دعا سفراء الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية اليوم السبت جميع الأطراف السياسية اليمنية، الى "سرعة تشكيل الحكومة الجديدة وفقاً لما نص عليه اتفاق السلم والشراكة". وقال السفراء في بيان صحافي إن "اليمن بحاجة إلى حكومة فعالة لتوفير الأمن والإدارة الاقتصادية المستقرة والإدارة الوطنية السليمة للمواطنين، بالإضافة إلى تقديم الخدمات الاجتماعية". ودعا البيان جماعة "أنصار الله" الحوثية الى "التوقف عن العمليات العسكرية المستمرة التي تهدف منها الى السيطرة على المناطق المختلفة والاستيلاء على المعدات العسكرية الحكومية". وجدد البيان ادانة الدول العشر للأنشطة الإرهابية لتنظيم "القاعدة"، مبدياً "قلق تلك الدول من أن يؤدي القتال بين الحوثيين وتنظيم القاعدة إلى مخاطر قد تجر اليمن إلى صراع أكبر". الى ذلك، تأجل التوقيع على اتفاق تشكيل حكومة التكنوقراط في اليمن إلى المساء، في حين قتل ثلاثة أشخاص ليلاً في مواجهات بين المتمردين الحوثيين وحراس مقر "حزب الإصلاح الاسلامي" في إب جنوب غرب اليمن. وكان يفترض أن توقع الأحزاب اليمنية السبت على اتفاق لتفويض رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء بتشكيل حكومة كفاءات، شرط أن تكون كل الأحزاب ملتزمة بدعمها وعدم معارضتها، وفق الاتفاق الذي رعاه المبعوث الأممي الى اليمن جمال بن عمر. وأفادت مصادر مشاركة في اللقاء، بأن بن عمر وممثلي الأحزاب حضروا للتوقيع، في حين تغيب حزب "المؤتمر الشعبي" العام الذي ينتمي إليه الرئيس السابق علي عبدالله صالح. وقالت المصادر إن "المؤتمر الشعبي العام طلب إرجاء التوقيع على اتفاق تشكيل حكومة كفاءات إلى المساء". وأكد مصدر أمني لوكالة "فرانس برس"، أن "اثنين من حراس مكتب الإصلاح في إب قتلا وجرح آخرون ليلاً في هجوم بالرشاشات وقذائف مضادة للدروع (آر بي جي) أطلقها الحوثيون". وأوضح مصدر أمني آخر أن "مدنياً قتل في مواجهات تلت الهجوم"، موضحاً أن "المهاجمين استولوا بعد ذلك على مقر حزب الإصلاح الذي قاموا بنهبه قبل تفجيره صباح السبت". واستفاد المتمردون من عدم الاستقرار في اليمن منذ انتفاضة 2011 ضد الرئيس السابق علي عبد الله صالح، للسيطرة في 21 أيلول (سبتمبر) على صنعاء بعد شهر من التصعيد في الشارع، ووقعوا في اليوم نفسه اتفاقاً للسلام ينص على تشكيل حكومة جديدة. وبعد صنعاء، وسع الحوثيون انتشارهم نحو مدينة الحديدة الاستراتيجية على البحر الأحمر، ونحو إب والبيضاء في وسط اليمن، فيما يؤكد خصومهم أنهم يحاولون التمدد نحو المحافظاتالجنوبية. وعلى الرغم من تكليف رئيس للوزراء، إلا أن الحكومة التي يفترض أن تمثل سائر الاطراف لم تشكل بعد. وأمهل زعيم قبلي من الحوثيين في اليمن أمس الجمعة الرئيس عبد ربه منصور هادي، "عشرة ايام لتشكيل الحكومة"، محذراً من أنه سيتم تشكيل "مجلس إنقاذ وطني" في حال لم يقم بذلك. والتحذير للرئيس اليمني أطلق خلال تجمع موسع لشيوخ القبائل عقد بدعوة من زعيم "انصار الله" عبد الملك الحوثي وشارك فيه مناصروه وزعماء قبائل حليفة وقريبة من صالح، كما قال مشاركون. ورداً على هذا الإنذار، تظاهر مئات المثقفين والناشطين اليوم السبت في وسط صنعاء للمطالبة برحيل الحوثيين من العاصمة، كما ذكر مراسل لوكالة "فرانس برس". وفي بيان بعنوان "لا للمليشيات .. لا للإرهاب .. نعم للدولة"، طالب المتظاهرون "بسرعة تشكيل حكومة كفاءات لإنقاذ البلاد من أي سيناريو انقلاب وشيك للمليشيات المسلحة" و"برحيل مليشيات الحوثي من شوارع العاصمة صنعاء وأحيائها وبقية محافظات وسط البلاد وغربها وشمالها" و"عودة مؤسستي الجيش والأمن لحفظ الأمن والاستقرار ومحاربة جماعات العنف والإرهاب". ودان البيان "تواطؤ مؤسسة الرئاسة وتخاذل الأحزاب حيال انهيار الوضع السياسي والأمني في أنحاء الجمهورية"، ودعا إلى "إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية ليقرر الشعب حاكمه وحكومته في حال تعذر تشكل حكومة جديدة".