سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
اليمن: هل ينجح المبعوث الدولي في قيادة قطار التسوية وإيصاله إلى طاولة “الحوار"؟! لجنة الاتصال تقدم تقريرها للرئيس هادي حول نتائج تواصلها مع المشاركين بالمؤتمر
في زيارته الثانية عشرة لليمن، يحاول المبعوث الدولي جمال بن عمر في إتمام العملية السياسية هناك، ونزع فتيل التوتر، وإقناع أطراف التسوية بالانضمام إلى طاولة مؤتمر الحوار الوطني المقرر إجراؤه في شهر سبتمبر المقبل. وكشفت مصادر سياسية ودبلوماسية في صنعاء ل»المدينة» عن صعوبات كبيرة تعيق نجاح مهمة بن عمر -الذي رُقّي مؤخرًا إلى منصب مساعد الأمين العام للأمم المتحدة- وسط مخاوف وترقب من انفجار الوضع العسكري، جرّاء الاتهامات المتبادلة بين طرفي الصراع بالعمل على إفشال التسوية السياسية، وسعي كل طرف إلى تصعيد التوتر الأمني الذي ارتفعت حدته بالتزامن مع وصول المبعوث الدولي صنعاء، السبت الماضي. وقالت المصادر إن الوضع باليمن يقف على فوهة بركان حرب مرشحة للاندلاع بين أطراف الصراع، ما لم تسارع مجموعة الدول العشر الراعية للتسوية السياسية إلى تداركه قبل الانفجار. ويركز المبعوث الأممي جهوده في هذه الزيارة على اقناع مكونات الأطراف اليمنية بالانضمام لمؤتمر الحوار وانطلاقه في موعده الزمني كسقف أعلى في شهر سبتمبر المقبل. وشرع فور وصوله صنعاء في عقد اللقاءات مع الأطراف اليمنية وحثها على الإسراع في الإعداد والتحضير لمؤتمر الحوار الوطني، حيث التقى الرئيس منصور عبدربه هادي، ورئيس حكومة الوفاق اليمني، ووزير الخارجية، كما التقى قيادات المعارضة والتكتلات السياسية والشبابية. وأكد مصدر في لجنة الاتصال المكلفة بالتواصل والتنسيق مع الأطراف غير الموقعة على المبادرة الخليجية لضمان مشاركتها في مؤتمر الحوار أن اللجنة التي يترأسها السياسيان المخضرمان الدكتور عبدالكريم الإرياني، والدكتور ياسين سعيد نعمان، سترفع تقريرها النهائي بنتائج تواصلها مع تلك الأطراف إلى الرئيس عبد ربه منصور هادي اليوم الخميس. وقال المصدر -فضّل عدم ذكر اسمه- ل»المدينة» إن التقرير الذي سترفعه اللجنة لرئيس الجمهورية سيتضمن التوصيات التي استمدتها من الفئات المختلفة التي تم التواصل معها لتهيئة الأجواء المناسبة للحوار. وأضاف إن اللجنة كانت فد رفعت للرئيس هادي خلال لقائها به الأحد، تقريرًا أوليًّا عن نتائج أعمال اللجنة وذلك في ختام مهمتها، والتي انتهت في 30 السبت -يونيو الماضي- بحسب القرار الرئاسي بتشكيل اللجنة الصادر في 12 مايو الماضي. والتقت مؤخرًا اللجنة في القاهرة قيادة المعارضة اليمنية الموجودة في الخارج، إلاَّ أن نتائج تلك اللقاءات كانت غامضة، ولم تكن مواقف تلك القيادات واضحة، وربطت موافقتها على المشاركة في مؤتمر الحوار في تحقيق جملة من الشروط على الأرض تتعلّق بإخلاء قوات الجيش والأمن والشرطة المحسوبة على المحافظات الشمالية من المحافظات الجنوبية والشرقية -محافظات ما كان يُسمّى بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية- وكذا إحلال كل قيادات السلطة المحلية في المحافظات الجنوبية من أبناء تلك المحافظات، وأن تكون نسبة التمثيل متساوية في مؤتمر الحوار بين الشمال والجنوب على أساس دولتين شطريتين، وطرح مشروع الفيدرالية بين دولتين قضية رئيسة في مؤتمر الحوار. وأشار المصدر إلى أن اللجنة التقت السبت الماضي بصنعاء بمبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن جمال بن عمر، وأطلعته من خلال تقرير موجز على إنجازاتها حتى آخر يوم عمل لها، وهو 30 يونيو. وقال بن عمر: «تابعت بشكل مستمر المهام التي تنجزها اللجنة من خلال مكتب الأممالمتحدة في اليمن والذي يملك خبرات عالمية مستمدة من تجارب حوارات وطنية في دول مختلفة». وأضاف: «اعتبر أن مهمة اللجنة ناجحة لأنها كلفت بدعوة الأطراف المختلفة إلى الحوار، وهذا ما تم فعلاً». وأشار إلى أن التحديات التي ظهرت من خلال فعاليات تواصل اللجنة المختلفة كانت متوقعة، موضحًا أن القرار الأخير الصادر من مجلس الأمن عن اليمن برقم 2051 أكد أهمية الحوار في المرحلة الانتقالية الجارية حاليًّا.