قالت لجنة الاستخبارات في البرلمان البريطاني امس إن المتطرفين الإسلاميين الذين يقاتلون في سورية يشكلون أكثر التهديدات المقلقة بالنسبة لبريطانيا وحلفائها بخاصة إذا ما حصلوا على أسلحة كيماوية، في وقت اعتبر «الائتلاف الوطني السوري» المعارض اتهامات موسكو للمعارضة باستخدام «الكيماوي» بأنها «شهادات زور»، ودعا فريقاً من الأممالمتحدة إلى زيارة «المناطق المحررة». وقالت اللجنة البرلمانية في تقريرها السنوي إن «عواقب حصول المتطرفين المرتبطين بتنظيم القاعدة على مخزونات نظام الرئيس بشار الأسد من غاز سارين وغاز الأعصاب (في أكس) ومادة ريسين وغاز الخردل، ستكون كارثية». ودعت اللجنة التي تشرف على عمل أجهزة الاستخبارات البريطانية، الحكومة إلى تسريع جهود معالجة تهديدات الهجمات المعلوماتية «المقلقة». وجاء في التقرير أن «عناصر القاعدة والجهاديين المنفردين في سورية يمثلون حالياً أكبر تهديد إرهابي جديد على المملكة المتحدة والغرب». وتحدث عن تحذير من رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية «إم أي 6» جون ساويرز عن خطر «الانتشار المقلق للغاية (للأسلحة الكيماوية) في حال سقوط النظام» السوري. وخلص التقرير إلى أن «هناك خطراً كبيراً في أن تقع مخزونات الأسلحة الكيماوية في البلاد في أيدي أشخاص مرتبطين بالإرهاب في سورية وفي أماكن أخرى من المنطقة»، مضيفاً: «إذا حصل ذلك فإن العواقب يمكن أن تكون كارثية». وكانت موسكو اتهمت المعارضة باستخدام غاز «سارين» في بلدة خان العسل قرب حلب في شمال البلاد، في وقت دعت الحكومة السورية رئيس فريق الأممالمتحدة للتحقيق في الأسلحة الكيماوية آكي سيلستروم إلى زيارة دمشق لمناقشة الاتهامات المتعلقة باستخدام جيشها أسلحة كيماوية محظورة، لكنها قالت إنها لن تقدم تنازلات في شأن دخول فريق التفتيش. في المقابل، وجه «الائتلاف» دعوة إلى سيلستروم لدخول «المناطق المحررة، وتفقد الأماكن التي تعرضت للقصف باستخدام أسلحة كيماوية محرمة دولياً، واعداً بتقديم كل الدعم وتوفير الاحتياجات الضرورية لإجراء تحقيق حيادي واحترافي ومتكامل، مع ضمان دخول آمن لمعاينة المواقع كافة وأخذ العينات وإجراء التحقيق على أرض الواقع تمهيداً لمحاكمة المسؤولين عن هذه الجريمة وبقية الجرائم التي طاولت الشعب السوري». وأضاف في بيان: «لا بد لبيان الحقيقة كاملة من إجبار نظام الأسد على الرضوخ للإرادة الدولية وقبول دخول اللجنة للتحقيق في كل المزاعم المتعلقة باستخدام أسلحة محرمة دولياً». واعتبر «الائتلاف» اتهامات موسكو للمعارضة باستخدام السلاح الكيماوي «شهادات زور لا يكاد يختلف موقف الشاهد فيها عن موقف الشريك في الجرم»، قائلاً: «هكذا، ينظر الشعب السوري إلى الطرف الروسي الداعم لنظام الاستبداد بالمال والسلاح والعتاد، واليوم بشهادات تحاول تسويق النظام وتبرير جرائمه وتحويل الضحايا إلى متهمين».