وقعت مجزرة في ريف دمشق امس الاربعاء، قال المرصد إن ضحاياها تجاوزوا المئة، بينما أكدت المعارضة السورية ان عددهم يفوق 650، وذلك نتيجة قصف من قوات النظام السوري استخدمت فيه اسلحة كيميائية بحسب ناشطين، الامر الذي نفته دمشق. ونفى الجيش السوري امس ان يكون استخدم اسلحة كيميائية في قصف مناطق في ريف دمشق كما تقول المعارضة. ودعت المعارضة السورية وجامعة الدول العربية ودول غربية لجنة التحقيق الدولية حول الاسلحة الكيميائية الموجودة في سورية منذ اربعة ايام، الى التوجه الى مكان المجزرة للتحقيق. مئات القتلى في هجمات وحشية.. وصواريخ الكيماوي تبيد «معضمية الشام» وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان من جهته ان "أكثر من مئة شخص قتلوا في قصف جوي وصاروخي لا سابق له" مستمر منذ الفجر على مناطق عديدة في ريف دمشق، مشيرا الى ان "عدد القتلى مرشح للارتفاع". واتهم الائتلاف الوطني المجتمع الدولي بالمشاركة مع النظام في قتل الشعب السوري بسبب صمته وعجزه، مشيرا الى مقتل اكثر من 1300 شخص في "الهجوم الكيميائي". واعلن القيادي جورج صبرة في مؤتمر صحافي دعا اليه الائتلاف في اسطنبول مقتل اكثر من 1300 شخص في مناطق عدة من ريف دمشق في "هجوم كيميائي" نفذته قوات النظام. الائتلاف الوطني: من يقتلنا ليس النظام وحده بل خذلان المجتمع الدولي ونفاقه وقال صبرة الذي اعيد انتخابه الاربعاء لولاية جديدة على رأس المجلس الوطني السوري، احد ابرز مكونات الائتلاف، "من يقتلنا ويقتل اطفالنا ليس النظام وحده. التردد الاميركي يقتلنا، صمت اصدقائنا يقتلنا، خذلان المجتمع الدولي يقتلنا، لامبالاة العرب والمسلمين تقتلنا، نفاق العالم الذي كنا نسميه حرا يقتلنا ويقتلنا ويقتلنا". وتابع "إذا ادار العالم ظهره لنا بهذا الشكل فلماذا نبقي وجهنا له؟ نحن ايضا يمكن ان ندير ظهورنا لعالم يتشدق بالحرية والديموقراطية ولا يفعل شيئا لهما، عالم يدعي التمسك بحقوق الانسان ويتخلى عن حمايتها والدفاع عنها، عالم يدعي اهتمامه بصنع الحياة ويكتفي بالتفرج على صناع الموت". واعتبر ان "النظام السوري يسخر من الاممالمتحدة والقوى العظمى والدول الكبرى عندما يضرب اطراف دمشق بالسلاح الكيميائي اثناء حضور لجنة التحقيق الدولية، وهي على بعد خطوات من الضحايا والمناطق المنكوبة. فأين هو المجتمع الدولي وأين هيبته وكرامته واي عالم نعيش فيه ليس فيه رادع للمجرمين والقتلة؟". صورة وزعتها شبكة شام نيوز الإخبارية لرجل يبحث عن جثث أقاربه وسط ضحايا الهجوم الذي نفذته قوات الأسد باستخدام غازات سامة على الغوطة الشرقية في ريف دمشق (أ. ف. ب) واعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ انه يشعر "بقلق شديد إثر التقارير التي تشير الى سقوط مئات القتلى وبينهم اطفال في عمليات قصف وهجوم بالاسلحة الكيميائية استهدف مناطق للمعارضين بالقرب من دمشق"، مضيفا ان حكومته "ستثير هذا الحادث امام مجلس الامن الدولي". ودعا الحكومة السورية الى "السماح فورا لفريق الاممالمتحدة الذي يحقق حاليا في ادعاءات سابقة باستخدام اسلحة كيميائية بالتوجه الى منطقة" الهجوم. كما اعلنت المتحدثة باسم الحكومة الفرنسية نجاة فالو بلقاسم الاربعاء ان الرئيس فرنسوا هولاند "سيدعو الاممالمتحدة الى التوجه لمكان هجوم" يشتبه ان الجيش السوري استعمل خلاله غاز الاعصاب ضد مقاتلي المعارضة بضواحي دمشق. وصرحت المتحدثة للصحافيين ان خلال مجلس الوزراء "اعرب رئيس الجمهورية عن نيته في دعوة الاممالمتحدة الى التوجه الى مكان الهجوم" مؤكدة ان "بطبيعة الحال يجب التحقق من تلك المعلومات وتأكيدها". من جانبه قال مساعد الناطق باسم وزارة الخارجية فينسان فلورياني انه لا بد من "التحقق من الادعاءات باستخدام اسلحة كيميائية في تلك الهجمات". واضاف ان "فرنسا تدين