أشاد «الائتلاف الوطني السوري المعارض» أمس بالتقدم الذي أحرزه مقاتلو «الجيش السوري الحر» في منطقة الحويقة بمحافظة دير الزور، وقال إنه جاء نتيجة عملية مخطط لها منذ فترة، في وقت استمرت المواجهات العنيفة أمس في أنحاء متفرقة من سورية، وحصد قصف قوات النظام بالطيران والمدفعية المزيد من الضحايا، وتركز على مناطق في دير الزور وفي العاصمة دمشق ومحافظتي حلب واللاذقية في محاولات مستميتة لوقف تقدم مقاتلي المعارضة. وحيا «الائتلاف» في بيان «رجال الجيش السوري الحر في دير الزور وإخوانهم على كافة الجبهات، وعبر عن افتخاره بإنجازاتهم في صد عدوان الأسد على السوريين، وبطولاتهم في تحرير أرض سورية، مؤكداً أن النصر سيكون حليفاً للحق مهما كان الطريق صعباً». وأضاف البيان: «أتى العيد في دير الزور هذا العام تماماً كما خطط له أبطال الجيش الحر الذين نفذوا صباح السبت عملية نوعية بعد دراسة استراتيجية عميقة تم التخطيط لها من قبل الكتائب العاملة في المدينة، وتمكن الجيش الحر على إثرها من تحرير حي الحَويقة الاستراتيجي بما فيه فرع حزب البعث ومبنى الخدمات ومبنى المحافظ، وهي نقاط حصينة كانت قوات النظام وميليشياته تتمركز فيها قبل أن يتمكن أبطال الجيش الحر من تحريرها». وأضاف البيان: «يمثل حي الحويقة جزيرة كبيرة في نهر الفرات ظلت أجزاء واسعة منها منيعة منذ بدء الثورة، وعلى رغم القصف الجوي وعلى رغم وابل من الصواريخ أطلقتها راجمات النظام ومدافعه، تمكن الجيش الحر من إنجاز خطته وتحرير الحي، وأتى ذلك بالتوازي مع قيامه بضرب معاقل قوات النظام وحواجزه في بعض شوارع حي الجبيلة والصناعة». وختم بالقول: «وإذ يؤكد الائتلاف أن معارك التحرير مستمرة لتشمل جميع أرجاء سورية، وحرصه على حماية المدنيين في جميع الأوقات، فإنه يدعو المدنيين إلى الابتعاد عن أماكن الاشتباكات واللجوء إلى أماكن آمنة حرصاً على سلامتهم، مذكراً سائر الكتائب بأن سلامة المدنيين تمثل الأولوية القصوى للجيش الحر». وكان «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أشار أمس إلى أن الطيران الحربي شن ثلاث غارات على مناطق في دير الزور، في وقت دارت اشتباكات في حيي الحويقة والموظفين، وتعرض حي الجبيلة لقصف القوات النظامية، بالتزامن مع اشتباكات بين مقاتلي المعارضة والقوات النظامية المحاصرة في مبنى التأمينات بحي الحويقة. كذلك تعرضت مناطق في مدينة دير الزور لقصف مدفعي من القوات النظامية، وسط اشتباكات في حي الصناعة، قتل فيها ما لا يقل عن ستة جنود نظاميين، في حين سقط سبعة معارضين بينهم ستة في اشتباكات مع القوات النظامية على أطراف مطار دير الزور العسكري. وذكر «المرصد» أن حي القابون في دمشق تعرض لقصف عنيف من القوات النظامية، كما استهدف القصف مناطق في مخيم اليرموك، من دون ورود معلومات عن خسائر بشرية. وفي محافظة حلب، قال المرصد إن اشتباكات دارت بين الكتائب المقاتلة والقوات النظامية في حي الراشدين وبالقرب من دوار السلام في حلب الجديدة، بعد منتصف ليل السبت - الأحد، وتعرضت قرية بنان بالريف الجنوبي للقصف المدفعي أيضاً. وفي محافظة حمص، شن الطيران الحربي غارات عدة على حيي جورة الشياح والقرابيص بمدينة حمص ولم تتوافر معلومات عن الخسائر البشرية. كذلك نفذ الطيران الحربي غارة على مناطق في بلدة الغنطو، من دون أنباء عن ضحايا. كما قتل مواطنان أحدهما مقاتل من مدينة الحصن، قضى جراء إصابته بشظايا قذيفة مدفعية في قلعة الحصن، بينما الآخر من بلدة مهين وقضى تحت التعذيب بعد اعتقاله على يد القوات النظامية قبل خمسة أشهر على حاجز القطيفة بمدينة دمشق. وجددت القوات النظامية قصفها على مناطق في مدينة الرستن. وفي محافظة إدلب، جددت القوات النظامية قصفها بعد منتصف ليل السبت - الأحد على مناطق في بلدة معرة مصرين، من دون أنباء عن خسائر بشرية، بينما حلقت الطائرات الحربية في سماء قرى منطقة جبل الزاوية، من دون أن تقصفها. وفي اللاذقية، تتعرض مناطق في بلدة سلمى وجبل الأكراد، لقصف من القوات النظامية، ولم ترد أنباء عن خسائر بشرية، في حين تعرضت قرية أبو حنايا في الريف الشرقي لمدينة حماة لقصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة. وفي محافظة درعا، تعرض الحي الشرقي من مدينة بصرى الشام لقصف القوات النظامية، وسط اشتباكات بين الكتائب المقاتلة والقوات النظامية في منطقة القلعة والفندق، بينما سقط رجلان أحدهما من الشيخ سعد، قضى تحت التعذيب، بعد اعتقاله على يد القوات النظامية، بينما الآخر من مدينة طفس، وقضى جراء إصابته في قصف للقوات النظامية على مناطق في طفس. من جهة ثانية، استمرت الاشتباكات بين مقاتلي «وحدات حماية الشعب» الكردية من جانب ومقاتلي «الدولة الإسلامية في العراق والشام» و «جبهة النصرة» من جانب آخر، في قرى قورديني ودوغرمان وزورمخار وقنايا بالريف الغربي لمدينة كوباني، وتوفي مواطن في قرية بازيهر، بريف دارة عزة، في ظروف مجهولة. وفي محافظة الحسكة، توفي عنصر من قوة «الأسايش» الكردية التابعة ل «حركة المجتمع الديموقراطي»، متأثراً بجروح أصيب بها أواخر تموز (يوليو) المنصرم، جراء انفجار دراجة مفخخة على حاجز للقوة في حي المفتي بمدينة الحسكة. كذلك قتل مواطنان في مدينة القامشلي، أحدهما رئيس «جمعية الأوقاف والأقليات الدينية»، والآخر عضو إدارة الجمعية ذاتها، وعثر على جثتيهما أمس في منزل الأول، وعليها آثار طلق ناري في الصدر والرأس، عقب اختفائهما قبل يومين.