أكد خبراء اقتصاديون أن 85 في المئة من الأسر السعودية لا تدخر شيئاً، بل تلجأ إلى تسييل مدخرات سابقة أو الاقتراض من المصارف للوفاء بمتطلباتها. وفيما سجلت القروض الشخصية وقروض البطاقات الائتمانية مستوى قياسياً بلغ 300 بليون ريال نهاية 2012، شكك الخبراء الذين تحدثت إليهم «الحياة» في صحة ما تردد عن أن متوسط دخل الفرد السعودي 6800 ريال شهرياً.(للمزيد) وقالوا إنه لا توجد معلومات دقيقة بهذا الشأن من مصلحة الإحصاءات العامة. وذكر الخبير الاقتصادي فضل البوعينين أن «85 في المئة من الأسر السعودية لا تهتم بالادخار، خصوصاً الذين يعتمدون على الراتب الشهري»، وأشار إلى أن كثيرين يقومون في حال زيادة دخولهم باستهلاك تلك الزيادات من دون تحويلها للادخار. وأوضح أن «من أكبر عيوب الاقتصاد السعودي عدم اعتماده على ادخار الأفراد، فالجانب الاستهلاكي يطغى على كل شيء، ما يؤثر في نمو الاقتصاد، ويزيد معدل التضخم بسبب زيادة الاستهلاك». وانتقد الخبير الاقتصادي يوسف الزامل تدني ثقافة الادخار لدى السعوديين، وقال: «تقوم الأسرة بصرف أكثر من دخلها بنسبة 10 في المئة، ما يعني أنها تقوم باستدانة تلك الزيادة شهرياً، أو تسييل مدخرات سابقة». وعزا عدم ادخار غالبية السعوديين إلى ارتفاع الأسعار، وانخفاض الدخول نسبياً، وزيادة كلفة المعيشة، وغياب ثقافة الادخار. وشكك عضو مجلس الشورى السعودي الدكتور فهد بن جمعة في ما أعلنه البنك الدولي أخيراً أن متوسط دخل الفرد في السعودية شهرياً يبلغ 6800 ريال، وقال: «لا توجد إحصاءات دقيقة صادرة عن مصلحة الإحصاءات العامة والمعلومات في هذا الموضوع، وهناك صعوبة في المقارنة بين أصحاب الدخول المرتفعة والمنخفضة، إذ إن الدخل المنخفض يبدأ من 3 آلاف ريال، والمرتفع من 15 ألف ريال، وأخذ متوسط الرقمين لن يكون دقيقاً».