حظيت الشاشة الفضية في شهر رمضان لهذا العام بعدد لا بأس به من المسلسلات ذات الأجزاء، إذ وصل بعضها للجزء ال16 وبعضها الآخر إلى الموسم الثالث أو الرابع. وفيما تقدم بعض القنوات لجمهورها أجزاءً من المسلسلات التي لاقت نجاحاً بين الجمهور، يؤيد كثير من المشاهدين استمرار مسلسلهم المفضل لعدة أجزاء، خصوصاً التي تعرض في شهر رمضان رابطين بينها وبين الأجواء الرمضانية وطقوس الشهر الكريم، إذ يفضلون رؤية نجومهم المفضلين في كل عام في نفس القصة والموضوع لكن بأحداث مختلفة، فهل القنوات تحافظ على جمهورها نفسه بدلاً من المغامرة بمسلسل جديد قد ينجح أو يفشل؟ فهد احمد (20 عاماً) شغوف بمسلسل «باب الحارة» وكان يتمنى منذ جزئه الأول أن يستمر لمواسم عدة، ويقول: «أسعدني استمرار المسلسل لأجزاء متعددة كل عام»، ولا يشعر بأجواء رمضان إلا مع باب الحارة الذي أصبح له نكهة رمضانية مختلفة على حد قوله. ولا تتخيل هديل طارق رمضان من دون «طاش ما طاش». تقول: «بدأ مسلسل طاش ما طاش عندما كان عمري 15 عاماً وبعد كل هذه السنوات اعتدنا على أبطاله في شهر رمضان من كل عام، ومثلما كنت احرص على متابعته أصبح زوجي وأولادي يتابعونه أيضاً». فيما انتظر عدنان مسلسل «بيني وبينك» للموسم الثالث بفارغ الصبر، يقول: «بيني وبينك كوميدي وبمثابة طبق الحلو بعد وجبة الإفطار». من جهته، يرى حسن عسيري بطل مسلسل بيني وبينك للموسم الثالث أن صناعة الأجزاء مثل صناعة الماركة المسجلة وتكوين اسم تثق به الناس، مضيفاً: «ليس صحيحاً ما يقال عن أن الأجزاء التالية لا تتغير عن الجزء الأول، فالأجزاء مشتركة بالاسم فقط ولكن المضمون من الداخل حكايات وقصص مختلفة مع شخصيات ارتبطوا فيها الناس وأحبوها، معتبراً أن الأجزاء اذا لم تتطور أو لم يهتم بها القائمون عليها ستقتل نفسها بنفسها». ويعتقد عسيري أن فكرة الأجزاء ايجابية جداً إذا كان المضمون ناجحاً، لربط المشاهدين مع نوع من الأعمال التي يحبونها، خصوصاً إذا كانت بمطالب جماهيرية متعلقة بعمل معين على سبيل المثال «طاش ما طاش» له شعبية كبيرة منذ 15 عاماً وما زلنا نشتاق له ونحبه، وغيره من البرامج مثل برنامج علي الطنطاوي وسلمان العودة، مؤكداً أنه عندما يفشل عمل فلن يستمر، فالمشاهد لن يتقبله وبالتالي الشركة المنفذة لن تنتج عملاً شعرت أنها أخفقت في الجزء السابق. ويضيف: «ينتظر المشاهدون دائماً المسلسل المفضل لديهم والنجاح من عند الله، نحن نجتهد لتقديم مادة جيدة ونحاول عمل ما يرضي ضميرنا وفننا والجمهور»، مؤكداً أن أي شخص لا ينجح في جزء بالتأكيد لن يستمر في بقية الأجزاء. ويعتقد مؤلف مسلسل بيني وبينك علاء حمزة أن النجاح أسهل من تقديم مسلسل جديد نجاحه مضمون، «لأني لن أكون متكئاً على نجاح جزء سابق لعمل»، معتبراً أن الاتكال على نجاح سابق لعمل يعد مغامرة كبيرة خصوصاً في التلفزيون. ويضيف حمزة في أي عمل إبداعي لابد من نسيان العمل السابق وإحراقه والشروع في البحث عن الجديد، «بالنسبة لي أن أقوم بعمل جديد أسهل بكثير من العمل على انجاح جزء ثاني وثالث من العمل نفسه». ويلفت إلى أن نجاح جزء وفشل آخر لا يؤثر في العمل ككل، ويقول: «في العمل التلفزيوني لا تؤثر الأجزاء في بعضها، فما نجح قد نجح، وما لم ينجح يطويه النسيان وتبدأ مغامرة جديدة بتقديم الجديد، كما أنه لا توجد صعوبة في كتابة الشخصيات فبعد فترة تصبح الشخصية جزءاً من الكاتب». ويتابع حمزة: «لن أظل دائماً اكتب نص بيني وبينك، فقد يأتي يوم اشعر بالملل من بيني وبينك أو يشعر المشاهدون بالملل من كتاباتي للنص فأتوقف عن الكتابة، ويأتي غيري ليسير على المنوال نفسه، لكن من سيأتي ربما يدخل شخصيات جديدة وأفكاراً جديدة لم تخطر ببالي».