الهجمات الدامية المنسوبة الى النظام السوري الاربعاء 21 اغسطس في منطقة دمشق والتي تجاوزت حصيلتها الموقتة مئة قتيل، لا بد من محاسبة مرتكبي تلك الافعال التي لا تغتفر". وكان رئيس الائتلاف السوري المعارض احمد الجربا طالب باجتماع فوري لمجلس الامن الدولي بعد "المجزرة المروعة". كما طالب الجربا والمرصد السوري لحقوق الانسان والامين العام للجامعة العربية نبيل العربي ووزير الخارجية السويدي كارل بيلد فريق المفتشين الدوليين بالتوجه فورا الى الغوطة الشرقية والتحقيق في ملابسات ما حصل. وابدى العربي "استغرابه لوقوع هذه الجريمة النكراء اثناء وجود فريق المفتشين الدوليين التابع للامم المتحدة في دمشق". ولم يصدر بعد اي تعليق على ما حصل عن لجنة التحقيق التي تتخذ من احد فنادق دمشق مقرا لها منذ وصولها الى سورية قبل اربعة ايام. ولم يعرف شيء عن انشطتها. صورة لصبي سوري ينتظر العلاج في مستشفى مؤقت في بلدة عربين في ريف دمشق عقب تعرضها لقصف مدفعي باستخدام قنابل سامة (أ. ب) ومنذ الصباح، يتحدث الناشطون المعارضون عن مئات القتلى في قصف من القوات النظامية تستخدم فيه الغازات السامة. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن انه لا يملك معلومات مؤكدة حول استخدام الاسلحة الكيميائية. الا انه ذكر ان "هناك قوة نارية ضخمة تستخدم في القصف"، وان هناك محاولات من قوات النظام لاقتحام معضمية الشام الواقعة جنوب غرب العاصمة حيث افاد عن اشتباكات بين قوات النظام والمجموعات المقاتلة المعارضة. وقد طال القصف بلدات ومدنا عدة جنوب شرق وجنوب غرب العاصمة. وتحدث الاعلام الرسمي السوري من جهته عن عمليات عسكرية عادية في ريف دمشق ضد "ارهابيين". ونقلت وكالة الانباء الرسمية "سانا" عن مصدر اعلامي ان "لا صحة إطلاقا للانباء حول استخدام سلاح كيميائي فى الغوطة. في المقابل، قالت الهيئة العامة للثورة السورية في بيان "حوالى الساعة الثالثة من صباح يوم الأربعاء (00,00 ت غ) قامت قوات النظام بقصف مناطق واسعة من الغوطة الشرقية بالأسلحة الكيميائية"، وقصف معضمية الشام في الغوطة الغربية بصواريخ كيميائية ايضا. واضافت "توجهت مئات الحالات إلى المشافي الميدانية المختلفة في بلدات الغوطة الشرقية وحتى الكادر الطبي المسعف تأثر بالغازات السامة نتيجة عدم وجود أقنعة واقية واستشهد الكثير من المصابين نتيجة عدم وجود العلاجات المناسبة والكم الهائل للمصابين". وتحدثت لجان التنسيق المحلية عن "استخدام وحشي للغازات السامة من قبل النظام المجرم على بلدات في الغوطة الشرقية فجر اليوم(الاربعاء)". واضافت ان "النظام وجه بإجرام لا يوصف اسلحته الكيماوية ضد العائلات في تلك المناطق ليختنق الأطفال في أسرتهم ولتغص المشافي الميدانية بمئات الاصابات في ظل نقص حاد باللوازم الطبية الكافية لاسعافهم وخاصة مادة الاتروبين". وبث ناشطون اشرطة فيديو عدة على موقع "يوتيوب" الالكتروني يظهر في احدها اطفال يتم اسعافهم عبر وضع اقنعة اكسجين على وجوههم وهم يتنفسون بصعوبة، بينما اطفال آخرون في شريط آخر يبدون مغمى عليهم من دون آثار دماء على اجسادهم، ويعمل مسعفون او اطباء على رش الماء عليهم بعد نزع ملابسهم وتمسيد وجوههم وصدورهم. وتبدو في احد الاشرطة عشرات الجثث بعضها لاطفال مغطاة جزئيا بأغطية بيضاء ممددة على ارض غرفة. في حين يصرخ المصور "إبادة مدينة معضمية الشام بالسلاح الكيميائي". ووسط حالة واضحة من الهلع، يسأل المصور أحدهم "أهلي؟ أبي وأمي؟ أين هم؟". ودعا المرصد السوري اللجنة الدولية الخاصة بالتحقيق في استخدام الاسلحة الكيميائية الموجودة في سورية الى "زيارة المناطق المنكوبة والعمل على ضمان وصول المساعدات الطبية والاغاثية لهذه المناطق في اسرع وقت ممكن" والتحقيق في ما ينقله الناشطون عن استخدام السلاح الكيميائي.