بحث خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مع الرئيس محمود عباس في الملفات الفلسطينية الملحّة، في وقت رفض رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل في القاهرة اجراء انتخابات رئاسية وتشريعية فلسطينية من دون توافق ومصالحة، معرباً عن قلقه من ان تكون اهداف التحرك الاميركي «معادلة مفادها تعليق موقت للاستيطان مدة 9 اشهر في مقابل استئناف المفاوضات والتطبيع». تزامن ذلك مع اقرار رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو بناء 500 وحدة سكنية استيطانية جديدة، وبدء البناء في مستوطنة «مسكيوت» شمال غور الاردن. وعُقدت في جدة أمس قمة سعودية - فلسطينية بين الملك عبدالله وعباس بحثت في آفاق التعاون وسبل دعمها وتعزيزها، كما بحثت في مجمل الأحداث والمستجدات على الساحات العربية والإقليمية والدولية، وتطورات القضية الفلسطينية وملفاتها الملحّة. وأطلع الرئيس الفلسطيني خادم الحرمين على أهم نتائج جولته التي شملت عدداً من الدول العربية والأوروبية، فيما شدد الجانبان على ضرورة وقف الممارسات الإسرائيلية العدوانية ضد الشعب الفلسطيني وتجديد جهود عملية السلام. وفي القاهرة، التقى مشعل رئيس الاستخبارات المصرية الوزير عمر سليمان وبحث معه في موضوع المصالحة الوطنية، موضحاً ان القاهرة ستقدم الى الاطراف الفلسطينية خلال الايام المقبلة ورقة تتضمن مقترحاتها لتسوية الخلافات القائمة. ولفت في مؤتمر صحافي عقب لقائه الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى، الى «الموقف المصري الواضح بضرورة المضي بخيار المصالحة قبل الذهاب الى الانتخابات»، قائلا: «لا يمكن ان تجري الانتخابات الا في ظل توافق وطني» و»من دون استثناء اي جزء من الوطن». وحذر مشعل من ان الحراك الاميركي الراهن يأتي «في سياق خدمة الاجندة الاميركية في المنطقة التي تستهدف ترتيب الاصطفافات في مواجهة ايران بدلا من ان يكون هناك اصطفاف عربي ضد اسرائيل». كما حذر من «الاستعجال العربي في التعامل مع ما هو مطروح اسرائيليا واميركيا، ومن ان تكون محصلة الحراك الاميركي في عهد اوباما معادلة جديدة هي تجميد موقت للاستيطان مدة 9 اشهر واستئناف المفاوضات وتطبيع عربي مع اسرائيل». وقال: «لن نقبل اختزال القضية الفلسطينية في تعليق موقت للاستيطان على اهميته». من جانبه، شدد موسى على توحيد الصف الفلسطيني لمواجهة التحديات الحالية، ودعا الى اغلاق ملف التطبيع في وقت يرفض نتانياهو اتخاذ اي خطوة تجاه عملية السلام، مضيفا ان رد الفعل العربي على قيام دول عربية بالتطبيع مع اسرائيل «سيكون عنيفا». في غضون ذلك، واصل نتانياهو تحديه للادارة الاميركية، وأُعلن امس انه وافق على بناء 500 وحدة سكنية جديدة تستبق اعلان موافقته على «تقليص حجم البناء» الاستيطاني. وستتوزع المساكنالجديدة على منطقة «غلاف القدس» ومستوطنتي «معاليه ادوميم» و»آرييل». وقال وزير النقل، احد ابرز صقور الحكومة، اسرائيل كاتس للاذاعة العام ان نتانياهو سيعلن في الايام القليلة المقبلة بناء مئات المساكن الاضافية في الضفة، كما يعتزم السماح بمواصلة الاستيطان في نحو 12 حيا استيطانيا في القدسالشرقية واستكمال بناء 2500 مسكن لا تزال قيد الانشاء في الضفة. كذلك باشرت اسرائيل ببناء مستوطنة «مسكيوت» الجديدة شمال غور الاردن بحجة توطين مستوطنين تم اجلاءهم من مستوطنة في قطاع غزة عام 2005 في اطار خطة «فك الارتباط» احادي الجانب من القطاع. وابدت اوساط نتانياهو ارتياحها لنجاحه في ما وصفته بصد الضغوط الاميركية لوقف تام للبناء، وفي الوقت نفسه اقرار بناء مساكن جديدة، وذلك في موازاة نجاحه في لجم التمرد ضده داخل حزبه «ليكود» اليمين، وشركائه في الائتلاف الحكومي. وعكست تصريحات وزراء بارزين ارتياح اليمين من اجراءات نتانياهو، وعلى رأسهم النائب الاول لرئيس الحكومة زعيم حركة «شاس» المتشددة ايلي يشاي الذي اعتبر تصرف نتانياهو «معقولا مع الأخذ بعين الاعتبار الاكراهات التي تعرض لها».