استمرت المعارك اليوم الأحد بين المتمردين الحوثيين من "أنصار الله" ومقاتلين سنة مدعومين من الجيش بالرغم من إتفاق ل"حل الأزمة" أعلنه مبعوث الأممالمتحدة الى اليمن جمال بن عمر ليل أمس السبت. وسمع دوي القصف وإطلاق النار الآتي من شمال صنعاء في بقية أرجاء العاصمة اليمنية وفق مراسل وكالة "فرانس برس". ولم تتوقف المعارك خلال الليل بالرغم من حظر تجول ليلي فرضته السلطات في أربعة أحياء شمال صنعاء تشهد معارك دامية منذ الخميس، تركزت حول حرم "جامعة الإيمان" معقل السلفيين في "حزب الإصلاح الإسلامي" والذي يسعى الحوثيون للسيطرة عليه بحسب مصادر مختلفة. وأعلن بن عمر في وقت متأخر من مساء أمس السبت، إتفاقاً ل"حل الأزمة" في اليمن بعد أن التقى زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي في معقله في صعدة في شمال اليمن. وقال المبعوث الأممي في بيان إنه "بعد مشاورات مكثفة مع جميع الأطراف السياسية بما فيها أنصار الله (الحوثيون)، تمّ التوصل الى إتفاق لحل الأزمة الحالية في اليمن (...) والتحضير جار لترتيبات التوقيع" على الإتفاق. وأوضح أن "الإتفاق سيشكل وثيقة وطنية تدفع بمسيرة التغيير السلمي، وترسّخ مبدأ الشراكة الوطنية والأمن والإستقرار في البلاد". وعاد مبعوث الأممالمتحدة جمال بن عمر مساء الجمعة من صعدة الى صنعاء بعد ثلاثة أيام من المفاوضات مع الحوثي. ولجأت السلطات الى حظر التجول إثر اشتداد المعارك بين متمردي جماعة "أنصار الله" ومسلحي "حزب الإصلاح" والتي أوقعت عشرات القتلى منذ الخميس من الجانبين بالإضافة الى 22 مدنياً على الأقل. وأدت أعمال العنف أيضاً الى تعليق الرحلات الجوية الدولية في مطار صنعاء وإغلاق المدارس وأكبر أسواق العاصمة والى شبه شلل في صنعاء. وخلال الأيام العشرة الأخيرة، أعلنت السلطات اليمنية عن التوصل إلى اتفاقين للخروج من الأزمة لكنّهما ظلاّ حبراً على ورق. وغرق اليمن في أزمة منذ رحيل الرئيس السابق علي عبد الله صالح في شباط (فبراير) 2012 بعد 11 شهراً من الإحتجاجات ضد نظامه. واليمن البلد الفقير في شبه الجزيرة العربية، يواجه أيضاً تمرداً إنفصالياً في الجنوب وأعمال عنف يقف وراءها تنظيم "القاعدة".