتساوي. في غضون ذلك، أقرت الحكومة إجراءات لتحقيق مطالب ممثلي الحراك الجنوبي وطمأنتهم كي يعودوا إلى طاولة الحوار. ومن هذه الإجراءات، إلغاء الاحتفال الرسمي بالذكرى السنوية لهزيمة الانفصاليين الجنوبيين في حرب صيف 1994، واعتبار ضحايا تلك الحرب شهداء، وتشكيل لجنة للتحقيق في الانتهاكات الإنسانية خلال أحداث 2011 إبان الانتفاضة على النظام السابق. واستقبل الرئيس عبدربه منصور هادي، أمس، المبعوث الأممي جمال بنعمر،على ما أفادت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) واستعرض معه «جملة من القضايا والموضوعات المتعلقة بنجاح برامج الحوار الوطني». وأكد هادي أنه» تم تجاوز الكثير من التحديات والمصاعب بصورة ناجحة، وأن اليمنيين في انتظار النتائج النهائية لأعمال المؤتمر الوطني الشامل بكل لجانه وفرقه»، وقال: «ليس أمام الجميع إلا الوصول إلى النتائج المرضية وتلبية تطلعات وطموحات جماهير الشعب في المستقبل». ولدى وصوله إلى مطار صنعاء، أكد مستشار الأمين العام للأمم المتحدة، أن زيارته الحالية وهي ال22 منذ بدء الأزمة اليمنية في 2011، تأتي لمتابعة تطور العملية الانتقالية والحوار الوطني وإعداد تقرير يقدمه إلى مجلس الأمن في27 أيلول(سبتمبر) المقبل. وقال بنعمر في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء اليمنية: «إن الهدف من الزيارة مساعدة جميع الأطراف على تذليل ما تبقى من صعوبات من أجل الوصول إلى مخرجات نهائية لمؤتمر الحوار الوطني». وأوضح أن الحوار «قطع شوطاً كبيرا ولجنة التوفيق تحاول حل عدد من الإشكالات». من جهتها، قررت اللجنة المكلفة التوصل إلى حلول توافقية بين المتحاورين في تشكيل لجنة مصغرة من بين أعضائها لوضع آلية تواصل مع الحكومة لضمان تنفيذ الإجراءات التي اتخذتها تنفيذاً لمطالب الجنوبيين. إلى ذلك، وقفت اللجنة برئاسة الدكتور عبدالكريم الإرياني، أمام النقاط التي أعدها فريق بناء الدولة في مؤتمر الحوار، الخاصة بهوية الدولة ونظام الحكم، وقررت تأجيل البت فيها إلى ما بعد الاتفاق على شكل الدولة (نظام الحكم) بعد عودة ممثلي الحراك الجنوبي. كما اقترحت على هيئة المؤتمر جدولاً زمنياً لسير أعمال المقرر انتهاؤها في 18أيلول (سبتمبر)، وسط معلومات عن تمديدها شهراً إضافياً. وعلى صعيد منفصل، أحالت النيابة الجزائية المتخصصة في صنعاء (نيابة أمن الدولة)، أمس، خمسة سعوديين متهمين بالانتماء إلى تنظيم»القاعدة» على المحكمة، بعد أن وجهّت إليهم تهمة المشاركة في عصابة مسلحة لاستهداف الجيش والأمن والمنشآت العسكرية.