قالت بريطانيا امس ان قواتها المسلحة تضع خططاً طارئة لاحتمال عمل عسكري في سورية رداً على استخدام نظام الرئيس بشار الاسد السلاح الكيماوي، في حين استدعى رئيس الوزراء ديفيد كامرون البرلمان من عطلته الصيفية لاتخاذ قرار بشأن المشاركة في مثل هذا العمل. وقال كامرون انه سيستدعي البرلمان من عطلته الصيفية لمناقشة المسألة غداً الخميس والتصويت على اقتراح حكومي حول كيفية الرد. وقال في رسالة على موقع «تويتر» ان «رئيس البرلمان وافق على طلبي استدعاء البرلمان الخميس». وأضاف: «سيتم طرح اقتراح واضح من الحكومة وتصويت على الرد البريطاني على الهجمات بأسلحة كيماوية». وكان ناطق باسم كامرون قال ان الهجوم الكيماوي «أمر مقيت تماماً» ويتطلب تحركاً من جانب المجتمع الدولي، وان بريطانيا تدرس اتخاذ «رد مناسب». وأضاف ان رئيس الوزراء يدرك الحاجة إلى «تقديم ملف واضح» اذا اتخذ بالفعل قراراً باستخدام القوة، موضحاً ان «القوات المسلحة البريطانية تعمل من اجل التأكد من انها في وضع يتيح لها الرد عسكرياً اذا طلب منها ان تفعل ذلك». وقال للصحافيين «من المعقول افتراض ان قواتنا تعد خطط طوارئ»، مؤكداً انه لم يتخذ حتى الآن أي قرار وان أي قرار لعمل ذلك سيستند الى أدلة «متعددة المصادر». وسيرأس رئيس الوزراء اجتماعاً لمجلس الامن القومي البريطاني اليوم لبحث القضية ويتوقع ان يواصل المحادثات مع قادة العالم الآخرين في الوقت نفسه لضمان ان يكون أي رد منسقاً. وقال الناطق «أي قرار سيتخذ سيكون في إطار عمل دولي صارم. وأي استخدام للأسلحة الكيماوية أمر مقيت وغير مقبول تماماً، والمجتمع الدولي يجب أن يرد عليه». من جهتها، اعتبرت قبرص امس ان القواعد البريطانية في الجزيرة لن تلعب دوراً كبيراً في اي ضربات محتملة ضد سورية، فيما نفى الجيش البريطاني معلومات حول تكثيف التحركات في احد المطارات العسكرية فيها. وصرح وزير الخارجية القبرصي يوانيس كاسوليدس للاذاعة الرسمية انه يعتقد بأن القواعد البريطانية في قبرص لن تلعب «دوراً اساسياً» في اي تحرك دولي محتمل، وأضاف ان الحكومة لا تملك «اي معلومات رسمية على الاطلاق لأي استخدام محتمل للقواعد العسكرية». واحتفظت بريطانيا بالسيادة على قاعدتين عسكريتين في اكروتيري في جنوب غرب قبرص وديكيليا في جنوب شرقها منذ استقلال الجزيرة عن الحكم البريطاني العام 1960. وقال كاسوليدس ان بلاده على اتصال مع عدد من الدول التي لم يسمها وانه تلقى «ضمانات بأنه لن تكون هناك مفاجآت لقبرص» في هذا الموضوع. وصرح ناطق باسم القوات البريطانية في قبرص امس انه «لم يحدث تكثيف للانشطة في قاعدة اكروتيري لسلاح الجو الملكي في الوقت الحالي». وكانت صحيفة «ذي غارديان» البريطانية تحدثت عن بدء وصول طائرات عسكرية الى قاعدة اكروتيري الجوية، وقالت ان سكاناً يقيمون قرب اكروتيري لاحظوا ازدياد الحركة في محيط المدرج في الساعات ال48 الفائتة. وفي روما، صرحت وزيرة الخارجية الايطالية ايما بونينو امام البرلمان ان «ايطاليا لن تشارك في اي حل عسكري من دون تفويض من مجلس الامن»، واعتبرت انه «حتى خيار التدخل المحدود قد يتحول الى تدخل غير محدود زمنياً»، مضيفة ان ايطاليا قد «تدخلت وربما افرطت» في التدخل عسكرياً في مناطق اخرى من العالم ولا سيما افغانستان. وقالت بونينو «ليس هناك حل عسكري للنزاع السوري، ان الحل الوحيد هو حل سياسي تفاوضي»، داعية الى «تصميم كبير» من اجل مواصلة التفاوض بين اطراف النزاع. واعتبرت الحكومة عقب اجتماع عقده رئيس الوزراء انريكو ليتا مساء الاثنين، ان النظام السوري تجاوز «نقطة اللاعودة» لكنها شددت على ان اي قرار بالرد يجب ان يتخذ على مستوى متعدد الطرف.