تواصلت الردود على الأمين العام ل «حزب الله» السيد حسن نصر الله الذي انتقد قبل ايام الموقف الذي كان اطلقه البطريرك الماورني نصر الله صفير عشية الانتخابات النيابية، وذلك على رغم تولي صفير شخصياً الرد مساء اول من امس. وأكد نائبا «القوات اللبنانية» ستريدا جعجع وإيلي كيروز، في بيان مشترك «الدور المفصلي للبطريركية المارونية في المحطات الأساسية من تاريخ لبنان، وخصوصاً في العقود الثلاثة الاخيرة، حيث كانت العين الساهرة في الحفاظ على سيادة لبنان واستقلاله وعلى وحدته وتنوعه، في مواجهة مختلف أنواع الاحتلالات والوصايات». واكد النائبان «ان البطريرك صفير يمثل اليوم من خلال مواقفه الوطنية الوجدان المسيحي التاريخي الصافي والذي لا يمكن فصله عن الوجدان الوطني اللبناني انطلاقاً من قناعاته المبدئية التي تتخطى المصالح السياسية والحسابات الخاصة». ورفضا «اي تطاول على بكركي وسيدها من قبل أي كان ومهما علا شأنه، لأنه لولا البطريركية المارونية ومواقفها التاريخية في أصعب الظروف لما كان لبنان، ولما بقي لبنان، ولما استعاد استقلاله وحريته، ولما كان يمكن لأحد ان يقول ما يقوله، متخطياً الحد الأدنى من اللياقة ومنتهكاً أصول العيش المشترك والاحترام المتبادل للمقامات والطوائف». واعتبر رئيس كتلة نواب «زحلة في القلب» نقولا فتوش خلال جولة للكتلة على كل من الرئيس امين الجميل ورئيس الهيئة التنفيذية ل «القوات اللبنانية» سمير جعجع، ان انتقادات السيد نصرالله لانتخابات زحلة هي «أظهار حبه لزحلة اذ ذكرها ثماني مرات»، وقال: « أنا لا أرى انتقاداً منه، بل عملية محبة هناك بيت شعر يقول: «لإن ساءني أن نلتني بإساءة فقد سرني أني مررت ببالك». وشدد فتوش بعد لقاء الجميل على «أن تشكيل الحكومة المرتقبة يجب أن يتم على قاعدة الديموقراطية ومراعاة الوفاق، ولكن ليس بمنأى من مفاعيل الواقع على الأرض، ونتائج انتخابات زحلة مثال صارخ»، مؤكداً «ان تشكيل الحكومة الجديدة يجب أن يتم أيضاً على أساس رفض كل الوسائل التي تؤدي الى عرقلة اتخاذ القرارت التي تستوجبها مصلحة البلاد، وأن على هذه الحكومة مهمات كثيرة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، ومن دون وجود انسجام في مجلس الوزراء، وترسيخ مبدأ التضامن الوزاري، يستحيل السير في هذه المهمات وإنهاض البلاد». اما الجميل فأكد ان لائحة زحلة ستبقى «للجميع رسولة محبة بين كل أبناء البقاع». وتجنب متابعة السجال في خصوص كلام السيد نصر الله. وقال فتوش بعد زيارة جعجع :«توقفنا امام نتائج الانتخابات التي ادت الى احتفاظ الاكثرية بأكثريتها والاقلية بوضعها، ما جعل مسألة تشكيل الحكومة الجديدة تفرض نفسها بقوة كي يأخذ هذا التشكيل في الاعتبار والنتائج التي ادت اليها هذه الانتخابات، ما يعني عدم القبول بما يسمى الثلث الضامن او المعطل». وزاد: «الناس سئمت التوتير وملت الضجيج الاعلامي الذي لا يبني وطناً ولا يصنع نهضة الشعب». وعن انتخاب رئيس للمجلس النيابي، اعلن فتوش: «سنذهب الى المجلس انطلاقاً من القانون الدستوري لممارسة حق الانتخاب. اما من سننتخب، فهذا رهن بموقف قوى 14 آذار التي نقرر واياها من اجل الوصول الى الأسلم، فنحن نريد ان تتم انتخابات يرعاها الدستور والقانون، إذ ليس المهم الانتخاب والوقوف غداً في مواقف صعبة وغير مقبولة قانوناً. المهم ليس ان نقوم بعمل بل ان تأتي النتائج مسيرة لحسن العمل». من جهته، استغرب عضو الأمانة العامة لقوى 14 آذار نوفل ضو في بيان، «الصمت المطبق للمرشحين الوسطيين حيال التهجمات التي تستهدف البطريركية المارونية، خصوصاً بعدما كانوا ادعوا عشية الانتخابات وقوفهم خلف البطريرك صفير وتبنيهم مواقفه الوطنية من القضايا المصيرية، ما يكشف حقيقة نياتهم وانتهازيتهم»، مشدداً على «أن المسيحيين عموماً، والموارنة خصوصاً، لن ينتظروا موعد الانتخابات النيابية المقبلة لمحاسبتهم، وإنما سيباشرون بمحاسبتهم اعتباراً من هذه اللحظة على كل موقف يتخذونه أو يحجمون عن اتخاذه».