قال مسؤولون كبار في الإدارة الأميركية، إن الرئيس باراك أوباما، يدرس خيار شن هجوم عسكري "محدود المدة والنطاق" على سورية ك"رادع لها". ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية عن المسؤولين، قولهم إن أوباما "يدرس شن ضربة عسكرية ضد سورية ستكون محدودة النطاق والمدة، ومصممة لتكون عقوبة على استخدام سورية للسلاح الكيماوي وكرادع لها، مع إبقاء الولاياتالمتحدة بعيدة عن التدخل العميق في ذلك البلد الذي يشهد حرباً أهلية". وقال أحد المسؤولين الذي رفض الكشف عن اسمه، "إننا ننظر بشكل فعّال في الزوايا القانونية التي من شأنها أن تبلور قراراً" بهذا الشأن. وأضاف أن الخيارات التي يجري النظر فيها ليست جديدة وليست لا متناهية، فإن الاستخدام "لهجمات محدودة" لطالما كانت ضمن الخيارات المقدّمة لأوباما من قبل البنتاغون. وقالت الصحيفة، إن توقيت هذا الهجوم - الذي ربما لن يستغرق أكثر من يومين وتستخدم فيه صواريخ كروز التي تطلق من البحر أو ربما قاذفات قنابل بعيدة المدى، ويستهدف أهدافاً عسكرية لا تتعلق مباشرة بترسانة الأسلحة الكيميائية السورية - "سيعتمد على 3 عوامل، هي اكتمال تقرير استخباراتي يقيّم مدى ضلوع الحكومة السورية في الهجوم الكيماوي المزعوم الأسبوع الماضي، والمشاورات الجارية مع الحلفاء والكونغرس، وتحديد مبرِّر للهجوم تحت ظل القانون الدولي". ونقلت عن رسالة لرئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة، مارتن ديمبسي، وجهها في حزيران/يونيو إلى الكونغرس أن "الأهداف المحتملة تتضمن قوات عالية المستوى تابعة للنظام من الدفاع الجوي، والقوات الجوية، والبرية، والبحرية، والصاروخية إضافة إلى منشآت عسكرية داعمة". وذكرت صحيفة "الغارديان" الثلاثاء أن طائرات وناقلات عسكرية بدأت الوصول إلى قاعدة أكروتيري الجوية البريطانية في قبرص، في ما اعتبرته مؤشراً على تزايد الاستعدادات لتوجيه ضربة عسكرية ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد. ونقلت الصحيفة عن طيارين اثنين يقومان برحلات تجارية منتظمة من لارنكا أنهما "شاهدا طائرات نقل عسكرية من طراز (سي 130) من قمرة القيادة في طائرتيهما، وتشكيلات صغيرة من طائرات مقاتلة على شاشات الرادار يعتقدان أنها آتية من أوروبا". وقالت إن سكاناً يقيمون بالقرب من القاعدة الجوية البريطانية في قبرص، التي تتمتع بالسيادة منذ عام 1960، أكدوا بأن الحركة في قاعدة أكروتيري أصبحت أعلى بكثير من المعتاد في اليومين الماضيين. وأضافت الصحيفة أن وصول الطائرات الحربية إلى قبرص يشير إلى أن الإستعداد المتقدم تم بموجب أوامر من حكومة المملكة المتحدة، مع تصعيد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والرئيس الأميركي باراك أوباما وزعماء أوروبا خطابهم ضد الرئيس الأسد، الذي يتمهونه بشن هجوم الأسلحة الكيميائية في ريف دمشق الأسبوع الماضي والذي أدى إلى مقتل المئات. وأشارت الصحيفة إلى أن حدة المواجهة بين سورية والغرب تصاعدت اثر وقوع مفتشي الأممالمتحدة في سوريا تحت نيران قناصة مع اقترابهم من موقع الهجوم المزعوم بالأسلحة الكيماوية في ريف دمشق.