أعلن الأسرى الإداريون في سجون الاحتلال الإسرائيلي البدء بسلسلة من الخطوات الاحتجاجية ضد سياسة الاعتقال الإداري اعتباراً من بداية أيلول (سبتمبر) المقبل ستتطور إلى إضراب مفتوح عن الطعام مطلع تشرين الأول (أكتوبر) المقبل. وقال مدير مركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان فؤاد الخفش إن الأسرى درسوا الموقف بشكل تام، وأن أشهراً طويلة سبقت هذا القرار من الإعداد والمناقشة حتى تبلورت الأمور وتوصل الأسرى في سجني عوفر والنقب إلى هذا القرار. وذكر الخفش في بيان أن الأسرى ضاقوا ذرعاً بهذا السيف المسلط على رقابهم، وأن عدم تحديد سقف لاعتقالهم وسياسة الباب الدوار المتبعة مع الأسرى المحررين الذين يعاد اعتقالهم بعد تحررهم وتحويلهم إلى الاعتقال الإداري هو السبب وراء هذه الخطوات وهذا القرار. وطالب الأسرى في البيان بدعم وتأييد إعلامي وشعبي مساند لمطالبهم ولخطواتهم من أجل أن تتكلل بالنجاح، وللعمل على إنهاء معاناتهم مع ما يسمى الملف السري. يذكر أن نحو 180 معتقلاً إدارياً في سجون الاحتلال، غالبيتهم في سجن «النقب» الصحراوي حيث العدد الأكبر، ويليه سجن «عوفر»، وهناك أسرى متفرقون في عدد من السجون كسجن «مجدو». إلى ذلك، قال وزير شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع إن الأسير عماد عبد العزيز البطران من الخليل، والمضرب عن الطعام منذ 44 يوماً، يعاني وضعاً صحياً خطيراً. وأضاف في بيان امس، أن الأسير البطران يقبع في مستشفى إسرائيلي وأصبح وضعه مقلقاً للغاية بعد أن بدأ إضرابه عن الطعام في 7 أيار (مايو) الماضي، ويعاني من انسداد في الشرايين، ويمكن أن يتوقف قلبه في أي لحظة ويتعرض إلى موت مفاجئ. وأشار إلى أن أعراضاً خطيرة طرأت على وضع البطران الذي هبط وزنه من 81 كيلوغرماً إلى 61 كيلوغراماً وبدأ يدخل في حالات من الغيبوبة، ويعاني من آلام شديدة في المفاصل والرأس والتهابات في العينين. وتحدث عن «جريمة حرب» ترتكبها حكومة إسرائيل بحق الأسرى المضربين إدارياً بسبب عدم تجاوبها مع مطالبهم، مطالباً بالتدخل العاجل لإنقاذ حياتهم قبل فوات الأوان. وقال إن «الحال الصحية للأسير المضرب أيمن حمدان من سكان بيت لحم سيئة جداً وتتدهور بشكل متسارع، ويعاني من انسداد في الشرايين وإصابة في الكبد وإرهاق ووجع رأس وحالات من الدوخة وهبوط في الضغط والنبض وخدران في الأرجل. وأضاف أن حمدان الذي يقبع في مستشفى إسرائيلي هو أقدم الأسرى المضربين عن الطعام منذ 28 نيسان (ابريل) الماضي، وهبط وزنه من 88 كيلوغراماً إلى 65 كيلوغراماً. ولفت إلى أن الأسيرين حمدان والبطران مقيدان بالسلاسل في سرير المستشفى، ولا يسمح لهما بقضاء الحاجة إلا بإذن السجانين الذين يحرسونهما 24 ساعة، وعرضت عليهما صفقة شفوية لإنهاء إضرابهما تتمثل بعدم تجديد اعتقالهما الإداري، إلا أنهما طالبا بضمانات قانونية وبحضور المحامي. في سياق متصل، أفادت محامية وزارة الأسرى حنان الخطيب أن الوضع الصحي للأسيرين عادل حريبات وأيمن طبيش من سكان دورا الخليل، والمضربين عن الطعام منذ 13 أيار (مايو) الماضي، في تدهور مستمر بسبب مقاطعتهما الفحوص الطبية وامتناعهما عن أخذ المدعمات. وقالت إن «الأسير حريبات يعاني من هبوط حاد في البوتاسيوم ونسبة الأملاح، ما يسبب خطورة على حياته وخلل في نبضات القلب ويؤدي إلى وفاته»، مضيفة أن وضع كبده أصبح خطيراً، وتعرض إلى نزيف ونوبات إغماء وفقد من وزنه 20 كيلوغراماً، ودخل في مرحلة حرجة صحياً. وأوضحت أن الأسير طبيش، يعاني من أزمة في التنفس وآلام في الظهر، وفقد من وزنه 20 كيلوغراماً، ويعاني من أوجاع ونوبات إغماء. وأفاد الأسير حريبات أنه وزميله طبيش يقاطعان الفحوص الطبية وأخذ الفيتامينات والمدعمات احتجاجاً على اعتقالهما الإداري، وللضغط على إدارة السجون للاستجابة لمطالبهما، موضحاً أنهما لن يتوقفا عن الإضراب «فإما الاستشهاد أو الحرية». وأعرب الصليب الأحمر امس عن « قلقه العميق» إزاء تدهور الحال الصحية للأسرى السبعة المضربين عن الطعام منذ فترات طويلة. وقالت في بيان انها «تعرب عن قلقها بشكل خاص إزاء الوضع الصحي للمحتجز عماد عبد العزيز البطران». وقال رئيس بعثة اللجنة الدولية في إسرائيل والأراضي الفلسطينية خوان شايرر: «حياة المضرب عن الطعام عماد البطران في خطر محدق ما لم تجد سلطات الاحتجاز حلاًّ فورياً، ويجب أن يراعي أي حل يتم اتخاذه القرارات التي اعتمدتها الطبية العالمية». وتنص هذه القرارات على حق المحتجزين في الاختيار بحرية إن كانوا يوافقون على التغذية أو على تلقي العلاج الطبي، وضمان احترام خيارهم. في غضون ذلك، سلمت سلطات الاحتلال الأسير المقدسي المحرر علاء علي قراراً يقضي بمنعه من دخول الضفة الغربية لمدة 6 أشهر بدعوى «الحفاظ على أمن الدولة». وأوضح علي أن القرار موقع من قائد قوات الجيش الإسرائيلي نيصان ألون، وجاء فيه: «بعد أن اقتنعت بأنه يوجد شك ملموس، وحفاظاً على أمن الدولة ... وهذا الأمر إجباري للحفاظ على أمن المنطقة وسلامة المواطنين، آمر بهذا: علاء إسماعيل محمد علي، بمنعه من الدخول إلى منطقة يهودا والسامرة وعدم الوجود فيها، ما عدا بأمر مني أو أمر من قبلي». يذكر أن علي أفرج عنه قبل 3 اشهر بعد قضائه 12 عاماً في سجون الاحتلال.