شدّد «الائتلاف الوطني السوري» المعارض على ضرورة قيام فريق المحققين الدوليين حول استخدام السلاح الكيماوي بزيارة «جميع المواقع، وخصوصاً تلك الواقعة في المناطق المحررة»، في حين قال مسؤول سوري ان حكومته ستتعاون «في شكل كامل» مع الفريق. وتزامن ذلك مع خطف مسؤول طبي كانت له علاقة بنتائج التحقيقات في استخدام «الكيماوي» في خان العسل في حلب شمال البلاد. وكان فريق من خبراء الأسلحة الكيماوية التابعين للأمم المتحدة يضم عشرة اشخاص بقيادة السويدي آكي سيلستروم، بدأ امس مهمته للتحقيق في مزاعم باستعمال السلاح الكيماوي في ثلاثة مواقع في سورية، بينها في بلدة خان العسل الخاضعة لسيطرة المعارضة. ومن المقرر ان يبقى الوفد في سورية «مدة 14 يوما يمكن تمديدها بموافقة متبادلة» بحسب الاممالمتحدة. وتبادل النظام والمعارضة الاتهامات باستخدام «الكيماوي» في خان العسل في آذار (مارس) الماضي، ما أدى الى مقتل نحو ثلاثين شخصاً. وسيزور الوفد بلدة الطيبة في ريف دمشق ومدينة حمص وسط البلاد. وكانت الاممالمتحدة اعلنت ان فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة ابلغتها بأن قوات النظام نفذت 13 هجوماً بالسلاح الكيماوي، في حين أبلغت موسكو الداعمة للنظام الاممالمتحدة بأنها أجرت تحقيقاً كشف استخدام المعارضة المسلحة لغاز «سارين» في خان العسل. وأعلن «الائتلاف» في بيان انه «يرحب» بوصول لجنة التحقيق «ويجدد التزامه والتزام قيادة أركان الجيش السوري الحر بتسهيل عمل اللجنة والتعاون معها إلى أوسع نطاق وعلى مختلف المستويات»، مشدداً على ضرورة قيام اللجنة بزيارة جميع المواقع التي تم استهدافها «خصوصاً الأماكن الواقعة في المناطق المحررة، ذلك ان زيارة الأماكن الواقعة تحت سيطرة النظام أو التي أعاد النظام السيطرة عليها لن يكون كافياً». واوضح انه «رغم ثقة الائتلاف بمهنية وحيادية اللجنة إلا أنه، ومع تصريحات مسؤولي النظام المتكررة والتي تؤكد أن قيوداً ستفرض على تحركات اللجنة وتحديد الأماكن التي ستزورها، إضافة إلى ما يعرف عن نظام (الرئيس بشار) الأسد من تلاعب وعبث بالأدلة وتحايل وتسويف وعرقلة في مثل هذه المسائل، يجد من الصعوبة بمكان وصول هذه اللجنة إلى نتائج حقيقية حاسمة وسليمة». واشار التكتل المعارض الى ان التقارير الأولية جميعها وشهادات المواطنين السوريين والمواقف الرسمية لكل من تركيا وفرنسا وبريطانيا وأميركا «تشير إلى تورط النظام باستخدام السلاح الكيماوي في أماكن عدة ومناسبات عدة وبأسلوب ممنهج ومدروس». من جهته، قال نائب وزير الخارجية فيصل المقداد لوكالة «اسوشييتد برس» إن دمشق «ستتعاون في شكل كامل مع الفريق الدولي، وستقدم له كل المعلومات التي بحوزتها وكل التسهيلات للوصول إلى نتائج منطقية». وأضاف: «هدفنا الرئيسي هو أن يصل هذا الفريق إلى الحقائق على الأرض، خصوصاً ما حصل في خان العسل، لأنه ليست لدينا كحكومة معلومات عن أماكن أخرى استخدم الإرهابيون أسلحة كيماوية فيها»، مكررا أن الحكومة السورية «لن تستخدم أبداً أسلحة كيماوية ضد شعبها». الى ذلك، قالت مواقع الكترونية سورية ان مسلحين خطفوا رئيس الطبابة الشرعية في حلب الدكتور عبدالتواب شحرور من أمام منزله في منطقة الأكرمية الخاضعة لسيطرة النظام، مساء يوم الجمعة الماضي. واشارت مصادر موالية للنظام الى ان السلطات بدأت التحقيق في خطف شحرور الذي يعتبر «من أبرز المطلعين على نتائج استخدام السلاح الكيماوي» في خان العسل.