فوجئت بمقال للكاتبة السورية هيفاء بيطار بعنوان «خوف سوري مزدوج من النظام ومن المعارضة» («الحياة»، 28 تموز/ يوليو 2013) تُحوِّر فيه كلاماً كتبتُه الشهر الفائت على صفحتي، متجاوزةً ليس الآداب المهنية فحسب، بل الأخلاق المهنية أيضاً. تقول هيفاء بيطار عني من دون أن تُسمّيني: «كيف يمكن شاعراً وصحافياً في الوقت ذاته، ومعارضاً شرساً لجأ إلى أميركا وأنشأ موقعاً على «فايسبوك» وغيره من مواقع التواصل الاجتماعي، موقعاً لبث السموم وتخوين فلان وعلان، كيف يمكنه أن ينشر صورة أم ثكلى مات ابنها في معركة القصير ويقول بالحرف الواحد: هذه ليست أماً بل حيوانة، لأنها أرضعت ابنها حليب الإرهاب، ولأنها دفعته ليحارب مع النظام ضد المعارضة الثورية. مهما كان رأي الشاعر إياه، كيف بإمكانه أن يشمت ويتلذذ بمصاب أم ثكلى ويقول عنها حيوانة... إلخ، ومن يجرؤ وينتقده يخوِّنه للتو ويصفه بأقبح الصفات»!! وسأختصر ردّي على ما قالته هيفاء بيطار في هذه النقاط الخمس: أولاً، الصورة التي نشرتُها وعلَّقتُ عليها هي صورة والدة أحد مقاتلي «حزب الله» الذين قُتلوا في القصير (مأخوذة عن وكالة «رويترز»)، وليست «صورة أم ثكلى مات ابنها في معركة القصير»!! كما تكتب بيطار في تجهيل مقصود لهوية القتيل الذي اجتاز الحدود ليقاتل في القصير. ثانياً، الأم اللبنانية في الصورة حملت بندقية ابنها القاتل ووضعت علم «حزب الله» على كتفيها، في تعبير صريح أنها ليست فقط غير نادمة على إرسال ابنها لقتال الشعب السوري، بل إنها ستتابع مسيرة القتل والحقد من بعده. ثالثاً، وصفتُ هذه الأم ب «القبيحة» و «القاتلة» ولم أقل أبداً «حيوانة» كما تزعم هيفاء بيطار، وصفحتي موجودة والبوست ما زال عليها. والأنكى من ذلك أن بيطار استعملت تعبير ب «الحرف الواحد» وهي تنقل ما تزعم أني كتبتُه!! (وبالمناسبة هذا التلفيق أستطيع أن أقاضيها عليه أمام المحاكم اللبنانية). رابعاً، تقول بيطار بأني شمتُّ وتلذَّذتُ بمصاب أمّ ثكلى!! أي أنها تقلب الأدوار فتجعلني (أنا السوريّ الذي يُذبَح أهله على يد مقاتلي «حزب الله») مجرماً أتلذّذ بالإجرام، بينما تجعل مقاتل «حزب الله» وأمه ضحيتَيْن مسكينتَيْن! خامساً، تقول بيطار إني أنشأتُ صفحتي ل «بث السموم»!! فإذا كان السمّ عندها الكتابة ضدّ النظام الأسدي و«حزب الله» فكان في وسعها عدم تجرّع هذا السمّ وحذفي من لائحة أصدقائها، بدل أن ترسل لي رسائل ترجوني فيها أن «أُدبِّر» لها مقابلة تلفزيونية على إحدى المحطات اللبنانية (والرسائل ما زالت في حوزتي) وحين لا أُلبّي طلبها تقوم بكتابة هذا الكلام المسيء عني!