انضمت دول غربية عدة الى الولاياتالمتحدة امس، في التحذير من اعتداءات ارهابية محتملة تستهدف بعثاتها الديبلوماسية ورعاياها، فيما شددت الاجراءات الامنية في محيط السفارات الاميركية وأخرى غربية، في الشرق الاوسط وشمال افريقيا. أتى ذلك، غداة اصدار الشرطة الدولية (انتربول) تحذيراً امنياً شاملاً، فيما قال رئيس الاركان الاميركي الجنرال مارتين ديمبسي ان خطر الاعتداء «يشمل المصالح الغربية وليس فقط الاميركية». وانضمت فرنسا والمانيا وبريطانيا، الى الولاياتالمتحدة في خطوة اغلاق سفارتها في اليمن امس، فيما قررت كندا من جهتها كتدبير وقائي، اغلاق ممثليتها الديبلوماسية في العاصمة البنغلادشية دكا. وغداة الاغلاق الموقت للسفارات الاميركية في دول عربية عدة وكذلك في اسرائيل وافغانستان وبنغلادش، عقد اجتماع على اعلى مستوى السبت في البيت الابيض كرس لبحث تهديدات «القاعدة» الارهابية. وترأست هذا الاجتماع مستشارة الامن القومي سوزان رايس في حضور وزراء الخارجية جون كيري والدفاع تشاك هيغل والامن الداخلي جانيت نابوليتانو. كما شارك فيه ايضاً مديرو وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي اي) جون برينان ومكتب التحقيقات الفيديرالي (أف بي آي) روبرت مولر ووكالة الامن القومي (ان اس اي) الجنرال كيث الكسندر، اضافة الى السفيرة الاميركية في الاممالمتحدة سامنثا باور. وأعلنت وزارة الخارجية الاميركية اغلاق سفاراتها في 22 بلداً امس، وهو يوم عمل في معظم البلدان الاسلامية. وقبل ذلك، أصدرت الخارجية الاميركية تنبيهاً حذرت فيه جميع رعاياها في العالم من خطر وقوع اعتداءات «لا سيما في الشرق الاوسط وشمال افريقيا» وشددت واشنطن ايضاً على «شبه الجزيرة العربية». الانتربول وأطلقت منظمة الانتربول السبت تحذيراً امنياً شاملاً دعت فيه كل الدول الاعضاء في منظمة التعاون الشرطية الى توخي اقصى درجات الحيطة لمواجهة تهديد «القاعدة». وربطت المنظمة الدولية التي يقع مقرها في ليون وسط فرنسا تحذيرها ب «سلسلة عمليات فرار من السجون في تسعة بلدان اعضاء بينها العراق وليبيا وباكستان». وتابع البيان ان «الانتربول» الذي «تشتبه بتورط القاعدة في عدد كبير من العمليات التي ادت الى فرار مئات الارهابيين والمجرمين، تطلب المساعدة من البلدان الاعضاء ال 190 لتحديد ما اذا كانت هذه الاحداث الاخيرة منسقة او مترابطة». وذكرت هذه المنظمة ان شهر آب (اغسطس) الجاري، شهد العديد «من الهجمات الارهابية العنيفة» في الهند وروسيا واندونيسيا. وتابعت ان «هذا الاسبوع يتزامن ايضاً مع الذكرى ال15 للاعتداء على السفارتين الاميركيتين في نيروبي بكينيا ودار السلام بتنزانيا، ما ادى الى مقتل 200 شخص غالبيتهم من الافارقة اضافة الى نحو اربعة آلاف جريح». ووقع في السابع من آب (اغسطس) 1998 في نيروبي وفي دار السلام اعتداءان بفارق عشر دقائق بينهما واستهدفا السفارتين الاميركيتين. وذكر الانتربول بأن واشنطن وزعت ايضاً تحذيراً اثر ورود معلومات اعتبرت «ذات صدقية» تفيد بأن «القاعدة» ومنظمات مرتبطة بها ستواصل القيام باعتداءات ارهابية خلال آب، خصوصاً في الشرق الاوسط وشمال افريقيا. اليمن وأعلنت ثلاث دول كبرى في الاتحاد الاوروبي هي بريطانيا والمانيا وفرنسا بفارق ساعات قليلة اقفال سفاراتها يومي (امس) الاحد والاثنين في صنعاء. وأوضح الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ان اقفال سفارة فرنسا قد يستغرق «اياماً عدة». وقال: «تبلغنا بصورة مباشرة وغير مباشرة بتهديدات تتعلق بمنشآتنا في الخارج وحتى رعايانا، وهي تهديدات صادرة عن القاعدة». وطلب هولاند من الرعايا الفرنسيين المقدر عددهم بنحو ستمئة في اليمن «اتخاذ اقصى درجات الحيطة والحذر في تنقلاتهم على الاراضي» اليمنية. واتخذت قوات الامن اليمنية امس، تدابير مشددة في محيط سفارات الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا والمانيا. وانتشرت القوات الخاصة مدعومة بالمدرعات امام السفارات الاربع اضافة الى السفارات الغربية الاخرى. وقال احد عناصر القوات الخاصة اليمنية: «نحن اصلاً في حالة تأهب لكننا عززنا وضع الاستعداد». وذكر شهود في صنعاء ان قوات الامن تجري عمليات تفتيش على السيارات، لا سيما تلك التي تسلك الطرقات المؤدية الى السفارات الغربية، وذلك بعد ان نشرت السلطات منذ مطلع الاسبوع الماضي نقاط تفتيش تابعة للجيش ولقوات الامن على الطرقات الرئيسية في المدينة. وكانت اللجنة الامنية العليا في اليمن اقرت نشر نقاط التفتيش في صنعاء وكذلك في المدن اليمنية الكبرى منذ مطلع الاسبوع الماضي. وذكر مسؤول امني ان هذه التدابير تأتي بسبب مخاوف «من اختلالات امنية في الايام العشر الاواخر» من شهر رمضان. يذكر ان إغلاق السفارات الأميركية شمل امس، كلاً من افغانستان والجزائر والبحرين وبنغلادش وجيبوتي ومصر والعراق والاردن والكويت وليبيا وموريتانيا وعمان وقطر والسعودية والسودان والإمارات العربية المتحدة، اضافة الى مصر واليمن.