رأى البطريرك الماروني بشارة الراعي أن «ما يعيق إنتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية اليوم هي دول الإنتماء والولاء»، التي «بدورها لم تعط بعد كلمة السر». واعتبر أن «هذا كله مناقض تماماً لمفهوم التعاون والصداقة، بحيث وبحسب المبدأ والدستور لا يمكن أي دولة أن تكون لها الأولوية واعتبارها الأولى». ولفت إلى أن «كل الدول لها أولوية واحدة وهي الصداقة، ولبنان هو صديق للكل ومنفتح على الكل لا يدخل بمحاور إقليمية ودولية». وقال الراعي خلال افتتاحه المعرض الماروني للتراث في أستراليا أمس: «إن المادة 49 من الدستور اللبناني نصت أن الرئيس هو رمز وحدة اللبنانيين، من هنا لا يمكننا أن نتكلم عن وطن من دون رئيس». واعتبر أن «نواب الأمة لا يريدون وحدة، إذ لا وحدة من دون رئيس». وقال: «لا يمكننا الصمت، فكما قال البطريرك الحويك، البطريرك رمز وحدة الكنيسة ورمز وحدة لبنان فلا أحد ينكر هذا الواقع علينا، من هنا الصمت علينا حرام»، مضيفاً: «لا يمكننا ولا مرة ولا ساعة أن نقبل على الوطن إلا أن يكون واحداً برئيس ضامن وحدته وبعمود فقري هو الدستور». وأشار إلى أنه «بعدم إنتخابنا رئيساً، يعني نحن ننتهك القسم الرئاسي، وهذه جريمة بحق الوطن». وقال: «الميثاق الوطني، المسلم والمسيحي أقاماه معاً. ولاؤه لا لأي دولة عربية كانت أم أجنبية، لكن ما نعيشه اليوم مغاير تماماً عن الحقيقة». ولفت إلى أن «الذين زارهم في أربيل حمّلوه رسالة عنوانها المحافظة على لبنان وإنتخاب رئيس»، مشيراً إلى أن «على البطريرك أن يقول الحق ولا يقبل أن يغير التاريخ وخصوصاً الميثاقية، ويرفض أي مؤتمر تأسيسي يضرب الكيان اللبناني». وكان الراعي شبّه في احتفال التجمع اللبناني- الاسترالي المسيحي ان من يقطعون رأس الدولة بعدم انتخاب رئيس ب «داعش». وقال بصوت عالٍ: «لا وألف لا لعدم الذهاب إلى المجلس النيابي لانتخاب رئيس». وأضاف: «الفراغ في سدة الرئاسة جريمة تشبه جرائم «داعش» وهذا أمر مرفوض»، وقال: «إذا كان قطع رؤوس البشر مذلة فقطع رأس الدولة عندنا وعدم انتخاب رئيس حتى اليوم مذلة أكبر». وأشار الى ان «لبنان يقوم على اربع دعائم، الميثاق والدستور والعيش المشترك والجيش اللبناني». واعتبر أن «كرامة لبنان فوق الجميع ولا يمكن أحداً مهما كبُر ان يكون اكبر من لبنان». وقال: «أنا لوني لبناني ولا يحسبنني أحد على أي لون سياسي».