وضعت القضية الجنوبية مؤتمر الحوار الوطني المرتقب عقده في الأشهر القادمة بموجب المبادرة الخليجية على المحك بسبب رفض القوى الفاعلة في الجنوب المشاركة في الحوار والتمسك بمطلب فصل الجنوب عن الشمال. ودفع الارتباك الذي تعيشه لجنة الحوار بسبب القضية الجنوبية مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر للتحرك مباشرة، والتقى قيادات في الحراك الجنوبي مساء أمس الأول لإقناعهم بالمشاركة في الحوار الوطني، غير أن قيادات فصائل جنوبية بارزة كالرئيس علي سالم البيض رفضت المشاركة في مؤتمر صنعاء للحوار الوطني. وطالب المبعوث الأممي كافة الأطراف في الحراك الجنوبي بالمشاركة في الحوار من أجل حل القضية الجنوبية معتبرا مؤتمر الحوار الوطني الشامل فرصة تاريخية لليمنيين كون القضية الجنوبية ستكون أهم نقطة في جدول أعمال المؤتمر. وقال بن عمر إنه ناقش مع عدد كبير من الأطراف وممثلين عن الحراك الجنوبي قضية الحوار الوطني ولمس اقتناع الجميع على أنه حان الوقت لحل القضية الجنوبية وهناك إجماع في اليمن على ضرورة حل هذه القضية بشكل عادل وسلمي عن طريق الحوار الجاد بمشاركة الجميع. وأكد مبعوث الأممالمتحدة خلال لقائه برئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني الجنوبي محمد على أحمد أن القضية الجنوبية هي محل اهتمام ومتابعة من المجتمع الدولي.. مشيراً إلى أنه لا حل سياسيا أو استقرارا لأمن المنطقة إلا بحل القضية الجنوبية حلاً عادلاً يرضي جميع الأطراف، والحوار هو الضامن الوحيد لإيجاد حل للقضية. ووافقت بعض القوى في الحراك على المشاركة في مؤتمر صنعاء للحوار الوطني بينها فصيل محمد علي أحمد المدعوم من الرئيس هادي وفصائل أخرى مدعومة من الإخوان المسلمين والرئيس السابق صالح. بدوره قال نائب رئيس المجلس الوطني الأعلى للنضال السلمي لتحرير واستعادة دولة الجنوب الدكتور عبد الحميد شكري ال”الشرق “: إن على القوى الجنوبية الإسراع للبدء بعمل وطني جنوبي بالتنسيق بين كل قوى الجنوب المناضلة من أجل التحرير والاستقلال وبناء الدولة الوطنية الجنوبية الجديدة بعد استعادة وضعها الدولي بعد فشل الوحدة وتم احتلال الجنوب بالقوة من قبل الجمهورية العربية اليمنية. وعن المؤتمر الوطني للحوار قال شكري إن سقف الحوار حدد بمبادرة وقرارات مجلس الأمن التي أكدت على الوحدة التي أثبتت بأنها لا تحقق الأمن والاستقرار وطالب بقرار من مجلس الأمن يتحدث عن سقف مفتوح للحوار بما فيه حق الجنوبيين في الاستقلال واستعادة الوضع الدولي المستقل للدولة الوطنية الجنوبية. وقال رئيس حركة النهضة الإسلامية الجنوبية الشيخ “عبد الرب السلامي” وهو أحد المشاركين في اللقاء أن الحوار الوطني الذي دعت له الحكومة اليمنية يفتقد إلى كثير من المقومات كون المبادرة الخليجية في صيغتها الحالية غير كافية للتباحث حول حلول قضية الجنوب وأن المبادرة جاءت بهدف حل أزمة سياسية نشبت في شمال اليمن بين أطراف متصارعة في صنعاء والأمر ليس له صلة بما يحدث في الجنوب لا من قريب ولا من بعيد. وأبلغت قيادات جنوبية من المجلس الأعلى للحراك السلمي لتحرير الجنوب الذي يتزعمه الرئيس الجنوبي السابق علي سالم البيض المبعوث الأممي أن الجنوبيين ليس لهم صلة بالحوار الوطني في صنعاء وأن مطالبهم تتمثل اليوم في وجود عملية تفاوض وليس حوار بين الشمال والجنوب.